الأمم المتحدة تطالب بحماية الصحفيين بزمن “كورونا”.. ومراقبون: ماشطة الوجه العكر

- ‎فيتقارير

بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش السلطات في أنحاء العالم إلى عدم استغلال القيود المفروضة على حرية التنقل كذريعة لإضعاف قدرة الصحفيين على القيام بعملهم، اتساقا مع شعار الأمم المتحدة الأحد في احتفال باليوم العالمي عنوانه "مزاولة الصحافة دون خوف أو محاباة".

وطالبت الأمم المتحدة بتوفير حماية أكبر للصحفيين الذين قال إنهم يقدمون "الترياق" لما وصفها بجائحة التضليل المحيطة بكوفيد-19.

وقال جوتيريش إن الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام يضطلعون بدور بالغ الأهمية في مساعدتنا على اتخاذ قرارات مستنيرة، وفي الوقت الذي يكافح فيه العالم جائحة كوفيد-19، فإن تلك القرارات يمكن أن تنقذ حياة الناس من الموت".

وفي شرح لما عليه الوضع في صحافة مصر والعالم العربي، شدد الأمين العام على أن الصحافة تكافح هذه الجائحة بما تقدمه من أنباء وتحليلات علمية مؤكدة ومدعومة بالوقائع، لكنه أشار إلى أنه ومنذ بدء تفشي هذه الجائحة يتعرض العديد من الصحفيين للمزيد من القيود والعقوبات "لا لشيء سوى أنهم يؤدون عملهم".

وناشد الأمين العام "الحكومات أن تحمي العاملين في وسائل الإعلام، وتعزز حرية الصحافة وتحافظ عليها، فذلك أمر أساسي لمستقبل يسوده السلام وينعم فيه الجميع بالعدالة وحقوق الإنسان".

مقرر أممي

وكشف "ديفيد كاي"، المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير عن أن احتجاز الصحفيين بسبب أداء عملهم يتعارض بشكل مباشر مع الالتزام بضمان بيئة مواتية لوسائل الإعلام، مشيرا إلى أنه يوجد حاليا حوالي 250 صحفيا حول العالم خلف القضبان، وفقا لبيانات لجنة حماية الصحفيين.

وقال المقرر الأممي: إن وسائل الإعلام المستقلة مثلت في الأشهر الأخيرة "أداة أساسية للمعلومات العامة،" حيث كشف الصحفيون عن قصص خداع حكومية، في الوقت الذي يساعدون فيه الناس في كل مكان على فهم طبيعة الوباء ونطاقه.

ودعا المقرر الأممي إلى إنهاء تجريم الصحافة، مشيرا إلى أن ذلك يبدأ بإطلاق سراح الصحفيين المحتجزين "على وجه السرعة."

اعتماد الأمم المتحدة

واعتمدت الأمم المتحدة اليوم تقرير "مراسلون بلا حدود" الأخير الصادر في 22 أبريل، وتصنيفاته لدول العالم؛ حيث كشفت أن حرية الصحافة في العالم العربي واصلت تراجعها لمزيد من الغلق والحجب والرقابة والتهديد والمحاكمات والسجن وغيرها من الانتهاكات بحق الصحفيين.

حيث كشف تقرير المنظمة بشأن حرية الصحافة في 2020، عن تراجع مصر إلى المرتبة 166 ضمن 180 بلدًا في "مؤشر حرية الصحافة"، بتراجعها ثلاثة مراكز عن ترتيبها في العام الماضي.

ماشطة الوجه العكر

الصحفي قطب العربي في توصيف سابق لدور المنظمات الدولية الضغط على دول مثل مصر بماشطة الوجه العكر، قال في توصيف نشره على "الفيسبوك" إن "الإدانات الدولية المتصاعدة ضد انتهاكات النظام المصري لحرية الصحافة، والتي تجسدت مؤخرا في تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جورج بومبيو ومعه رئيس شعبة الاستخبارات في الكونجرس، وأيضا ما شهدته أروقة الأمم المتحدة قبل أيام أثناء مراجعة ملف حقوق الإنسان في مصر، والبيانات التي أصدرتها المنظمات العالمية الكبرى مثل هيومن رايتس وأمنستي وغيرها.. تؤكد أن جرائم النظام المصري بحق الصحافة أصبحت فوق احتمال حلفائه الدوليين الذين ساندوه في "ساعة العسرة"، ولكن النظام الغبي "كلما أراد أن يكحلها أعماها" فكل جهودة لتجميل الصورة تنهار سريعا مع اعتقال صحفي أو مداهمة موقع إخباري، أو وقف برنامج أو منع كاتب.. وهكذا فإن الله لا يصلح عمل المفسدين".

مطالبات لليونسكو

ورغم رؤية الصحفيين التي طرحها "العربي" فإن ثلاث منظمات حقوقية منها مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان ومركز الشهاب ومؤسسة السلام الدولية لحقوق النسان طالبت بتدخل منظمة اليونيسكو؛ لأجل انقاذ الصحفيين، وغيرهم، ومطالبة الحكومة المصرية بالإفراج عن الصحفيين والإعلاميين، أو إصدار قرارٍ بالعفو عنهم، حمايةً لهم من تفشي فيروس كورونا.

وقالت "منظمة العفو الدولية" في تقرير أصدرته الأحد: إنه مع استمرار ارتفاع معدلات الإصابات بفيروس كورونا المستجد في مصر، تعزز الحكومة سيطرتها على المعلومات، بدلا من دعم الشفافية خلال الأزمة الصحية العامة.

ووثقت منظمة العفو 37 حالة اعتقال لصحفيين ضمن حملة قمع متصاعدة تشنها الحكومة على الحريات الصحفية؛ حيث اتهم كثيرون منهم "بنشر أخبار كاذبة" أو "إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي" بموجب قانون مكافحة الإرهاب الفضفاض لعام 2015، والذي وسع تعريف الإرهاب ليشمل جميع أنواع المعارضة.

المعهد الدولي للصحافة

واستبق "المعهد الدولي للصحافة"، السبت، دعوات دولية تخص الحكومة المصرية إلى إطلاق سراح صحفيين معتقلين، خشية انتشار فيروس كورونا داخل السجون.

وأشار البيان إلى أن الانقلاب أفرج في مارس عن عدد قليل من قادة المعارضة عقب تفشي وباء كورونا، لكن صحفيين ونشطاء حقوق الإنسان ما زالوا يعانون في السجون المعرضة لخطر العدوى، رغم احتجازهم لأسباب زائفة ذات دوافع سياسية.

ومعظم الصحفيين في مصر يُحتجزون دون أي تهمة، أو يواجهون اتهامات بنشر أخبار مزيفة، أو دعم جماعات محظورة، فيما اختفى العديد منهم في حجز قوات الأمن، ولم تكشف الحكومة عن مكانهم رغم مناشدات العائلات، بحسب بيان المعهد.

ويقبع حاليًّا أكثر من 60 صحفيًّا في سجون مصر المعروفة بازدحامها وضيقها وسوء خدماتها الصحية، خاصة أن العديد من المسجونين لا يحصلون على الرعاية الصحية اللازمة.

فيما قدر المرصد العربي لحرية الإعلام ورابطة الإعلاميين المصريين في الخارج، إجمالي عدد الصحفيين والصحفيات المعتقلين في مصر بـ90 صحفيًّا.