الذكرى الخامسة لمجزرة “النصب التذكاري”.. دماء الشهداء لم تجف

- ‎فيتقارير

تحل غدا 27 يوليو ذكرى مؤلمة عاشها أبناء الشعب المصرى حملت معها آلاما وأوجاعا لا يمكنها أن تندمل مع مرور الوقت أو تدخل في طي النسيان، في مثل هذا اليوم وقبل 5 سنوات عاشت مصر ذكرى مجزرة بما تحمله من كلمة ومعنى، عندما قامت قوات سلطة الانقلاب العسكرى بقيادة المجرم عبد الفتاح السيسى بارتكاب مجزرة جديدة وهي مجزرة “النصب التذكاري”، التى راح ضحيتها  200 شهيد وأكثر من 4500 مصاب، ارتقوا برصاص الانقلاب في مجزرة بشعة استمرت 9 ساعات متواصلة.

الدكتور حسن الشافعي -مستشار شيخ الأزهر، وعضو هيئة كبار العلماء- وصف الأمر آنذاك قائلا: إن ما شهده حادث المنصة ظلم فادح لم تشهد له مصر مثيلاً، حتى من المستعمرين.

وقال في  تصريح له: “إن الذين سقطوا وجرحوا، لم يقتلوا في معركة مع الصهاينة الذين اغتصبوا الأراضي المقدسة بل مع مصريين عزل”. مضيفا:أن ما شهدته مصر لم يحدث حتى في أشد العصور الدكتاتورية.

البدايات

بعد يوم حافل بميدان رابعة العدوية الذي امتلأ عن آخره بآلاف المصريين، بعد دعوة للاحتشاد بمليونية ضخمة “مليونية الفرقان” ،وقتها خرج المصريون في كافة الميادين يطالبون بعودة الرئيس المختطف د. محمد مرسي.وفي مساء ذلك اليوم خرجت مسيرة حاشدة من ميدان رابعة العدوية في طريقها إلى أول كوبري 6 أكتوبر، وبمجرد وصولها إلى منطقة النصب التذكاري قابلتها قوات الداخلية ومعها مجموعة من البلطجية،والتي كانت ترافقها أمام جامعة الأزهر بـ4 مدرعات ،وقام ضباط الداخلية بعمل كماشة من شارعي النصر ومبنى أمن الدولة، ثم قاموا بإطلاق الرصاص الحي بكميات كثيفة عن طريق “القناصة” وقاموا بإلقاء قنابل الغاز المسيلة للدموع بكثافة شديدة على المسيرة، وكذلك زجاجات المولوتوف على المتظاهرين السلميين.

واندلعت الاشتباكات على طريق النصر بالقرب، من تقاطع كوبري 6 أكتوبر ، في حوالي الساعة 10:45 من مساء يوم الجمعة 26 يوليو، بعد أن قامت قوات الأمن المركزي بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين القادمين باتجاه الكوبري، مما دفعهم للتوجه شرقًا على طول طريق النصر الذي يبعد عن الميدان بنحو 2 كم تقريبا.

استخدامات محرمة دوليا

أحد أطباء المستشفى الميداني ،روى فى شهادته أنذاك : أن أحد المصابين أخبره أثناء تضميد جروحه أن الغاز الذي كانت تطلقه الشرطة غاز محرم دوليا، حيث كان في سلاح الحرب الكيماوية، ويعرف هذا الغاز جيدا، ويبقى الغاز في الرئة ويسبب ضيقا في التنفس لمدة 4 أيام على الأقل، ويسبب الموت للأطفال والأجنة!

وأضاف الطبيب، أن المستشفى الميداني استقبل في هذه الليلة أكثر من 50 حالة قنص بالرأس، و150 حالة إصابات مميتة ونزيف حاد، و50 حالة استشهدت في الطريق إلى المستشفيات خارج الميدان، و4000 حالة إصابة ما بين كدمات وخرطوش واختناقات وجروح قطعية وعميقة ورصاص حي وكسور.

توثيق المذبحة

وثق موقع “ويكي ثورة” المجزرة بعشرات الفيديوهات “مسلسلة” حتى آثار ما بعد الاشتباكات وفيديوهات للمصابين والضحايا والمشرحة وجنازات..من بينها.

أسفرت المجزرة عن استشهاد 200 و4500 جريح من دماء المصريين الرافضين لانقلاب العسكر ،وإصرارهم على احترام الإرادة الشعبية للجماهير، والتي تجلت في 5 استحقاقات نزيهة بعد ثورة يناير مباشرة إلا أن العسكر داس على إرادة الشعب، واستبدل صناديق الذخيرة طريقا للسيطرة على الحكم بصناديق الانتخابات، وأدخل البلاد في فتنة عارمة لما تخرج منها بعد مرور 3 سنوات على انقلابه الدموي الفاشي.

 

تنديد دولى

وأدانت مسؤولة الملف المصري في منظمة هيومان رايتس مونيتور، سلمى أشرف، تصريحات المنقلب عبد الفتاح السيسي التي سرد فيها اعترافه بارتكابه مجازر بحق المصريين، واعتبرتها دليلاً لإدانته أمام المحاكم الدولية.

وقالت: إن “تصريحات السيسي التي سرد فيها تواريخ لمجازر عدة فى إحدى المؤتمرات العسكرية، تم ارتكابها بحق الشعب المصري، بمثابة اعتراف منه بارتكابه كل تلك المجازر من بينها مجزرة “حادث المنصة أو النصب التذكارى”.

ولفتت “سلمى”، في تصريحات صحفية، إلى أن “تصريحات السيسي تحمل تهديدات بارتكاب المزيد من المجازر والقتل”، موضحةً أن “تلك التصريحات تعتبر ضرباً لقوانين المجتمع الدولي بعرض الحائط”.

وألمحت “سلمى” إلى أن “تلك التصريحات قد يستخدمها القانونيون كاعتراف منه على ضلوعه وهو على رأس السلطة المصرية الحالية بارتكاب المجازر بحق المئات من المصريين إن لم يكونوا آلافاً”.