البطش في مواجهة الغلابة.. السيسي يهدم منازل “الوراق” دون إنذار

- ‎فيتقارير

يسابق نظام الانقلاب العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي الزمن، في هدم منازل جزيرة الوراق، التي قرر فجأة، بعد إجبار الأهالي على ترك منازلهم، أن يقوم بهدمها لتنفيذ سياسة الأمر الواقع، وترك أي مساحة أو فرصة لعودة الأهالي إلى بيوتهم التي سلبها منهم بالمخالفة لنص الدستور والقانون.

ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، عملية هدم عشرات المنازل في جزيرة الوراق، حيث تم هدم 10 أبراج جديدة بكورنيش الوراق، كما تم هدم عدد من المنازل بالجزيرة، تمهيدا لتنفيذ سياسة الأمر الواقع وإخلاء الجزيرة من أجل بيعها وتسليمها لمستثمرين إماراتيين.

وكشفت مصادر بحكومة الانقلاب أنه جارى استكمال إزالة باقي العمارات المتواجدة بالكورنيش فو مواجهة جزيرة الوراق، كما سيتم البدء فورا في تنفيذ عملية الهدم للمناطق التي حددتها حكومة الانقلاب بالجزيرة، في مسلسل الاستيلاء على الجزيرة.

ويترقب أهالي الجزيرة دورهم في لائحة التهجير القسري التي وضعها السيسي، لإخلاء مناطق في القاهرة بدعوى “جذب المستثمرين والسياح”، بعد نجاح مخططه في هدم منطقة مثلث ماسبيرو، وبيع هذه الأحياء المرتفعة الثمن نظرا لمواقعها إلى مستثمرين أجانب.

تحت تهديد السلاح

وأناب السيسي الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة لتنفيذ مشروع التهجير، تحت تهديد السلاح، كما يحدث في جزيرة الوراق ومناطق أخرى تمت تسويتها بالأرض هذا الصيف وهي مثلث ماسبيرو.

وحاولت سلطات الانقلاب إخلاء السكان قسرا وعرضت عليهم تعويضات مالية أو عينية على شاكلة مساكن بديلة في ضواحي القاهرة الصحراوية رغم طبيعة المنطقتين الخصبة.

ويسكن أكثر من 100 ألف مواطن في جزيرة الوراق التي يسعى السيسي لإخلائها من السكان جبرا، مقابل تعويضات مالية زهيدة من أجل بناء المشروع الجديد الذي يشارك في تمويله مستثمرون من الإمارات.

وقالت مصادر سياسية ، في تصريحات صحفية، إن السيسي يتابع تطورات المشروع بشكل شخصي، حيث يريد أن يفي بوعده لولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، ضمن أحد البنود الثابتة في المشاريع المشتركة مع الإمارات، بتدمير الحي وإعادة بنائه مع شركات إمارتية.

ويقول أهالي الوراق إن “عمليات الإزالة بدأت دون سابق إنذار… وبعد اشتباكات حاول المسؤولون طمأنتنا بأن المنطقة ستطور لأهلها”.

إرهاب السكان

وكان السيسي خاطب الوزراء في مناسبة عُرضت على شاشات التلفزيون، قائلا إن “هناك جزر تتواجد على النيل، ويُفترض ألا يبقى أحد عليها طبقا للقانون المفروض، ويجب التعامل معها بأولوية”.

وفي أعقاب محاولة قمع الأهالي التي أعجزت الأجهزة الأمنية، خففت السلطات نهجها في محاولة لإقناع الناس بالعروض لتعويضهم ماديا عن أراضيهم ومنازلهم أو تزويدهم بشقق في حي الأسمرات، وهو مجمع سكني مترامي الأطراف في ضواحي القاهرة الصحراوية.

ولم تتضح خطط تطوير جزيرة الوراق، ولا يزال مخطط صممته شركة معمارية مصرية لتطوير الجزيرة قبل عدة سنوات موجودا على موقعها الإلكتروني، ويُظهر الجزيرة كمدينة صغيرة حديثة مليئة باليخوت.

ويعاني سكان مثلث ماسبيرو الذين تركوا منازلهم، بعد قبولهم مبالغ “التعويض”، في حي الأسمرات، حياة صعبة، بعد أن ابتعدوا عن أماكن عملهم، ولا تتوفر لهم سوى القليل من فرص العمل.