إفلاس المكسيك.. أذرع السيسي الإعلامية تبحث عن شماعة للفشل! 

- ‎فيتقارير

أعلن موقع “سبوتنيك الروسي” عن اعتذاره عن خطأ خبرٍ نشره قبل ساعات عن إفلاس المكسيك، ذلك الاعتذار الذي أحرج كتيبة إعلام الانقلاب، الذين سارعوا بدورهم إلى نشر الخبر على نطاق واسع، ولسان حالهم يقول “يا من تشمتون في السفيه السيسي الذي أفلس مصر، لا تشمتوا كثيرا لأن المكسيك جارة أمريكا أفلست”!.

مؤسسات صحفية كان من المفترض أن تنتهج المهنية والأمانة والتحري قبل النشر، غلبتها فرحتها وغمرتها السعادة بإفلاس المكسيك، فطار الخبر وتنقّل من المصري اليوم إلى اليوم السابع ومنها إلى الشروق ثم التحرير والمصريون وصدى البلد وفيتو.. وباقي أبواق عصابة الانقلاب، وكانت الشروق أشدهم فرحًا حتى إنها نشرت عنوانا يقول “«س وج».. ماذا بعد إعلان المكسيك إفلاسها؟”.

من جانبه يقول الكاتب والناشط أحمد فتحي سليمان: “فيه مانشيت على كل المواقع المصرية واخدة من بعضها كوبى بيست، أن الرئيس المكسيكي يعلن إفلاس بلاده.. الراجل لسه مستلمش المنصب أصلا يا هجاصين.. كلها ناقلة من موقع سبوتنيك الروسي اللى عامل مانشيت غلط ولا يعبر عن فحوى الخبر”.

إعلام عباس كامل

الإعلام تمت السيطرة الكاملة عليه من خلال مكاتب ضباط الشئون المعنوية داخل قنوات مدينة الإنتاج الإعلامي، واعتماد السفيه السيسي على الإعلام كأداة أساسية في ترسيخ أركان الانقلاب العسكري، كان استراتيجية محورية في الترويج لتوجهاته وسياساته سواء كانت في الداخل أو الخارج، إذ إنه منذ الوهلة الأولى التي عين فيها السفيه السيسي وزيرًا للدفاع وما تلاها عقب انقلاب الثالث من يوليو، كان حريصًا على إحكام قبضته على الإعلام بشتى الصور، لكن هذا ما كان أن يتم بصورة كاملة، ومن ثم كان التنفيذ مرحليًا وعبر عدد من الخطوات.

في أكتوبر 2013، نُشر تسريب للسفيه السيسي خلال لقاء له مع بعض الضباط تحدثوا خلاله عن استراتيجية جديدة تهدف إلى السيطرة على الإعلام من خلال استئناس عدد من الإعلاميين المعروفين ممن أبدوا رغبتهم في التعاون مع الجيش، على حد قول أحد الضباط، وهو ذات التسريب الذي تضمن مقولة السيسي الشهيرة “أحمد جاذب للستات”.

وفي بداية 2014، تحدث السفيه السيسي في تسريب آخر عن ملامح تلك الاستراتيجية بشكل من الوضوح، وذلك حين أعلن عن أهمية تأسيس “أذرع إعلامية” من أجل الترويج لدور الجيش في أعقاب انقلابه على الرئيس المنتخب محمد مرسي، مشيرا إلى “احتواء الإعلاميين من خلال أذرع، يحتاج بناؤها إلى بعض الوقت، لحين امتلاك حصة مناسبة في التأثير الإعلامي”.

في هذا اللقاء كشف السفيه السيسي عن مكانة الإعلام لدى القوات المسلحة وأجهزتها بصورة كاملة، وذلك حين أكد أن “الجيش مهموم بمسألة الإعلام والإعلاميين من أول يوم أتى فيه المجلس العسكري”، مضيفًا “ما نحتاجه لم نصل إليه بعد، ونعمل على تحقيق نتائج أفضل”.

تسريبات مكملين

في مطلع عام 2015، بثت قناة “مكملين” تسريبًا صوتيًا لحوار دار بين مدير مكتب السفيه السيسي عباس كامل، والمتحدث العسكري السابق أحمد علي، تحدث خلاله عن بعض الأفكار المطلوب من الإعلاميين الترويج لها والحديث عنها بصورة مكثفة، على رأسها تجنب الإساءة لرموز الدولة، في إشارة إلى ما أثير بشأن العلاقات النسائية للمتحدث العسكري السابق الذي أقيل من منصبه ليعين ملحقًا عسكريًا في إحدى السفارات المصرية بإفريقيا.

التسريبات كشفت عن بعض الإعلاميين والقنوات الإعلامية التي كانت تعمل لحساب السفيه السيسي حتى قبل الاستيلاء على الرئاسة، كما جاء على لسان مدير مكتبه، على رأسها قنوات “أون تي في” و”صدى البلد” و”القاهرة والناس”، وعلى لسان أحمد موسى ووائل الإبراشي وإبراهيم عيسى ورولا خرسا وعزة مصطفى ومحمود سعد ونائلة عمارة.

بعد نجاح السفيه السيسي في ترسيخ أركان نظامه، بدأ التفكير في استراتيجيات أخرى يهدف من خلالها إلى إحكام قبضته على منظومة الإعلام بشكل كامل، من خلال تفريغ الساحة تمامًا من الوسائل التي من الممكن أن تمثل عقبة أمام تحقيق أهدافه كمرحلة أولية، يليها السيطرة على المتبقي منها.

ثلاث استراتيجيات اعتمد عليها السفيه السيسي لفرض الهيمنة على المناخ الإعلامي برمته، أولها: تجنيد عدد من رجال الأعمال لتكريس حكمه والعزف على أوتار التمجيد والإشادة والمديح، وذلك بزرعهم في بستان الإعلام عبر شراء بعض القنوات والصحف والمواقع الإخبارية، على رأسهم أحمد أبو هشيمة الذي تمت الإطاحة به مؤخرًا لحساب شخصية أخرى، ثانيها: إرهاب العاملين في مجال الإعلام وتضييق الخناق عليهم عبر حزمة من القوانين التي صدرت خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، أبرزها: قانون الإرهاب وقانون الإعلام المُوحًّد وقانون الكيانات الإرهابية.

أما الاستراتيجية الثالثة التي انتهجها الانقلاب لبسط نفوذه الكامل على الإعلام بعد تجنيد رجال أعمال لصالحه وفرض حزمة القوانين والقرارات التي ترهب كل من يفكر أن يغرد منفردًا بعيدًا عن الطريق الذي تم رسمه له، كانت زرع عسكريين سابقين في هذه المنظومة، من خلال إشراكهم كملاك أو مديرين لبعض الوسائل الإعلامية.