الإمارات تستنسخ قوات “حزام عدن” في تعز وتسندها لابن شقيق علي صالح

- ‎فيعربي ودولي

تتصاعد الأزمة التي تشهدها مدينة تعز اليمنية، بعد الأنباء عن سعي الإمارات إلى استنساخ تجربة ما يُعرف بـ”قوات الحزام الأمني” في المدينة، ووصول قوات موالية لنجل شقيق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، العميد طارق صالح، إلى الجزء الغربي من تعز.

وكشفت الوكالة الرسمية الإماراتية للأخبار “وام” أنه بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية فإن “المقاومة الوطنية اليمنية” بقيادة طارق عبد الله صالح تبدأ عملية عسكرية واسعة بالساحل الغربي.

وتأتي التحركات الإماراتية مع مزاعم بأن جيش “المقاومة” تعداده 100 ألف مقاتل ، وأن هدفه الساحل الغربي دون ذكر تعز التي حررتها قوات الحكومة اليمنية بمساندة الإصلاح في اليمن وتأبى الإمارات إلا أن تحولها على نمط عدن بتثبيت قوات الحزام الأمني المعروفة بمضادتها للحكومة اليمنية والاغتيالات السياسية.

مظاهرات رافضة

وخرجت تظاهرات وخطابات وبيانات سياسية في تعز قبل أيام تؤكد رفض مساعي الإمارات ورفض أي دور لطارق صالح فيها، حيث خرجت تظاهرة جماهيرية، السبت الماضي، بدعوة مما يُعرف بـ”رابطة أبناء الشهداء والجرحى”، التي تُحسب على حزب التجمع اليمني للإصلاح .

ورفع المشاركون في التظاهرة لافتات ترفض أي دور لطارق صالح أو أي من أفراد عائلة الرئيس الراحل. كما ردد المشاركون فيها شعارات تطالب باستكمال تحرير المحافظة، ورفض أي توجه لاستنساخ تجربة “الحزام الأمني”، الموالية للإمارات، في تعز.

طابور خامس

من جانبه، خرج محافظ تعز، أمين محمود، الموالي للإمارات ببيان مطول، اعتبر فيه أن “هناك طابوراً خامساً –في إشارة للإصلاح- يعمل ضدكم، ومهمته إشعال الحرائق والفتن بينكم، ويتساوى في نتائج ما يقوم به من دعوة للتظاهرات والدعايات والبيانات الكاذبة مع أهداف الانقلاب الحوثي في إبقاء تعز رهينة للحصار والقتل والتجويع”.

بالمقابل أصدرت “رابطة أسر شهداء تعز” بياناً قالت فيه إنها “دعت إلى مسيرة سلمية مع سماعها ومتابعتها لخطوات تمكين طارق صالح والإعداد له للتوجه إلى تعز”، وإنها “تأسف كل الأسف من كلام محافظ المحافظة”.

ويعتبر معارضو محافظ تعز، المعين منذ شهور، بأنه مقرّب من الإمارات، أو يتمتع بعلاقة جيدة معها على الأقل، إذ كان قد ظهر في خطاب سابق له، عبر وكالة أنباء الإمارات، ليعلن انطلاق عملية عسكرية لاستكمال تحرير المحافظة، انتهت كغيرها من العمليات السابقة، دون أي تقدم حاسم.

تأجيل المحتوم

وزار وفد من التحالف العربي إلى اللواء 35 مدرع في تعز، وتردد أثناء الزيارة أن هدف الزيارة هو تأسيس “قوات الحزام الأمني”- فرع تعز، وهو ما أثار أزمة وردود فعل واسعة، اضطرت قائد اللواء إلى إصدار بيان يوضح فيه ملابسات الزيارة، مؤكداً أن الوفد كان برئاسة قائد القوات السعودية، العميد أبوعبدالله، إلى جانب وجود مندوب عن القوات الإماراتية وآخر عن القوات البحرينية، حيث تفقّد الوفد قطاعات اللواء، إلا أن ردود الفعل كانت أسرع، وتوجهت أصابع الاتهامات نحو اللواء بالتنسيق مع أبوظبي.

وتتولى الإمارات واجهة العمليات العسكرية للتحالف في المناطق الجنوبية لليمن، بما فيها تعز، التي لطالما كان تأخير تحريرها مرتبطا بعوامل سياسية، خصوصاً ما يتعلق بمخاوف أبوظبي من قوة حزب “الإصلاح” في المدينة، في مقابل الرفض السائد لتوجه الإمارات الرامي إلى استنساخ القوات المدعومة منها في الجنوب، والتي صنفتها الشرعية كأحد المخاطر في طريقها.

وإثر استعادة عدن ومحافظات جنوبية من الحوثيين، في يوليو وأغسطس 2015، أنشأت الإمارات قوات “الحزام الأمني”، وهي خليط من عسكريين جنوبيين، ومقاتلين طامحين إلى انفصال جنوبي البلاد عن شماليه، وأُوكلت إلى هذه القوات مسؤولية حماية محافظات عدن ولحج وأبين والضالع بالكامل.

تقرير أممي

وصدر تقرير أممي مؤخرا اعتبر أن القوات التي تسلحها دول التحالف في اليمن، وخاصة الإمارات، تشكل تهديدا لأمنه واستقراره ومتورطة في انتهاكات.

وأضاف التقرير أن قوات الحزام الأمني والنخبة الحضرمية والشبوانية التي تتبع الإمارات العربية المتحدة تقوض الحكومة، ومتورطة في انتهاكات للقانون الدولي الإنساني.

ووفق التقرير فإن الاستمرار في إنكار دور الإمارات في الانتهاكات باليمن يوفر الحماية للمنتهكين.

و تواصل أبوظبي مساعيها لبسط نفوذها في جنوب اليمن من خلال تشكيل ميليشيات عسكرية تابعة لها في عدد من مدن الجنوب ، حيث أنشأت أبوظبي مليشيات الحزام الأمني في كل من عدن وأبين ولحج، جنوبي اليمن، وهو يتكوّن من فصائل عدة بقيادات محلية على مستوى المديريات، بحيث لا يمكن أن تشكّل خطورة كقوة كبيرة مجتمعة، لعدم وجود تنسيق أفقي بينها.