ازدهار “البيزنس القذر” بعد رفع أسعار الكحول والقفازات والكمامات 300%

- ‎فيتقارير

تسببت المخاوف من انتشار فيروس" كورونا" في ارتفاع أسعار الكمامات والمطهرات والتهافت على اقتناء الأدوية لتقوية المناعة؛ الأمر الذي دفع بعض تجار المستلزمات الطبية وأصحاب الصيدليات إلى رفع الأسعار وتخزين عدد من الأدوية والمنظفات؛ لعلمهم بزيادة الطلب الفترة القادمة، وسط غياب تام لدولة الانقلاب.

يأتي هذا في الوقت الذي حذرت فيه شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية المواطنين من استخدام الكحول غير الطبي من مادة الميثانول الذي يستخدم كمطهر للأيدي ويدخل في صناعات عديدة من المنظفات خاصة من مصانع بير السلم وتباع في مراكز المنظفات وعلى الأرصفة، موضحةً أن هذا النوع من الكحول يسبب مضاعفات عديدة لمستخدميه عند تلامسه بالجلد أو استنشاقه عن طريق الأنف.

الحكول الإثيليي

بدوره، قال الدكتور محفوظ رمزي رئيس لجنة تصنيع الدواء بنقابة صيادلة القاهرة، أن هناك إقبالاً كبير على شراء المنظفات نتيجة الخوف والهلع من انتشار فيروس كورونا حول العالم بلغت 300%، ولجوء المواطنين إلى تكثيف تنظيف الأيدي بالمطهرات المختلفة، ولكن لا بد من الاعتناء بالشراء من أماكن تبيع منتجات عليها موافقة صحية وعلامات تجارية معروفة متوافق عليها من وزارة الصحة؛ حتى لا تسبب مضاعفات لمستخدميها، ومنها الكحول الذي لا بد من استخدام النوع الطبي، وهو الكحول الإيثيلي المتوافق عليه في استخدامه كمطهر للأيدي.

 

كوارث بير السلم

كما أوضح أن 50% من المنظفات التي تباع في محال المنظفات وعلى الأرصفة تصنع في مصانع بير السلم وليست عليها أي رقابة صحية، موجهًا تحذيرًا للمواطنين من استخدام الكحول الطبي، وهو الكحول الإيثيلي وليس الميثانول الذي يسبب مشاكل صحية كبيرة لمستخدميه، ويتم تصنيعه من مواد خام على الأرصفة وتعبئته في زجاجات على صورة جيل مطهر أو كحول خام مع لزق الاستيكارات على الزجاجة وبيعه للمواطنين في محال ومراكز المنظفات.

 

 رفع أسعار الكمامات

ومع مخاوف انتشار فيروس كورونا المستجد في مصر، وارتفاع الإقبال على الكمامات الواقية، لم يتوان البعض في استغلال هذا الوضع لتحقيق أرباح خرافية، فقد قفزت أسعار الكمامات والقفازات الطبية أكثر من 600% مع ارتفاع الطلب عليها؛ حيث وصل ثمن علبة الكمامات من 20 جنيها إلى 150 جنيها.

جشع التجار

فيما يؤكد "م. ي"، بائع مستلزمات طبية بشارع القصر العيني، أن شركات السياحة الخاصة ومراكز التجميل والعديد من شركات الاستثمار والمدارس الخاصة، أكثر الجهات إقبالاً على شراء الكمامات خاصة مع بداية التحدث في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أن الشركات تتعاقد على كميات كبيرة، خوفًا من حدوث أزمة أو عدم توافرها خلال الأيام القادمة.

ومن جانبه، يوضح آخر أن بعض تجار المستلزمات الطبية في السوق يستغلون قلق المواطنين من فيروس "كورونا" وإقبالهم الكبير على شراء الكمامات، ويرفعون الأسعار أضعاف مضاعفة، منوهًا أن سوق الكمامات كان نائم والمكسب كان منخفضًا جدًّا منذ سنوات، وفيروس "كورونا" أعاد الروح مرة أخرى في السوق والصيدليات لخوف المواطنين من الإصابة بالفيروسات المميتة.

حلال للصين.. حرام للمصريين

ومن جانبه كشف الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، عن أن الصين طالبت مصر بتخصيص 145 مليون كمامة من خلال خط إنتاج أحد مصانع المستلزمات الطبية في مصر بعد أزمة فيروس كورونا وارتفاع معدلات ارتداء الكمامات، موضحًا أن مصر تنتج سنويًّا ما يقارب 60 مليون كمامة وتستورد من الصين قبل الأزمة ثلاثة أضعاف الإنتاج المحلي لكي تكفي حاجة الاستهلاك بنحو 180 مليون كمامة.

وعن ارتفاع أسعار الكمامات يوضح رئيس شعبة الأدوية أن أسعار الكمامات شهدت ارتفاعًا ملحوظًا بعد أزمة فيروس "كورونا"، والتي تنقسم إلى نوعين، الكمامات العادية التي تحمي من دخول الأتربة والرياح إلى الجهاز التنفسي، وارتفع سعرها من جنيه واحد إلى 2.5 جنيه للواحدة، والنوع الثاني تسمى كمامات "n 95"، وهي المسئولة عن منع دخول الفيروسات إلى الجهاز التنفسي وارتفعت أسعارها بصورة كبيرة من 10 إلى 20 جنيهات.

بلا رقابة حكومية

من جانبه، قال مصطفى حامد، رئيس شعبة أصحاب الصيدليات بالغرفة التجارية بالإسكندرية: إن الصيدليات تشهد نقصًا حادًّا في مستلزمات الوقاية والمطهرات وفي مقدمتها الكحول الإيثيلي تركيز 70% وكان سعر توريد الزجاجة البخاخ 60 إلى 80 مللي للصيدليات 6 جنيهات وتباع للجمهور بقيمة 7 أو 8 جنيهات، ولكن مع زيادة الطلب زاد سعر توريدها للصيدليات من قبل شركات التوزيع لتصل إلى 8 و10 جنيهات للصيدلية بنسبة 30%.

وأضاف حامد أن التجار وشركات التوزيع يستغلون الأوضاع الحالية ويرفعون أسعار الكحول؛ لأن تلك المستلزمات غير مسعرة بعكس الأدوية، خاصة أن تلك الشركات لا تخضع للشعبة.

وطالب حامد برقابة مشددة على التجار وشركات التوزيع لمستحضرات التعقيم والتطهير حتى لا تستغل الظروف.

وأشار رئيس شعبة الصيدليات إلى وجود عبوات كحول مركزة ذات سعة كبيرة تبدأ من لتر وحتى 20 لترًا تبيعها شركات الكيماويات وأهمها شركة الجمهورية للكيماويات التي تعد الوحيدة لإنتاج الكحول، ولكن تلك الشركات ليس لديها منظومة توزيع تستطيع تغطية كل الصيدليات، وتحتاج العبوات إلى تخفيفها لتركيز 70 % ولذلك تفضل الصيدليات والجمهور العبوات الصغيرة، كما أن هناك نقصًا في عبوات البخاخات الصغيرة الفارغة.