«الشيطان».. كيف أقنع “بن زايد” “بن سلمان” بأن “الإخوان المسلمين” أكبر أعدائه؟

- ‎فيتقارير

تورّطت المملكة العربية السعودية بدعم الحوثي وحفتر وحميدتي، نكاية في جماعة الإخوان وحربًا ضد الربيع العربي، وجميع من دعّمتهم الرياض هم في النهاية مرتكبو جرائم حرب وخارجون عن القانون، ولا يتمتّعون بالشرعية الدولية، علاوةً على ذلك فقد دفعت أبو ظبي الرياض إلى مقاطعة قطر بحجة أنها تدعم الإخوان، وفي الحقيقة حقق شيطان العرب مآربه وأهدافه وخسر ابن سلمان.

في عام 1991، بعد أشهر من غزو العراق للكويت، توجَّه الشيطان الشاب ذو الـ29 عامًا، قائد القوات الجوية الإماراتية الضعيفة، إلى واشنطن، يطلب شراء عدد ضخم من الأسلحة ذات الوزن الاستراتيجي الخطير في ذلك الوقت، لحماية بلاده الغنية بموارد الطاقة.

الشيطان الطموح!

كان الكونجرس قلقًا من أن ذلك من شأنه أن يسبب الاضطراب في منطقة الخليج، لكن “البنتاجون” كان يبحث عن حلفاء موثوقين في منطقة الخليج، وكان الشيطان الشاب بالنسبة لهم في ذلك الوقت هو الرجل الطموح، خريج مدرسة الطيران البريطانية، الذي تمكّن من إقناع والده مؤسس دولة الإمارات بتحويل أربعة مليارات دولار لوزارة الخزانة الأمريكية، إسهامًا في تكاليف حرب الخليج الثانية.

واليوم يناهز الشيطان محمد بن زايد عمر الـ59، مياهٌ كثيرة جرت في نهر الخليج، وتبدلت أحوالٌ أكثر، حتى صار يُنظر لدولة الإمارات التي يحكمها بشكل فعلي محمد بن زايد، على أنها مصدر تهديد للاستقرار في الشرق الأوسط، وتغيرت المعادلة أكثر في عهد ترامب، حتى صارت إدارة الأخير مضطرة لإعادة النظر في علاقاتها وقراراتها بما يتوافق مع الرؤية الإماراتية، يبدو ذلك جليًا في الأزمة القطرية واليمنية والليبية، وحتى في بعض شئون الداخل الأمريكي.

وفي مقال له بنيويورك تايمز كشف الصحفي ديفيد كيركباتريك، عن أن الشيطان محمد بن زايد اعترف بنفسه للأمريكيين بأنه كان يومًا ما عضوًا بجماعة الإخوان المسلمين.

وعزا كيركباتريك عداء “بن زايد” لجماعة الإخوان المسلمين إلى “عداء شخصي”، وقال إن والده الشيخ “زايد” كلف عز الدين إبراهيم، أحد أعضاء الإخوان، ليكون أستاذه الخاص، غير أن محاولاته لتجنيده انقلبت إلى العكس .

وأردف كيركباتريك بأن الشيطان الإماراتي عادة ما يخبر المسئولين الأمريكيين بأنه يتعامل مع إسرائيل كونها حليفًا ضد إيران والإخوان، فأصبح بذلك محل ثقة لدى الحكومة في تل أبيب التي باعته صفقة طائرات وأجهزة تجسس على الهواتف الذكية لشخصيات محسوبة على الإسلاميين في العالم العربي، ولهذا كله أصبح الأمير حليفًا مهمًا ومطيعًا للولايات المتحدة، وتستنجد به في العمليات الخطيرة.

حيث يقول السفير الأمريكي السابق في أبو ظبي ريتشارد أولسون: “كان من البديهي أنه إذا كنت بحاجة للقيام بشيء ما في الشرق الأوسط فإن عيال زايد سيفعلون ذلك “.

فرانكشتاين صغير

واعتبر المقال نقلا عن المسئولة السابقة في الخارجية الأمريكية، تامارا كوفمان ويتس، بأن الولايات المتحدة قامت بخلق “فرانكشتاين صغير”، من خلال بيع صفقات أسلحة أكبر من حجم دولة الإمارات، وبأجهزة رقابة وتكنولوجيا متقدمة وقوات كوماندوس وأسلحة للاستفادة من خدمات مجموعات البلاك ووتر المأجورة في أماكن مختلفة من العالم العربي، حيث قامت بعمليات اغتيال لشخصيات إسلامية في اليمن، كما تمكن ولي عهد أبو ظبي من إجهاض التحولات الديمقراطية في الشرق الأوسط .

وفي العام 1936، كتب مؤسس الدولة السعودية الحديثة وأول ملوكها ومؤسس جماعة الإخوان المسلمين الإمام حسن البنا، أول سطر في سُفر العلاقة بين الدولة والجماعة، وفي العام 2018 تعهد الحفيد محمد بن سلمان بكتابة آخر سطر فيها، بإيعاز وتدخل من الشيطان بن زايد.

وبين العامين 1936 و2018 نحو ثمانية عقود مرت فيها العلاقة بين الطرفين صعودا وهبوطا بمراحل كثيرة، توثقت فيها الروابط فترات طويلة، ثم تقطعت الأواصر سنين عددا، وانقلب صفو الوداد إلى كدر وجفاء، ثم إلى خصومة وعداء، أشعلها شيطان أبو ظبي.

والواقع أن ما بين “مبتدأ” اللقاء منتصف ثلاثينيات القرن الماضي و”خبر” إعلان الحرب على الجماعة من لدن ابن سلمان لا يقاس فقط بالسنوات والأيام، بل بالأحداث المفصلية التي كتبتها الأيام وخطها الطرفان في دفتر العلاقة الحافل بالمتغيرات الجسام خلال العقود الماضية.