التفاصيل الكاملة للساعات الأخيرة في حياة المرشد الشهيد

- ‎فيتقارير

كتب- إسلام محمد:

 

روى فيصل السيد المحامي تفاصيل الساعات الأخيرة منذ وفاة الأستاذ مهدي عاكف، وحتى مواراة جثمانه الطاهر الثرى، وهي التفاصيل التي تكشف بوضوح الخسة التي أصر قادة الانقلاب على أن يمارسوها مع الشيخ الشهيد حتى اللحظة الأخيرة.

 

واستعرض "السيد" ما حدث في عنبر المستشفى الذي توفي فيه الشيخ الشهيد، والدعاء له في المقابر، ووصيته، وتحول المقابر إلى ثكنة عسكرية، وحضور أسرة الرئيس مرسي الجنازة، وتفاصيل أخرى مهمة للغاية تطالعها في السطور التالية:

 

"للتاريخ والتوثيق هذا ما حدث في وفاة فضيلة الأستاذ مهدي عاكف المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين

 

*فاضت روحه الطاهرة في الغالب بعد الظهر اليوم الجمعة 1 محرم ١٤٣٩ هجرية الموافق ٢٢/٩/٢٠١٧م وتوفي الأساتذة محمد حامد ابو النصر والأستاذ مصطفى مشهور والأستاذ الهضيبي المرشدون السابقين في يوم جمعة.

 

*تحول العنبر الموجود فيه الجثمان الطاهر إلى ثكنة عسكرية لا يتم التحرك فيه أو في المستشفى (القصر العيني الفرنساوي) إلا بأمر الأمن، حتى إن زميلنا المحامي محمد سالم كان مقيد الحركة إلا بإذن الأمن وكان يقوم بإنهاء تصاريح الدفن.

 

*ذهبت لفتح المقبرة بالتنسيق مع ابنة الأستاذ عاكف (كان أوصى أن يدفن بجوار الأستاذ المرشد التلمساني والأستاذ مصطفى مشهور) والحمد لله نفذت وصيته فوجئت بأن المقبرة والمقابر جميعًا محاصرة وعبارة عن ثكنة أمنية حتى إن قيادات الأمن الموجودة اصطحبتني حتى داخل المقبرة مع التنبيه عليّ بعدم التصوير حتى عندما أعطيت التليفون للتربي لتشغيل الإضاءه ورغم أنني بمفردي ولا يوجد أى شيء للتصوير قوات الأمن تريد أن تتأكد من أنني لا أصور قلت لهم خذوا التليفون لتتأكدوا.

 

ملاحظة لي اليوم هو الثاني من محرم يعني الجو معتم إلا أنني أشهد الله أن المقبرة كانت مضيئة ويكأن مصدر النور من السماء وأحسست أن هناك احتفالاً في السماء (هذه رؤيتي ومشاهدتي) وقلت لرجال الأمن ذلك فسكتوا

 

*قام بتغسيل الجثمان الطاهر زوج ابنة أخت فقيدنا الغالي ولم يسمح الأمن إلا له بحضور الغسل.

 

*قام بالصلاة (داخل مصلى المستشفى) على فقيدنا خمسة رجال (زوج بنت أخته والمحامي وثلاثة من الداخلية) وأربع سيدات؛ هن (زوجته وابنته وأخريان).

 

*زوجة شهيدنا الأستاذة وفاء عزت (شقيقة الدكتور محمود عزت) الأستاذ عاكف خاطبته بعد الصلاة: مت يا حبيبي كما كان وفاة أستاذك البنا وتشيع كما شيع معلمك البنا رحمة الله عليك.

 

*قوات الأمن مسيطرة على الجثمان الطاهر وتحتجزه ولا تسمح لأحد بالاقتراب منه حتى حمله ومصاحبته حتى المقابر هم من قاموا بذلك ولم يسمحوا لاحد بمصاحبته من المستشفى حتى لو كان زوجته أو ابنته.

 

*وأثناء انتظارنا وصول الجثمان للمقابر تحولت المقبرة ومنطقة المقابر إلى منطقة محاصرة بقوات الأمن المركزي والمدرعات، فضلاً عن وجود كافة رجال الأمن وقوات خاصة وأمن وطني والمباحث العامة لشرق القاهرة كلها وعند اقتراب وصول الجثمان الطاهر قامت قوات الأمن بإخراجي من المقابر وعدم السماح بالاقتراب من المقبرة وتم فرض كردون أمن مركزي على مدخل المقبرة وأدخلوا السيارة التي تحمل الجثمان من مكان آخر حتى لا نحضر الدفن ولا نراه.

 

وتنبهنا لذلك فقمنا بمحادثة القيادات الأمنية الموجوده فلم تسمح إلا لزوجته وابنته والأستاذ عبد المنعم عبد المقصود المحامي.

 

*كنا حوالي عشرين رجلاً ومثلهم عددهم نساء

 

*كان من بين الحضور الرجال الأستاذ خالد بدوي المحامي والاستاذ عبد المنعم عبد المقصود والوزير خالد الأزهري وأبناء وزوجة الرئيس محمد مرسي ولم تحضر أي شخصية عامة الدفن أو الحضور للمقابر.

 

*تم الانتهاء من الدفن الساعة الثانية عشرة مساء اليوم الجمعة وتركنا قوات الأمن تحاصر المكان على حالها

 

*أثناء الدفن ومواراة الجثمان الطاهر قام الأستاذ خالد بدوي بالدعاء ونحن نؤمن خلفه، فوجئت بعسكري أمن مركزي يسقط بجواري مغشيًا عليه فقامت إحدى النساء باعطائي زجاجة مياه لإفاقته إلا أنهم تركوه (قيادات الأمن) حتى جاء زملاؤه وحملوه 

 

*عدنا وتركنا عريسا يزف إلى السماء بعدما ضاق به أهل الأرض من الظالمين تركنا لانفسنا وضمائرنا ولسان حاله يقول تركتكم وما نال مني الظالمون كلمة أو موقفًا يدلسون به التاريخ تركتكم وما بدلت وما حدت عن الطريق. 

 

فإما حياة تسر الصديق.. وإما ممات يغيظ العدا

 

رحم الله أستاذنا وفقيدنا وشهيدنا