السيسي يكرّم رموز بيع تيران وصنافير.. “شهاب” و”عصفور” يحصلان على جائزة النيل!

- ‎فيتقارير

 

عادت جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية والميداليات الأبرز في أرض النيل لتدور مع الانقلاب والعسكر حيث دار، فاستعاد المجلس الأعلى للثقافة نهج المخلوع في تكريم خدمة وسدنة المعبد الانقلابي من عينة جابر عصفور وزير الثقافة في أول حكومة للانقلاب التي ترأسها الببلاوي، وكأن الثقافة والعلم في مصر لم ينجبا غيرهم.

الاختيار أهاج حتى العلمانيين ومعادي الحركة الإسلامية الذين يرون في الشخصين تاجري شنطة يحملان ما يريده الفرعون ويسوقان له وفي نهاية الليل يدخلان حظيرته على حد قول فاروق حسني وزير الثقافة في عهد المخلوع مبارك.

وليت الأمر يتعلق بكفاءة ما أو استحقاق للجائزة ولكن التربيطات والاتصالات وما خلف الكواليس والبحث عن الشلة ونظراء المقاهي والغرز.

وفاز بجائزة النيل في مجالات “الآداب، الفنون، العلوم الاجتماعية” لعام 2019، ففي الآداب فاز جابر عصفور، وفاز بجائزة النيل فى العلوم الاجتماعية مفيد شهاب.

تيران وصنافير

وكان مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية الأسبق، قال بأن جزيرتي تيران وصنافير تابعتين للسعودية وهو ما يتناقض مع إشرافه على رسالة دكتوراه تؤكد مصرية جزيرة تيران في وقت سابق.

وقال د.شهاب:" تيران وصنافير لم تكن ملكنا وكنا نديرها مثلما كنا ندير قطاع غزة"، ورفض التعليق للصحف بعدها وقال: أنا رافض التعليق على الموضوع ده تمامًا ومش هتكلم في الإعلام مع أي حد بخصوص الموضوع ده، ولما يبقى عندي رأي أو تعليق الإعلام هيعرفه أول ما اتكلم.

أما جابر عصفور بحكم أنه ماركسي فيرضي فئته ويقول إن حكم مصرية تيران وصنافير يجب أن يسجل عيدا قوميا ثم يصرح في فترات متقاربة تصريحات مع النظام
.
وقال وزير ثقافة الإنقلاب السابق، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "حديث الساعة"، المذاع على فضائية "سي بي سي اكسترا"، أنه لا يجب تخوين من يرى أن تيران وصنافير مصرية، مشيرًا إلى أن الدولة لم تعرض قضية تيران وصنافير بشكل جيد وكان هناك تعامل بنظام "الكروتة" ولم يحصل الإعلام على معلومات واضحة وموثقة.

 

 

 

وأشار إلى أنه برغم كل الحملات الممنهجة على شعبية السيسي، ولكنه إن قام باجراء استفتاء على جزيرتي تيران وصنافير فإن الحكومة ستنتصر في ذلك؛ لأن الشعب يثق في السيسي والنظام.
 
انتقاد علماني
 

ومن جانب المحاباة والتطبيل، هاجم الشاعر حسن طلب، من أساطين العلمانية، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، الناقد ووزير الثقافة الأسبق جابر عصفور، المرشح لنيل جائزة النيل للآداب، قبيل ساعات من إعلان الفائزين بجوائز الدولة بالمجلس الأعلى للثقافة.

وكتب طلب "وجدت نفسى على غير انتظار فى مواجهة جديدة مع الدكتور جابر عصفور؛ فقد رشحتني وإياه لجنة الفحص لينال أحدنا جائزة النيل للآداب في التصويت الذي سيتم إعلان نتائجه اليوم بحضور وزيرة الثقافة الفنانة إيناس عبدالدايم؛ ولعلنا لا نكون أجدر اسمين بين الأسماء الأخرى المحترمة التى لم يقع عليها اختيار اللجنة؛ ولكن هذا هو رأته اللجنة المحايدة التى نحترمها".

وأضاف: "لن أستقبل غير ما أتوقع ويتوقع معى الجميع إذا ما تم إعلان فوز جابر عصفور بالجائزة اليوم؛ فأنتم تعلمون ما يدور فى الكواليس من اتصالات وتربيطات يكون لها الدور الحاسم في منح الجوائز؛ وهو أمور يجيدها الدكتور جابر بمهارة لا تُبارى.. 
أما أنا، فجائزتي هي ما شرفتني به لجنة الفحص التي اختارتني؛ مع أصوات أصحاب الضمائر- وهم قلة كما نعلم- فى التصويت النهائى الذى سيتم بعد ساعات قلائل".

حجب لماذا؟

وبالفعل عقد المجلس الأعلى للثقافة، مؤتمرًا صحفيًا للإعلان أسماء الفائزين بجوائز الدولة، في الحادية عشرة والنصف صباح اليوم الأحد، بمقر المجلس في ساحة دار الأوبرا، بحضور عدد من أعضاء حكومة الإنقلاب .
واستغرب عدد من الاساتذة في رد فعل مباشر ما يحدث وأدى إلى حجب جوائز الدولة التشجيعية في التاريخ والجغرافيا والإعلام والفنون والاقتصاد والاجتماع والفلسفة والفقه والشريعة والاثار، والثقافة العلمية وفي فروع أخرى في العلوم الاقتصادية والقانونية حيث علم اقتصاديات صناعة السياحة في مصر: حجبت، استراتيجيات التنمية الاقتصادية في مصر بين الواقع والمأمول: حجبت، ونظم سياسية دولية: حجبت، الشريعة الإسلامية: أحكام الفقة الإسلامى وصلاتها بالواقع المعاصر بين الثبات والتجديد: حجبت، والقانون الدولي العام: إصلاح منظمة الأمم المتحدة: حجبت، والسياسات والتشريعات المقترحة لمناهضة التمييز: حجبت
.
يقول الدكتور مسعد صالح الأستاذ بكلية الإعلام "نحن امام ثلاث أمور وهي: إما أن هذه اللجنة متعسفة لدرجة الفشل في التقييم أو أن الجهات التي رشحت الأشخاص للجائزة هي جهات غير موضوعية ورشحت أشخاص فاشلين لزوم المجاملة وأخيرا.. أو أن مصر خلاص لم يعد لديها شباب ورجال يعتمد عليهم في المستقبل".

وفي تعليق يكاد يكون مناسبته سنوية يقول الباحث علاء بيومي، تعليقا على جابر عصفور وكان آنذاك وزير ثقافة الانقلاب وأضاف إليه لقب "تورا بورا المؤسسات الأمنية في مصر" وهو يقول إن أمريكا هي من أسست داعش لكي تواجه 30 يونيو، وبيستشهد بشيء قرأه لهيلاري كلينتون، ويزيد عصفور أنه سيقضي على داعش بالفن والتنوير والدول المدنية؟!.

فيقول له "بيومي": "السؤال إذا كان ما يقوله جابر عصفور هو تنوير فما هو التجهيل والتظليم؟ في أي مغارة يعيش وزير ثقافة الانقلاب؟ هل لدى المؤسسات الأمينة تورا بورا تحمي فيها مسئوليها وتعزلهم عن أشعة المعرفة؟".

وقال الكاتب والباحث وليد كساب إنه بعد الإعلان عن الفائزين بجوائز الدولة يمكن القول إن الإقصاء سيظل مسيطرا على سدة الثقافة.. والتطبيل هو الوسيلة الأكثر فاعلية في حصد الجوائز..
وأضاف "ولنا أن نتساءل أو نستنكر: إلى متى يكرم أنصاف المبدعين لولائهم وليس لإبداعهم؟! وهل سيظل عواجيز الفرح يحصدون الجوائز وجداول المحاضرات والنشر والبرامج التلفزيونية والمؤتمرات والسفريات والكرافتات حتى يلتقم إسرافيل القرن؟! #ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون".

فيما الدكتور محمد متولي بكلية دار العلوم في تغريدة على الفيسبوك فأعلن استغناءه كما هو الحال عن جوائز الدولة وقال إن "الفنان أو المبدع الحقيقي.. أرستقراطي بطبعه.. في نفسه وفي عقله وفي تفكيره!! وهو جدير بألا يغضب إذا لم يُمْنح جائزة يظن أنه كان أهلا لها أو فوقها، وينبغي له ألا يحزن إذا لم يصفق الناس لشيء أبدعه، ولا يليق به أن يطلب إليهم ذلك.. فالجائزة الكبرى التي يحصدها المبدع الأصيل هي تلك الموهبة التي وهبه الله إياها، وتلك الرسالة التي يقوم بتأديتها، وهذا الأثر القوي الذي يتركه في الناس، ويبقى دَوِيُّهُ في سمع الزمان!!
ومن كانت هذه حاله من المبدعين، فينبغي أن يكون ذا أنفة وترفع وكبرياء، وإن شئت قلت ينبغي أن يكون "مغرورا" بالمعنى الإيجابي، إن جاز أن يكون للغرور معنى إيجابي. ولتأت الجائزة بعد ذلك أو لا تأتي فيكفي هذا المبدع الأصيل الأبي أنه حقق الهدف وأصاب المحز.. وأنعم بذلك من جائزة!