“اسمعونا”.. مؤسسة للفساد وابتزاز المصريين برعاية السيسي

- ‎فيتقارير

هل سمعت عن مؤسسة خيرية يطلق عليها “اسمعونا”، بالطبع لم تسمع بها من قبل او ربما صادفك خبر يتيم عنها أو إعلان جمع تبرعات في إحدى فضائيات الانقلاب، إنها أشبه ما تكون بـ”تمرد” التي خرجت من أفران المخابرات الحربية، حيث تحظى برعاية السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي شخصياً، وكانت هى وشقيقاتها الأورمان ومستشفى سرطان الأطفال 57357، ضمن الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي سمح لها بالحضور إلى قصر الاتحادية.

وعلى طريقة الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا وقعت مؤسسة “اسمعونا” بروتوكول تعاون مع الثقب الأسود الذي يشفط أموال المصريين ويسمى صندوق “تحيا مصر”، بزعم تطوير عدد من القرى الأكثر احتياجًا على مستوى المحافظات المختلفة، واغترفت “اسمعونا” بموجب هذا البرتوكول 500 مليون جنيه لا يعرف على وجه الدقة أين تصرف تلك الأموال، وإلى أين تذهب؟

وعلى ما يبدو أن ضخامة أرقام المعتمرين المصريين والمليارات التي تصرف سنويًّا على العمرة، فتحت شهية السفيه السيسي وحكومته لاستغلال تلك الأموال في دعم “صندوق تحيا مصر” وجيوب الجنرالات، فتم فرض جباية تتراوح من ألفقين ريال الى ثلاثة آلاف ريال سعودي على العمرة،كما ردت “دار الإفتاء” على سؤال من “صندوق تحيا مصر”، حول: “جواز اعتبار عناصر نشاط وأهداف الصندوق من أوجه وأبواب الزكاة؟”، وقالت “يجوز”.

كاتب سيناريو الفساد!

من أبرز أعضاء مؤسسة “اسمعونا” الصحفي وكاتب السيناريو محمد فتحي، ومحمد العقبي المتحدث باسم الحملة، ومصطفى زمزم، يقول الكاتب الصحفي وحيد رأفت أحمد رضوان:” خلاص كده فساد تبرعات مستشفى 57 اكفى عليه غطا حلة المحشى ! “اسمعونا ” جمعية كاتب السيناريو خدت 500 مليون من صندوق تحيا مصر !!”.

وتعد صناديق التبرعات إحدى السبل التي يلجأ إليها جنرالات العسكر بزعم دعم الاقتصاد ، والتي يدعمها المواطنون أملًا في مستقبل أفضل ، حيث كانت البدايه في عهد المخلوع حسني مبارك حين أمر الشعب بالتبرع عام 1985 لتعمير سيناء ، والتوسع بها وإنشاء مشروعات بها للقضاء على البطالة ودعم الاقتصاد ، في المشروع الذي أطلق عليه “الصحوة الكبرى” ، وبالفعل استجاب الكثير من رجال الأعمال والمصريين البسطاء ، أملًا في صناعة غدٍ أفضل وأكثر تنمية.

وأعاد المخلوع ذلك مره آخري عام 2002 ، واستجاب الشعب لمزاعم النظام ، لمساندة مصر من خلال التبرع لسداد الديون المصرية بالخارج ، دون تحقيق أي مكسب على أرض الواقع من التبرعات التي جمعها المخلوع ، والتي اكتشف الشعب المصري بعد اندلاع ثوره يناير أن هذه الأموال كانت تذهب إلي بنوك سويسرا.

فساد عسكري

وكعادة النظام، يستغل حب الشعب للوطن ، فيسرق من قوتهم وأرزاقهم بزعم دعم الاقتصاد ، فبعد اشتعال الثورة وتعيين الفريق “أحمد شفيق” – وهو أحد رجال المخلوع- رئيسًا للوزراء ، أنشأ صندوقًا تحت عنوان “دعم الاقتصاد القومي”، وكالعادة لم يعلم أحد أين ذهب الصندوق وأين الاقتصاد الذي تم دعمه.

بعد الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 ، شكل عدد من رجال الأعمال والسياسيين المؤيدين للانقلاب صندوق يحمل اسم 30 يونيو، وطالبوا فيه جموع الشعب بالتبرع تحت حساب “306306” لدعم الاقتصاد المصري ، إلى أن جاء قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي وأنشأ صندوق “تحيا مصر” تحت رقم 3737، مطالبًا رجال الأعمال المصريين والعاملين بالخارج وعموم الشعب المصري بالتبرع في هذا الحساب.

ودخل الشيخ محمد حسان، الداعية الانقلابي البارز، على خط نهب وسرقة الصناديق والمبادرات التطوعية، وقام بالاستيلاء على أموال المبادرة التي أطلقها بعنوان “المعونة المصرية”، في يناير 2013، لإثبات أن المعونة الأمريكية لن تخضع مصر لها، ولن تؤثر على قراراتها السيادية.

وتسببت اتهامات بالفساد ضد إدارة مستشفى “57357” المتخصص في علاج سرطان الأطفال، والذي تعتمد ميزانيته بالكامل على التبرعات، في صدمة كبيرة ، وأدت تلك الاتهامات إلى إحراج حكومة الانقلاب وإجبارها على اتخاذ عدة إجراءات منها تشكيل لجنة للتحقيق وفحص أعمال المستشفى، وعلى رأس هذه اللجنة وزيرة صحة الانقلاب هالة زايد التي كانت تشغل منصب رئيس أكاديمية مستشفي سرطان الأطفال قبل توليها الوزارة، ما يضع شكوكاً حول جدية التحقيق.