السيسي يبرئ “الداخلية” من دماء المتظاهرين وفيديوهات المجازر تفضحهم

- ‎فيسوشيال

ادعى زعيم الإنقلاب في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة أن الداخلية لم تقتل المتظاهرين في 25 يناير وما بعدها بالشكل الذي تم تصديره للناس. محاولا تجميل صورة داخلية العسكر التي يعرف القاصي والداني في مصر مدى إجرامها، والتي تشهد ميادين مصر التي ارتوت بدماء الشهداء على إجرام قادتها ودورهم في قمع المصريين وقتلهم منذ ذلك الحين، وقبله، وحتى الآن.

في التقرير التالي نرصد بعض المجازر التي نفذها العسكر ضد المصريين منذ الثورة وحتى الآن:

أحداث ماسبيرو

أحداث ماسبيرو أو مذبحة ماسبيرو، كما أسمتها بعض الأوساط الصحفية، وتعرف أيضًا باسم أحداث الأحد الدامي أو الأحد الأسود.

وهي عبارة عن تظاهرة انطلقت من شبرا باتجاه مبنى الإذاعة والتلفزيون المعروف باسم «ماسبيرو»، يوم الأحد الموافق 9 من أكتوبر 2011، ضمن فعاليات يوم الغضب القبطي، ردا على شائعات ترددت حول قيام سكان من قرية المريناب بمحافظة أسوان بهدم منزل أراد الأقباط تحويله إلى كنيسة دون ترخيص من السلطات. وأشعل الموقف تصريحات لمحافظ أسوان اعتبرت مسيئة بحق الأقباط. وتحولت إلى مواجهات بين المتظاهرين وقوات من الشرطة العسكرية والأمن المركزي، وأفضت إلى مقتل ما يتراوح بين 24 و35 شخصًا أغلبهم من الأقباط.

 

“محمد محمود” ومجلس الوزراء

أكدت تقارير رسمية أن الجيش قام بجرائم حرب في هذه الأحداث، التي شهدتها الشوارع المحيطة بميدان التحرير، خاصة في شارع محمد محمود، بدءا من يوم السبت 19 نوفمبر 2011 حتى الجمعة 25 نوفمبر 2011.

ويعدها البعض الموجة الثانية لثورة 25 يناير, حيث جرت فيها حرب شوارع واعتداءات دموية من جانب الجيش والشرطة بحق المعتصمين من أسر الشهداء والمتظاهرين، عقب مليونية «المطلب الواحد» 18 نوفمبر 2011، للضغط على المجلس العسكري لنقل السلطة إلى المدنيين.

وبحسب شهود عيان، قامت الشرطة وقوات فض الشغب بتصفية الثوار جسديا (وليس مجرد تفريقهم)، ووصفها النديم (مركز تأهيل ضحايا العنف والتعذيب) بأنها كانت حرب إبادة جماعية للمتظاهرين، باستخدام القوة المفرطة وتصويب الشرطة الأسلحة الى الوجه مباشرة؛ بقصد إحداث عاهات مستديمة بالمتظاهرين، كما تم استهداف المستشفيات الميدانية.

أدت الأحداث إلى مقتل أكثر من 80 ناشطا، بالإضافة إلى مئات المصابين، وكانت الكثير من الإصابات في العيون والوجه والصدر؛ نتيجة استخدام الخرطوش، بالإضافة إلى حالات اختناق نتيجة استخدام الغاز المسيل للدموع.

وعلى اثر هذه الاحداث طالبت منظمة العفو الدولية بوقف تصدير الأسلحة والقنابل المسيلة للدموع للداخلية المصرية حتى إعادة هيكلة الشرطة، بعدما استوردت مصر من أمريكا 45.9 طنا من قنابل الغاز والذخائر المطاطية منذ يناير 2011.

 

أما أحداث مجلس الوزراء أو اشتباكات مجلس الوزراء فحدثت بداية من يوم الجمعة 16 ديسمبر 2011، بين قوات عسكرية من جهة وبين المعتصمين أمام مبنى مجلس الوزراء من جهة أخرى.

بعد محاولة فض اعتصام ميدان التحرير بالقوة يوم 19 نوفمبر 2011، والتي أدت إلى وفاة أكثر من أربعين متظاهرا، وتسببت في اندلاع مظاهرات عارمة في ميدان التحرير وميادين أخرى في مصر على مدى أسبوع، استمر اعتصام بعض المتظاهرين أولاً في ميدان التحرير، ثم انتقل إلى أمام مقر مجلس الوزراء ؛ احتجاجًا على تعيين كمال الجنزوري رئيسًا لمجلس الوزراء.

بدأت الأحداث مع فجر يوم 16 ديسمبر 2011، عندما تم اختطاف أحد المعتصمين من قبل قوات العسكر المتمركزة داخل مجلس الوزراء لتأمينه والاعتداء عليه بالضرب المبرح ثم إطلاق سراحه، ما أدى إلى تأجيج الغضب وبدء المناوشات والاشتباكات بين قوات الأمن والمعتصمين. وأسفرت الأحداث عن مقتل 17 أشهرهم الشيخ عماد عفت وإصابة 1917 آخرين من النشطاء.

 

مذبحة رابعة والنهضة

بعد انقلاب 30 يونيو 2013 على الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، ارتكب العسكر أكبر مذبحة في التاريخ في ميدان رابعة العدوية ، وميدان النهضة ، حيث استخدمت ميليشيات الجيش والشرطة العنف بصورة وحشية وغير مسبوقة. وقتلت الآلاف وحرقت جثث بعضهم ودهست مئات الجثامين بالمجنزرات والدبابات.

واختلفت التقديرات بشأن عدد القتلى والمصابين، حيث جاء تقرير وزارة الصحة بـ670 قتيلا ونحو 4400 مصاب.

ووثق كتاب “مجزرة رابعة بين الرواية والتوثيق” 802 قتيل، أما موقع “ويكي ثورة” المستقل فأعلن أنه وثق أسماء 932 قتيلا، وأن هناك 133 قتيلا آخر تم حصرهم بلا وثائق رسمية، إضافة إلى 29 قتيلا مجهول الهوية، وثمانين جثة مجهولة البيانات في مستشفيات وزارة الصحة، و81 حالة وفاة جرى الحديث عنها دون توفر بيانات كافية عنها، لكن المرصد المصري للحقوق والحريات وثق 1162 قتيلا، وأورد على موقعه قائمة كاملة بأسمائهم وأعمارهم وعناوينهم.

 

وفي العام 2015، في الذكرى نفسها، قوبل التجمّع نفسه بالرصاص أيضاً، فقُتل 25 متظاهراً بينهم الناشطة شيماء الصبّاغ، التي اشتهرت قصتها، بعد تقرير الطب الشرعي الذي اعتبر أنها قتلت بسبب النحافة الزائدة، فلم يحتمل جسمها الرصاص المطاطي. لكن في ما بعد تمّت محاكمة الطبيب الشرعي والضابط الذي قتلها، وحكم على القاتل بـ15 سنة سجن.

ذكرى الإطاحة

في 25 أكتوبر 2014، تجمّع متظاهرون غالبيتهم من الرافضين للـ”انقلاب العسكري”، في ذكرى الإطاحة بالمخلوع حسني مبارك، وقوبل تجمّعهم واحتجاجهم بإطلاق الرصاص من قوات الأمن والشرطة، فأودى ذلك بحياة 90 شخصاً.

 

مذبحة سيدي جابر

في 11 أكتوبر 2013، كان قد انقضى 100 يوم على الانقلاب العسكري، فخرج آلاف المتظاهرين للتنديد بالحكم العسكري وممارساته والمجازر التي ارتكبها في شتى أنحاء البلاد. إلا أنّ تلك التظاهرات قوبلت كسابقاتها، فقتل عشرات المتظاهرين وجرح المئات.

 

مجزرة المنصورة

في 20 يوليو فقتلت 4 نساء في المنصورة، وهو أول استهداف واضح للنساء من “مؤيدات الشرعية”، وفي 27 من الشهر نفسه، قتل 95 متظاهرًا من بين بضع مئات من المتظاهرين المحتجين أمام نصب المنصة التذكارية.

 

مجازر المشجعين

حتّى الرياضة والتجمّعات الرياضية لم تسلم من المجازر، حيث ارتكبت وزارة الداخلية مجزرة بشعة في ستاد بورسعيد في مارس 2012، أسفرت عن قنل 72 شابا وإصابة المئات عقب مباراة المصري والأهلي، حيث هجم جمهور بورسعيد على المدرج المخصص لجمهور الأهلي عقب المباراة، وانهالوا عليهم ضربا بالأسلحة والحجارة، وتم إلقاء بعضهم من أعلى المدرج، وحشر البعض الآخر فى السلم والممر المؤدى إلى بوابة الخروج مع إلقاء المواد المفرقعة عليهم، وهي المجزرة التي يتحملها المجلس العسكري الذي كان يسيطر على البلاد في ذلك الوقت.

كما قتل 22 معظمهم من مشجعي نادي الزمالك في اصطدام مع الشرطة، خارج ملعب الدفاع الجوي، الذي كان يستضيف مباراة بين فريق الزمالك وإنبي في 8 فبراير 2015.