السيسي ينكر طلبه تبرعات للجيش.. نشطاء: “بلحة” نسي “صبّح على مصر بجنيه”

- ‎فيتقارير

لن يعدم المنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي أن يستخرج من الشعب المصري ألفاظه الموحية بشكله، بدءًا من “الخازوق” و”بلحة” و”المعلقة”، وصولًا إلى “البجح” و”البأف”- التي بات المصريون يهينون بها السيسي– وتجلّى استخدامها اليوم مع استغلال السفيه السيسي لما يصفونه بـ”الندوة التثقيفية للقوات المسلحة” لاستعراض هرطقاته أمام أهله وعشيرته الذين قدّموه لمصر كأفضل ما عندهم!.

السيسي يوهم نفسه ابتداءً بأنهم انتصروا فيما هو أغلى من أكتوبر، وأفضل مما فعل عبد الناصر بقوله: “الشعب المصري بعد الهزيمة كان يجمع التبرعات لبناء الجيش، والفنانون كانوا يحيون حفلات في مصر وخارجها من أجل جمع التبرعات” (يقصد أثناء عبد الناصر).

ثم أضاف عن فترته: “إحنا بقالنا 6 سنين في حرب مع الإرهاب في سيناء، والجيش مقالش هاتوا تبرعات لبناء قدراتنا، على الرغم من أنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، بالعكس الجيش والدولة تحركوا لبناء الدولة أثناء الاستنزاف اللي بيتم علينا”.

هل نسي نفسه؟

الكاتب والمحلل نبيل كشك، استغرب لغة السيسي وهو يتحدث عن 6 سنين، أي من 2013 وحتى الآن في 2019، أي بعد الانقلاب، وأنه في هذه الفترة لم يطلب تبرعات!.

وقال “من الذى شحت (تسول) 60 مليار دولار من الخليج؟.. من الذى قال “صبح على مصر بجنيه؟.. من الذى قال “أنا عاوز الفكة عشان مصر”؟.. من الذى عمل صندوق شحاتة (تسول) سماه “صندوق تحيا مصر”؟.. من الذى فرض الإتاوات على رجال الأعمال؟.. من الذى فرض على محمد صلاح أن يدفع 5 ملايين جنيه وعلى قارئ القرآن محمد جبريل أن يدفع 3 ملايين جنيه؟.. من الذى باع تيران وصنافير بحجة أنه حقاني ويعيد الحق للسعودية؟ من الذى عرض نفسه للبيع؟.. كل ده يا عرص وتنفى أنك لم تطلب تبرعات؟”.

ومما يزيد من سفاهته، ما كشفه الإعلامي حسام الشوربجي من أن “السيسي يدّعي كذبًا أنه أعطى للمُهجرين من سيناء مليارات الجنيهات كتعويض، ولكني أقول لكم وأنا من أبناء سيناء: إن المُهجرين قُدمت لهم منح لمدة 3 شهور 900 جنيه فقط للأسرة.. أين المليارات؟ أفي قصور انتصار؟ أم اشتريت بها صواريخ تقصف أهل سيناء؟”.

مؤسسة “وطنية

المصريون باتوا يصفون الجيش واستحواذه بـ”وطنية” في أول بوادر الجيش للظهور في أعقاب ثورة يناير 2011، فالطرق وطنية، والكارتة على الطرق وطنية، ومحال أوكازيون وطنية، وسيارات عروض السمك وطنية، إلى غير ذلك من مناحي السيطرة. تقول الناشطة “زينب صلاح”: “السيسي: القوات المسلحة لم تطلب تبرعات من المصريين لبناء قدراتها.. صحيح  لكن القوات المسلحة دخلت في الاقتصاد بدون دفع ضرائب أو جمارك بدعم كامل للبترول، وكل شيء بالأمر المباشر.. ده كله مش تبرعات من المصريين واقتصاد المصريين!”.

ولم يجد محمد مصطفى إلا تفسير ما أجملته “زينب” فقال: “يعني ميزانية مفتوحة لا يشرف عليها أحد، ومشروعات الدولة كلها تقريبًا وبالإسناد المباشر، ومليارات الخليج، ومليار دولار من أمريكا سنويا، وغيره كتير من بيع البلد وضرائب وتسول وإتاوات وأراض وقصور وحقول غاز، وعايز يطلب تبرعات كمان؟”.

أما الصحفي محمد أبو الوفا فكتب: “تخيل يا مؤمن.. ميزانية مفتوحة لا تشرف عليها أي جهة رقابية، ولا ضرائب.. ومشروعات الدولة الاستثمارية كلها تقريبًا.. ومليار دولار من أمريكا سنويا.. ومليارات من الخليج.. وعايز يطلب تبرعات كمان؟”.

 

بيت الداء

غير أن د. علاء الروبي، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، كتب “الجيش في مصر بيت الداء وأصل البلاء

الجيش هو اللي بيعلم المجتمع نظرية “شخلل عشان تعدي”.. ادفع تنزل إجازات وتاخد راحات.. ادفع تقرير التفتيش يبقى فلة… ادفع تترقى وتدوس على حق اللي أفضل منك.. ادفع يتمد لك خدمة وتأخر المعاش.. وقبل ده كله ادفع علشان تنضم للعصابة وتدخل كلية عسكرية.

الجيش هو اللي بيضغط على المجندين علشان يذلهم ويجبرهم على الخنوع ولحس البيادة وإلا يتم التنكيل بهم.

الجيش هو اللي بيزرع في المجتمع النذالة والتجسس على بعض وكتابة التقارير في بعض.

الجيش هو اللي بيعلم الناس أن الجيش طبقة فوق الشعب.

الجيش اللي بيستقوى على الضعيف ويلحس جزمة الكفيل واللي أقوى منه.

الجيش عندنا يعني الفساد مع الأمن من المساءلة.

وليه الجيش قادر يعمل كل ده؛ لأن الجيش بيسيطر على كل المجالات.. سابقا في السر والآن في العلن.

أي حد بيكابر في الكلام ده يبقى بيخدع نفسه، أي حد مش شايف الكلام ده يروح يدور بحيادية وهيلاقي أكتر من ده بكتير.

أنا من أكتر من 30 سنة لم أسمع عن قصة نظيفة في الجيش إلا على سبيل التندر والغرابة، وباقي الحكايات كلها سواد (غش في المناقصات- قرارات كارثية- مشروعات وهمية- تستيف ورق بدون عمل حقيقي- جاهزية صفر- حشو عقول جميع المنتسبين في كافة الرتب بزبالات فكرية تقترب من تصريحات أحمد الهياتمي وتحليلات حمدي بخيت في الهبالة.

وبعد ده كله يدّعون الوطنية وأنهم بيقدموا أرواحهم فداء لمصر.. وساعة الجد لما إثيوبيا لفت حبل حوالين رقبة مصر (تستطيع تركيعها به في أي وقت) عملوا قطط سيامي وخنعوا وذلوا وبلعوا ألسنتهم.

مصر لن يقوم لها قائمة إلا بإعادة بناء الجيش على أسس وطنية، بعد إخراجه من كل المجالات غير العسكرية”.