التونسيون في الشوارع بعد فوز قيس سعيد باكتساح.. الرئيس التونسي: اللهم يسّر لنا وأعنّا

- ‎فيعربي ودولي

في أول تغريدة له بعد فوزه، قال الرئيس التونسي الجديد قيس سعيد، عبر حسابه على “تويتر”: “‫ربنا لك الحمد لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.. شكرا من أعماق الأعماق لمن دعمنا ومنحنا الثقة، ثقتكم لن تذهب سدى..‫ اللهم يسّر لنا وأعنّا”.

وأعلن التلفزيون التونسي عن فوز المرشح “قيس سعيد”، برئاسة البلاد، بنسبة كاسحة وصلت إلى 75%، في الانتخابات التي أجريت اليوم الأحد.

وفور إعلان التلفزيون التونسي، نزل التوانسة يعزفون لحن الحرية والديمقراطية ويهتفون لتونس الحرة الديمقراطية، فعقب ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع أبوابها، بدأت إجراءات فرز الأصوات لأكثر من 7 ملايين ناخب، بعد الإدلاء بأصواتهم، وانتخاب رئيس للبلاد، في جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية.

وفي وقت لم يقدم التلفزيون الرسمي أية تفاصيل حول نتائج الفرز، أوردت وكالة “أمرود” لسبر الآراء، أن “قيس سعيد” (61 عاماً)، حصد ما نسبته 72.53% من الأصوات، مقابل 27.47% لمنافسه رجل الأعمال “نبيل القروي”.

بينما قالت شركة “سيغما كونساي”، لرصد آراء الناخبين، إن “قيس سعيّد” حصد نسبة 76.9% من الأصوات، في حين حصل “القروي” على نسبة 23.1% من إجمالي أصوات الناخبين.

وقال رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس “نبيل بيفون”، إن نسبة الإقبال على التصويت في الجولة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية التونسية، بلغت نحو 57.8% في الداخل، في حين بلغت في الخارج نحو 23.5%.

فرحة بالفوز

وأظهر المصريون فرحتهم بفوز قيس سعيد، وتمنوا لو أن عندهم ديمقراطية تونس، وقال المحلل والأكاديمي الاقتصادي أشرف دوابة: “شتان بين رئيس مدني هو أستاذ جامعي جاء بإرادة شعبية حرة.. وبين عسكري منقلب لا يعرف للثقافة قيمة ولا للعلم وزنا وللديمقراطية مكانا..‏تونس وشعبها أعادوا الفرحة لقلوبنا وجددوا الأمل بقيمة الثورة والإرادة الحرة التي هزمت أصحاب الأموال الخبيثة والمؤمرات الدنيئة.”.

وكتب المحلل الاقتصادي مصطفى عبد السلام: “عندما شعر الشباب التونسي أن ثورته ستسرقها الثورة المضادة والمال السياسي الفاسد، خرج بكثافة ليدافع عنها”.

أما الصحفي الاقتصادي علاء البحار فكتب: “تونس الثورة ما زالت تمدنا بالأمل.. اللهم وطنا بلا سجون مثلهم.. اللهم حرية مثلهم.. اللهم كرامة مثلهم”.

مناظرة قوية

وجمعت مناظرة تلفزيونية تاريخية وغير مسبوقة المرشحين، الجمعة 11 أكتوبر، وظهر فيها قيس سعيد متمكنا من السجال، أمام نبيل القروي الذي ظهر مرتبكا في بعض الأحيان، وشدد على مسائل مقاومة الفقر في المناطق الداخلية في بلاده، بالإضافة إلى تطوير الاستثمار الرقمي في البلاد، كأولوياته إن تم انتخابه.

ولقيت المناظرة التي بثت على نطاق واسع في المحطات التلفزيونية والإذاعية الخاصة والحكومية، متابعة من قبل التونسيين داخل بيوتهم وفي المقاهي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتعتبر هي السبب الرئيسي لفوز قيس سعيد.

الديمقراطية التونسية

وشهدت الدورة الرئاسية الأولى التي تنافس فيها 26 مرشحا ما وصف بـ”الزلزال الانتخابي”، إثر “التصويت العقابي” الذي مارسه الناخبون ضد ممثلين عن الطبقة السياسية الحاكمة، وتمكن فيها “سعيد” من نيل 18.4% من الأصوات، وحل “القروي” ثانيا بـ15.5% ومرّا الى الدورة الثانية.

ورأى مراقبون هزيمة مرشحين من رؤساء حكومات ووزراء، وحتى من رئيس دولة سابق، بردة فعل التونسيين تجاه السلطات الحاكمة، التي لم تتمكن من إيجاد حلول للوضع الاقتصادي والاجتماعي المتأزم، والذي أفرز احتقانا اجتماعيا تزايدت وتيرته في السنوات الأخيرة.

واتسمت الحملة الانتخابية بالتشويق في أيامها الأخيرة، خصوصا بعد القرار القضائي بإطلاق سراح “القروي” (56 عاما)، بعدما قضى 48 يوما في التوقيف؛ بسبب تهم تلاحقه بغسل أموال وتهرب ضريبي.