“السيسي ميكس”.. يحذر من “العشرية السوداء” بالجزائر ويستنسخها في مصر

- ‎فيسوشيال

حصلت قناة “الجزيرة مباشر” على تسريب جديد لقائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، وقت أن كان يشغل منصب وزير الدفاع، يحذر فيه من خطورة تدخل الجيش في الحياة السياسية.

واستشهد السيسي بما حدث في الجزائر بعد فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات؛ ما أدى إلى تدخل الجيش الجزائري وحل البرلمان عام 1991؛ الأمر الذي أدخل البلاد في دوامة عنف في التسعينيات من القرن الماضي عرفت باسم “العشرية السوداء” وراح ضحيتها الآلاف، كما يقر السيسي في التسريب.

تجدر الإشارة إلى أن حديث السيسي جاء ضمن لقاء خاص عقده في دار الأسلحة والذخيرة لقيادات عليا في القوات المسلحة في 20 ديسمبر 2012، أي بعد أسبوعين من أحداث الاتحادية الدموية، وكان السيسي يجيب عن سؤال لأحد الضباط حول: لماذا لم يتدخل الجيش في الشأن السياسي المصري عقب تظاهرات الاتحادية والتي طالبت بعزل الرئيس محمد مرسي في ذلك الحين؟

فزاعة المستبدين

بدوره قال الدكتور عصام عبدالشافي، أستاذ العلوم السياسية، في مداخلة مع برنامج “المسائية” على قناة “الجزيرة مباشر”: إن عبدالفتاح السيسي وغيره من قادة النظم الاستبدادية العربية تستخدم عشرية الجزائر السوداء كفزاعة أساسية في مواجهة شعوبها، وقد تم استخدامها في 2012 وفي 2013.

وأضاف أن السيسي في التسريب ربط ما حدث في الجزائر في عشريتها السوداء مع ما يحدث في كل من سوريا وليبيا والعراق وغيرها من نظم تم استخدامها من جانب المؤسسة العسكرية لبثّ حالة من الرعب والتخويف في نفوس المواطنين أولاً، وكمحاولة لتبرير ما يمكن أن يقوم به العسكر في مواجهة الحركات التحررية.

وأوضح عبدالشافي أن السيسي وقع حرفيّا فيما حذر منه؛ حيث ربط في تسريبه بين عامل السكان عندما ذكر أن عدد السكان في الجزائر كان حوالي 25 أو 27 مليون نسمة ومصر في 2011 كانت تتجاوز 90 مليون نسمة، وبالتالي يمكن أن تكون الخسائر أكبر وأضخم، ومع ذلك أفرط السيسي في إسالة الدماء ليس فقط في المجازر الكبرى التي حدثت بعد انقلاب 2013، وإنما في سلسلة الإعدامات التي لم تتوقف حتى اليوم، مضيفًا أن السيسي يواصل استخدام الفزاعة والتخويف والقمع في مواجهة كل القوى المدنية.

الجزائر تعلمت الدرس

بدوره رأى حواس تقية، الباحث بمركز الجزيرة للدراسات، أن الشعب الجزائري يعي تمامًا أن هناك سيسي آخر يتربص بالعملية الانتقالية وبهبة الجماهير الرافضة للنظام الحالي برئاسة عبدالعزيز بوتفليقة.

وأضاف أن المحتجين يشددون على التمسك بالسلمية، بخلاف الاحتجاجات التي وقت في التسعينيات وأدت إلى حرب أهلية، مضيفًا أن الاحتجاجات الحالية تخلو من أي شعارات دينية وتطالب بالديمقراطية وتنحي بوتفليقة، وكلها مطالب سياسية.

وأشار تقية إلى أن تصريحات المؤسسة العسكرية في الجزائر مطمئنة حتى الآن وتدعم الحراك السلمي، مضيفًا أن التغيير في التركيبة الديمجرافية للشعب الجزائري جعل هناك تغييرًا في المزاج النفسي لوجود جيل لم يتأثر بما حدث خلال العشرية السوداء.