“البشير” يعتذر عن قمة الرياض مفضلاً تجنيب “السعودية” الحرج

- ‎فيعربي ودولي

كتب- أحمدي البنهاوي:

 

رضخ الرئيس السوداني عمر البشير لرفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حضوره ضمن قمم الرياض ومنها القمة العربية الإسلامية الأمريكية، وقدم اعتذاره بشكل مفاجئ للملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفيين، عن عدم حضور القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي سيحضرها "ترامب" في العاصمة الرياض الأحد 21 مايو.

 

وحتى ساعات متأخرة من يوم أمس الخميس، رحب "البشير"، بحضور القمة العربية الأمريكية، التي تشهدها العاصمة السعودية الرياض، وقال البشير في تصريحات لصحيفة "الشرق" القطرية، إن حضوره قمة يشارك بها ترامب "نقلة في علاقات السودان مع المجتمع الدولي".

 

وبحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية، فإن الرئيس عمر البشير اعتذر لأسباب خاصة، وكلف مدير مكتبه وزير الدولة في رئاسة الجمهورية، الفريق طه الحسين، بتمثيله في القمة والمشاركة في كافة فعالياتها.

 

وأعرب البشير عن أمله في أن تكلل القمة بالنجاح بما يخدم مصالح الإنسانية وقضاياها وتحقيق الأهداف التي عقدت من أجلها وأن تحقق الأمن والسلام الدوليين، وأن تؤسس لشراكة جديدة لمواجهة التطرف والإرهاب ونشر قيم التسامح والتعايش والتعاون المشترك.

 

رفض أمريكي

 

بدورها، فاجأت الولايات المتحدة الأمريكية، الرئيس "البشير"، بقولها إنها ترفض حضوره إلى القمة.

 

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول رفيع في الخارجية الأمريكية قوله: إن "الولايات المتحدة تعارض دعوة أي شخص مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، بمن في ذلك البشير".

 

كذلك لم يغادر البشير السودان لا الخميس ولا اليوم الجمعة، وفق ما نقل موقع "سودان تربيون" عن مصادر دبلوماسية وصفت بأنها رفيعة المستوى ترجيحها أن يصل البشير إلى السعودية قبل القمة بيومين، وأن يجري في الرياض مشاورات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

 

وتلاحق محكمة الجنايات الدولية الرئيس السوداني منذ عام 2009، وتتهمه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وبالإبادة الجماعية في إقليم دارفور.

 

اللافت أن الولايات المتحدة سحبت عام 2002 توقيعها على ميثاق روما المؤسس لمحكمة الجنايات الدولية بعد أن كانت من الموقعين عليه ضمن 138 دولة أخرى عام 2000. 

 

ومع ذلك تربط واشنطن موقفها من البشير بقرار هذه المؤسسة القضائية الدولية التي لا تعترف بها.

 

السيسي والبشير

 

يأتي هذا في وقت اتهمت فيه الخرطوم، القاهرة بدعم تمديد العقوبات المفروضة عليها من مجلس الأمن، وشن نشطاء سودانيون هجوما واسعا على موقف مندوب الإنقلاب في الأمم المتحدة والسيسي.

 

هذا ونفت "خارجية" الإنقلاب أن يكون مندوب مصر لدى الأمم المتحدة قد صوّت خلال جلسة العقوبات الخاصة بدارفور لصالح تمديد العقوبات المفروضة على السودان، مؤكدة أن الحكومة المصرية ظلت تتخذ كل القرارات التي تحافظ على مصالح الدولة السودانية.

 

وبناء على موقف مجلس الأمن، طالبت الأمم المتحدة، بتسليم الرئيس السوداني عمر حسن البشير، للمحكمة الجنائية الدولية، وذلك بالتزامن مع مشاركته في القمة العربية الـ28 المنعقدة بالأردن.

 

وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، إن موقف الأمم المتحدة "ثابت ولم يتغير إزاء الرئيس السوداني عمر البشير".

 

وأكد حق، خلال مؤتمر صحافي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، ضرورة تقديم البشير للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتهمة "ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" في إقليم دارفور، غربي السودان.

 

وأوضح أن "الأمم المتحدة تدعو جميع الدول الأعضاء بنظام روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية إلى الوفاء بالتزاماتها بضرورة تسليم الرئيس السوداني للمحكمة الجنائية".