الانهيار الأخلاقي “عنتيل الجيزة” نموذجا.. ماذا فقدت مصر بغياب الإخوان عن الساحة؟

- ‎فيتقارير

وفق روايات متواترة وتقارير إعلامية، نقلت عن شهود عيان، نشبت مشاجرة بين عائلات قرية البراجيل التابعة لمركز أوسيم؛ بعد انتشار فيديوهات "عنتيل الجيزة".
وقالت مصادر صحيفة إن ضحايا العنتيل تركن المنزل بعد أن تداول شباب القرية مقاطع صور يظهرن فيها عاريات مع "العنتيل" الذي عمل جزارًا في منطقة البراجيل.

وكشفت مصادر ارتفاع حالات الطلاق داخل القرية إلى "8" حالات خلال الأسبوع الماضي، من ضحايا العنتيل، بالإضافة إلى أن هناك بعض العائلات تركت القرية وبدأت تبحث عن مكان آخر هربا من الفضيحة.
وأضافت المصادر أن الجهات المختصة لم تتلق حتى الآن أي بلاغات من أزواج هؤلاء السيدات يتهموهن بالزنى، وبالتالي فإنه سيتم الاستماع إلى أقوال تلك السيدات، وطبقا للقانون لن يتم توجيه لهن ارتكاب جريمة الزنى إلا من خلال دعوى مرفوعة.

كان عدد من الفيديوهات انتشر في محافظة الجيزة، يظهر فيها شاب بأوضاع مخلة للآداب مع عدد من السيدات، وتمكن رجال المباحث بمديرية أمن الجيزة من تحديد هوية 4 سيدات من اللاتي في مقاطع الفيديو بصحبة "عنتيل الجيزة".

أين الإخوان؟
تلك التفاصيل وغيرها من الفضائح، قد تبدو بعيدة عن الإخوان المسلمين، وعلاقتهم بالأمر. إلا أن الواقع يكاد يؤكد أن تغييب دور الإخوان المسلمين عن المجتمع المصري منذ انقلاب السيسي العسكري على التجربة الديمقرطية في 2013، وسجن ما لا يقل عن 120 ألف معتقل وقتل اكثر من 10 آلاف بالسجون وإهمالا طبيا وتصفية جسدية وإعدامات، معظمهم من الدعاة والمصلحين، والمربين، كان لهم دور كبير في حماية المجتمع المصري وتعظيم الاخلاق الحميدة في اوساط فئات المجتمع المصري، وقيادة جميع فئات المجتمع إلى المساجد والمحاضن التربوية، الهادية للسلوكيات الحميدة.
ولعل خسارة مصر دور الإخوان المسلمين، قمعا وقهرا من قبل النظام العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي، سيدفع ثمنه جميع المصريين والمصريات، وهذا ليس تعاليا، إنما واقعا مريرا تحياه مصر، حيث تنتشر أعمال البلطجة والعنف بين الشباب، بجانب الإباحية التي تتوسع عبر شبكات الاتصالات والتواصل، مع تعمد النظام العسكري فتح قنوات البورنو وتسهيل أعمال الدعارة والزنا، سواء بقصد أو بدون قصد، تتسبب سياسات الغلاء في تراجع معدلات الزواج وزيادة سب الطلاق، أي أن تعسير الحلال وتسهيل الحرم، بكافة اشكاله، نهج النظام القائم.

يشار إلى أن الإخوان المسلمين، جماعة دعوية تربوية تعمل على إصلاح المجتمع وكان لها قسم كامل مخصص للأخوات، كان دوره هداية السيدات والفتيات والعمل على حمايتهم من الارتكاس في المعاصي والمهالك الاجتماعية المتزايدة حاليا.

أعمال دعوية
كما كان لهم دور دعوي وإصلاحي في ]وساط الرجال، عبر قسم البر وقسم نشر الدعوة، المهتم بالأعمال الخيرية والأعمال الدعوية والعمل من خلال المساجد والمقاهي والشوارع على نشر الأخلاق الحميدة وتربية الرجال وتفقيهم في شئون دينهم.. وهو ما كان يحقق مناعة ذاتية من الوقوع في جرائك السرقة والقتل والعنف والزنا.
كما ساعدت سياسات السيسي القمعية على تقليل دور المساجد الاجتماعية، عبر إغلاقها عقب الصلوات مباشرة ومنع دروس العلم وحلقات التحفيط ودروس التزكية ومقاومة الآفات الاجتماعية والنفسية، كما ساعد إغلاق وزارة أوقاف لأكثر من 80 ألف زاوية ومسجد صغير وهي المنتشرة في جميع أحياء مصر، في تصعيب أداء العبادات والانتظام فيها، وهو ما فتح معه الآلاف من أبواب الشياطين، عبر المقاهي والغرز ونوادي الفيديو والبلاي ستيشن، ودواليب المخدرات في الأحياء بحماية الشرطة وأمن السيسي، كما طالع المصريون مؤخرا تفاصيل تورط ضباط قسم الأميرية في حماية دواليب المخدرات، وتحصيل أكثر من 50 من رجال أمن الانقلاب لراتب ومكافآت شهرية من تجار المخدرات.
وما زال باب الشرور مفتوحا على مصر، في ظل غياب الإخوان المسلمين ودعاة الإصلاح، مع تراجع دور وزارة الأوقاف الانقلاب مجتمعيا، وبات دورها أكثر تركيزا على حماية قمع السيسي وفساده بسلسلة من الخطب والفتاوى والتصريحات والدروس الدينية التي تمجد الحاكم الإله وتكفر معارضيه ومخالفيه.. وبات الشعب مع ذلك فاقدا لدور الدين في حياته، وهو ما يجر مصر نحو هاوية أخلاقية ودينية.