الأمن يقتل متظاهرين في السودان.. وإدانات عربية وحقوقية

- ‎فيعربي ودولي

أكدت لجنة أطباء السودان المركزية ارتقاء متظاهرين شابين أمس برصاص قوات الأمن في مستشفى الأربعين بمدينة أم درمان، هما: محمد مصطفى خوجلي، وصالح عبد الوهاب صالح.

وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن ذخيرة حيّة وقوة مفرطة من قبل قوات الأمن ضد المتظاهرين في السودان، إضافة إلى مئات الاحتجازات التعسفية، مطالبة بفتح تحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين.

وفي بيانات متتالية أشارت المنظمة إلى أن السلطات الأمنية في السودان اعتقلت أكثر من 50 طالبا من دارفور في مداهمات منزلية، مضيفة أنهم الآن محتجزون في أماكن مجهولة ومتهمون بالانتماء إلى “خلية تخريبية”.

وأسفرت المظاهرات عن مئات الاعتقالات على خلفية الاحتجاجات، من بينهم صحفيون وأطباء وأساتذة جامعيون وأعضاء أحزاب معارضة، لا يزال الكثير منهم رهن الاحتجاز بلا تهم وبلا تواصل مع العالم الخارجي.

وكان مشهد أمس الأربعاء في السودان أسفر عن سقوط جرحى من المتظاهرين، المطالبين بتنحي الرئيس، إصابة بعضهم خطيرة اليوم بأم درمان، فضلا عن اعتقال من لجأ منهم لمستشفى أم درمان وإطلاق النار على آخرين، بحسب إفادات ناشطين شاركوا في التظاهرات التي دعا لها تجمع المهنيين السودانيين الأربعاء، لتسليم مذكرة للبرلمان تدعو لتنحي الرئيس عمر البشير.

الموجة الثانية

المشهد عربيا عبر عنه سياسيون وإعلاميون فمقدم ومنتج البرامج الوثائقية أسعد طه قال إن الذين يخرجون اليوم في السودان ثائرين وصلتهم أخبار ما جرى في البلاد العربية الأخرى، ورغم ذلك يفعلون وكأنهم يدركون أن لا حل سوى ذلك.. فإذا كنت محبطا ومهزوما ومكسورا اصمت ولا تدع الآخرين أن يكونوا مثلك”.

أما رئيس حزب الأمة الكويتي د. حاكم المطيري، فاعتبر المظاهرات “موجة الربيع العربي الثاني تهز عرش البشير وفي طريقها إلى #الخليج !”.

وقال المفكر الجزائري محمد العربي زيتوت معلقا على تصريحات الرئيس البشير: “التآمر متواصل على السودان من أجل تدميره”، وقال “ثلاثين عام من حكم رديء فاشل ومفسد ضاع فيه ثلث السودان وقُتل فيه عشرات الآلاف وشُرد مئات الآلاف وفُقرت البلاد بأكملها ولايستحي الجنرال الإنقلابي عن حديث المؤامرة! مما يؤكد أن الطاغية هوالطاغية سواء لبس عمامة أوبدلة غربية أوعسكرية”.

أما الإعلامي التونسي محمد كريشان فكتب يقول: “الخونة” و”العملاء”.. المفردات التي يكررها #عمر_البشير كغيره من المستبدين.. هؤلاء لا يمكن أن يفهموا أبدا أن الناس تتوق دائما إلى الحرية و التغيير وأن تأبيد الحاكم وتفشي الفساد هو ما يستفز الناس.

موكب 9 يناير

وانطلق “موكب 9 يناير” بمظاهرات في شارع الأربعين بمدينة أم درمان بالعاصمة الخرطوم بعد دقائق من خطاب الرئيس عمر البشير، ووصل المتظاهرون إلى محيط مبنى البرلمان السوداني في أم درمان واستقروا قليلا قرب مسجد النيلين قبل أن تهاجمهم الأجهزة الأمنية التي طوقت التظاهرات بالهراوات وقنابل الغاز وإطلاق النار في الهواء.

وأشار بيان منسوب للجنة المركزية للأطباء السودانيين إلى أن إصابات بعض الجرحى خطيرة، نقلت إلى مستشفى أم درمان حيث توجد 4 حالات طلق ناري مستقرة وحالة خطرة تم إنعاشها بعد توقف القلب جراء إصابة بطلق ناري في الصدر وما زالت الحالة غير مستقرة، ولا توجد وفيات إلى الآن.

إغلاق الخرطوم

وأغلقت الأجهزة الأمنية منطقة برى في وسط الخرطوم، ومنعت دخول شارع المعرض تماما، حيث سيطر المئات قبل يومين على الشارع في مواجهة قمع الأمن، حيث تزامنت مظاهرات الشارع أو موكب أم درمان مع مظاهرات أخرى تؤيد دعوات الرئيس عمر البشير بضرورة انفضاض المعارضة.

وفي ضوء اقتحام مستشفى أم درمان وضرب الرصاص داخلها؛ قدم 19 طبييا استقالة جماعية بعد فصل 12 من زملائهم تعسفيا من وزارة الصحة بولاية الخرطوم.

وقال نشطاء: إن الخطوة سيتبعها خطوات تمثل توجه لجميع أطباء السودان للقيام بعمل مماثل أو المشاركة في إضراب شامل.