التابع الذليل بين أسياده.. السيسي يتجنب غضب أمريكا من مقاتلات “سو –35” بصفقة أسلحة ضخمة

- ‎فيتقارير

على طريقة التابعين والتائهين بين الأسياد والأقطاب المتعددة وغير المستقلين وأصحاب الشخصيات المهزوزة، يواصل قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي خيانة شعبه، عبر سياسات وترنح دولي تارة شمالا وتارة أخرى يمينا، بعيدا عن مصلحة مصر الحقيقية، التي تتطلب مراعاتها وتحقيقها في ظل ظروف اقتصاية غير مسبوقة وفقر وعجز مالي كبير وتدهور اقتصادي، يواصل السيسي إهدار مقدرات مصر المالية عبر عقد صفقات تسليخية غير استراتيجية، لإرضاء الاسياد الدوليين.

صفقات سلاح جديدة

وبحسب تقارير عسكرية، يتجه نظام السيسي لإبرام صفقة ضخمة لشراء الأسلحة مع أمريكا بقيمة مليارات الدولارات لتخفيف حدة التوتر الذي حدث نتيجة شراء المقاتلات الروسية «سو-35»، بعد تلويح واشنطن بعقوبات ضد القاهرة إثر تقاربها مع موسكو، وفقا لجريدة الأخبار اللبنانية.

وقالت الجريدة في تقرير لها، إن القاهرة تسير نحو إتمام صفقة المقاتلات الروسية «سو ــ 35» كاملة، بل مع استعداد سلاح الجو المصري لاستقبال الدفعة الأولى من هذه الطائرات خلال أيام، رغم التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات على مصر إذا ما تم ذلك.

حملة إعلامية

وبدأ الإعلام المصري، بناء على تعليمات عسكرية، في إعلان وصول المقاتلات الجديدة قريبا ضمن خطة «تنويع مصادر تسليح الجيش» الذي اشترى في وقت سابق طائرات «رافال» الفرنسية وغواصات ألمانية، بجانب أسلحة أخرى من أوروبا والولايات المتحدة.

وتعود هذه الصفقة إلى ثلاث سنوات حين تُوّجت بتوقيع التعاقد الرسمي لتوريد 24 مقاتلة من «سو ــ 35»، وقد وصلت قيمتها إلى ملياري دولار، تتضمن الطائرات وتسليحها، لتكون مصر ثاني دولة بعد الصين تشتري هذا النوع.

وأشار التقرير إلى أن ما يجعل التهديدات الأمريكية جدية أن الولايات المتحدة سبق لها فرض عقوبات على الصين بعد شرائها المقاتلات الروسية، وصلت إلى حدّ وقف تأشيرات مسؤولين عسكريين وتجميد أموال صينية لديها.

تهديدات أمريكية

من جهة أخرى، تلقّت مصر تهديدات واضحة من مسئولين أمريكيين بصورة رسمية وعلنية فحواها أن مشتريات القاهرة من السلاح الأمريكي ستتأثر، فضلا عن إمكانية فرض عقوبات بموجب قانون «كاتسا».

وكانت امريكا قد رفضت توريد طائرات «إف ــ 35» التي «طلبها منذ 12 عاما دون استجابة»، علما بأن الأخيرة اقتصر بيعها في المنطقة على سلاح الجو الإسرائيلي.

وسوف يتواصل تسليم روسيا الطائرات لمصر حتى عام 2023 بموجب الاتفاق الذي لم تكشف كل تفاصيله.

مع ذلك، يؤكد قادة عسكريون أن العلاقات مع واشنطن لن تتأثر كثيراً حتى مع «كاتسا»، مستندين إلى الاتجاه إلى إبرام اتفاقات عسكرية جديدة مع واشنطن بمليارات الدولارات، يحصل الجيش المصري بموجبها على أسلحة محدّدة يرغب في اقتنائها.

اختفاء روسي بالصفقة

وفي غضون ذلك، اهتمت الصحافة الروسية بنشر صور لخمس مقاتلات «سوخوي سو ــ 35» أثناء اختبارها في مصنع «كومسومولسك نا أمور»، قائلة إنها التي اشترتها مصر.

وتتميز هذه الطائرات بسرعة تصل إلى 28 ألف كلم كما تطير على ارتفاع 11 كلم، فيما يصل أقصى مدى لها إلى 4500 كلم، كما أن لها أيضاً قدرة فائقة في المناورات ورصد المضادات الإلكترونية وتحييد طيران العدو، مع ميزة التزود بالوقود في الجو.

ومنذ انقلاب السيسي على الرئيس محمد مرسي في 2013، استعمل صفقات الأسلحة والمشتريات من الخارج وسيلة لتثبيت انقلابه واكتساب شرعية لدى دول العالم.. وبحسب خبراء، فكثير من الأسلحة والصفقات كانت غير ذات جدوى وغير مناسبة للجيش المصري، حيث إن معظم بناء الجيش المصري منذ السبعينيات قائم على التسلح الأمريكي، وجاءت صفقات أسلحة الرافال الفرتسية والطائرات الروسية لتمثل تحديا ووصعوبات إضافية يواجهها العسكريون المصريون.

بجانب ذلك بعض الأسلحة جاءت لمصر بأموال كبيرة وبجدوى عسكرية ضعيفة، طائرات الرافال التي استوردتها مصر بلا صواريخ، وبدون تجهيزات للقذف، ما حولها لمجرد الاستعراض العسكري فقط…وتحاول مصر تعديل الصفقة مع فرنسا من أجل تطوير الطائرات التي جلبتها مصر.

عمولات مالية

في مقابل ذلك تشير تقارير إلى حصول السيسي وثلة من المقربين عسكريا له على عمولات مالية مهولة سددتها مصر.. يضاف إلى ذلك الضرورات الملحة التي يعايشها المصريون من فقر مدقع وتراجع اقتصادي يستلزم تحريك الاقتصاد المصري وضخ استثمارات وتخليق فرص عمل ضخمة لتنشيطه، يعحز عنها السيسي الذي ينفق أموال المصريين على أسلحة توضع في مخازن القوات المسلحة ولا يستعملها حتى في الدفاع عن مصر، وهو ما رصدته دوائر عسكرية وبيوت خبرة غربية، أرجعت فشل العمليات العسكرية في سيناء، نظرا لاستخدام الجيش المصري أسلحة قديمة، وغير متطورة، فيما الأسلحة الحديثة تواجه الصدأ في مخازن السيسي، وبعض تلك الأسلحة يجري استيرادها وتوجيهها إلى حلفاء السيسي في ليبيا وفي سوريا واليمن، كما كشفت الكثير من التقارير العسكرية تمرير مصر أسلحة عدة لنظام بشار الأسد، نكاية في تركيا، من وراء ظهر أمريكا..

وهكذا يهدر السيسي أموال المصريين لإرضاء الأسياد في روسيا وأمريكا والإمارات والسعودية والعديد من الأسياد أصحاب الأجندات المختلفة، التي تجعل التابع "السيسي" حائرا مضطربا، فيما يدفع المصريون الثمن غاليا من أقواتهم وأرزاقهم..