العالم في زمن كورونا.. تداعيات سياسية واقتصادية واجتماعية

- ‎فيتقارير

شعارات كثيرة سقطت تحت هزات زلزال كورونا العالمي، هذا الزلزال الذي يكشف يوما بعد الآخر شواهد إفلاس النظام العالمي، وتهاوى العديد من القيم والمبادئ التي قام عليها.

لا حديث عن التضامن بين الدول والحكومات إلا في منشورات متحدث الرئاسة المصرية، لا أحد يعرف بالضبط لماذا أهدى السيسي مليون كمامة طبية للحكومة الإيطالية، بينما تشكو طواقمنا الطبية من نقصها وتشتعل حرب أسعارها على المصريين فى الأسواق.

بمناسبة التضامن مع إيطاليا يحضرنا إعلان وزير التجارة التونسي، محمد المسلينى، أن الباخرة التي كانت متجهة إلى تونس ومحملة بشحنات كحول طبي سرقت في البحر من طرف الإيطاليين، مؤكدا أن ما حدث للباخرة شبيه باستيلاء دولة التشيك على شحنة الكمامات التي كانت فى طريقها إلى إيطاليا.

المسليني قال، فى حديثه صراحة: إن كل الدول الأوروبية تعيش اليوم حالة من الهيستريا، لدرجة أنها باتت تسرق بعضها، هكذا قالها بوضوح، فتحت هزات هذا الزلزال العالمي سقطت شعارات غربية كثيرة عن العولمة وتبشيرها بتحول العالم إلى قرية صغيرة.

أخذ الحديث عن الإجراءات الحمائية طريقه سريعًا إلى شاشات الغرب، أغلقت الدول حدودها فى وجه بعضها، وارتفعت الأصوات الشعبوية في كل بلد تطالب بالانكفاء على الداخل، ليزداد الخوف من صعوبة موجة اليمين الشعبوي والردة إلى الاستبداد.

هذه لحظة حقيقية فرضت نفسها على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وجد نفسه مضطرا إلى الاعتراف بأن بلاده في حالة حرب مع فيروس كورونا، وهو أكبر تحد يواجه ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية، حسب ما صرحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قبل خضوعها للحجر الصحي.

يعي ماكرون وميركل ما يقولانه جيدا؛ فالتحدي لم يعد صحيًا على وجه الخصوص وتداعياته المستقبلية على الاقتصاد، والسياسة لن تكون سهلة أبدا على الغرب الذي اعتاد الرفاهية إلى حد الكسل، وبات على حافة فوضى اقتصادية لم يسبق له أن عاش فيها منذ سنوات الحرب العالمية.

هذا العالم بات من المنطقي في المقابل القول إن اقتصاد الصين الذي احتوى الوباء بعد جهدٍ فى طريقه إلى التحسن، وأن روسيا استفادت من العقوبات المفروضة عليها وحصنت نفسها إلى حد كبير من المؤثرات الخارجية.

دروس المشهد العالمي اليوم كثيرة، حسبما تقول الأكاديمية الدكتورة هبة رءوف عزت، لا حدود تغلق جغرافيا الأزمة، ولا أجوبة واضحة للعلوم.

فى انتظار تبلور حصيلة جهود مقارعة فيروس كورونا المستجد، تعيش جميع دول العالم ظروفا استثنائية بالغة الدقة والتعقيد، فإلى جانب خسائر الأرواح التي خلفها تفشى الوباء أظهرت مؤشرات الأداء الاقتصادي في كافة الأسواق المالية أرقاما صادمة جعلت الاتحاد الأوروبي على حافة فوضى اقتصادية غير مسبوقة منذ سنوات الحرب العالمية.

وعلى ضوء أزمة المنظومات الصحية في كثير بلدان العالم، تزايدت الممارسات السلبية على مستوى الحكومات والأفراد، وكشفت عن اختلالات كبرى في منظومة القيم التي تأسست عليها سياسات النظام العالمي القائم.

آخر شواهد الأزمة جاءت من إيطاليا، بعدما قامت بالاستيلاء على شحنة طبية لتونس بعدما استولت التشيك على شحنة لها، فيما كشفت منظمة “سكاى لاين” الدولية عن برنامج لمجموعة “إن إس أو” الإسرائيلية لاختراق مواقع وبيانات حكومية وشخصية عن انتشار الفيروس.

قناة مكملين ناقشت، عبر برنامج قصة اليوم، العالم بعد كورونا والتداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للفيروس في العالم.

طارق زياد وهبي، الباحث في العلاقات الدولية، رأى أن العالم أمام وباء عالمي، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي وغيره يقف أمام عدة تحديات، أهمها صحة المواطن الذي اختار المسئولين عنه في هذه الدول.

وأضاف وهبي أن أزمة كورونا من شأنها زعزعة الأرقام التي كانت تخصص مسبقا في موازنات الدول الأوروبية للقطاع الصحي، خاصة وأن السياسات الحالية لم تستطع التصدي لأزمة كورونا.

وأوضح وهبي أنه كانت هناك فرص للاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوات سريعة وجادة لمواجهة كورونا ولم يفعل، مضيفا أن مركز الوباء قدم من الصين ولم تقدم الصين معلومات حقيقية حول الفيروس، ومتى بدأ وكيف انتشر حتى إنها عاقبت الطبيب الذي حذر من الفيروس.

بدورها رأت حليمة بوزيان، الصحفية بالبرلمان الأوروبي، أن الاتحاد الأوروبي لم يكن يتوقع تفاقم هذه الأزمة وكان يستهزئ عند ظهور بوادر تفشي فيروس كورونا، وكان الاتحاد يركز على السياحة والاستثمار والاقتصاد، وظهر خلال الفترة الماضية عجز كبير في المنظومة الصحية .

وتساءلت بوزيان: ما دور الاتحاد الأوروبي فيما حدث في إيطاليا؟ مضيفة أنه كان هناك تأخر واستهزاء في التعامل مع تفشي الفيروس في إيطاليا وإسبانيا والآن فرنسا، ولم يتوقع الاتحاد تفاقم الكارثة بهذا الشكل.

هل يتفكك الاتحاد الأوروبي بعد فشله في مواجهة #جائحة كورونا؟!

هل يتفكك الاتحاد الأوروبي بعد فشله في مواجهة #جائحة كورونا؟!

Posted by ‎قناة مكملين – الصفحـة الرسمية‎ on Wednesday, March 25, 2020

من جانبه قال الدكتور خالد الترعاني، الخبير في الشئون الأمريكية، إن تعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أزمة كورونا قد يحدد مستقبل الولايات المتحدة، وهل ستكون هي من يقود العالم خلال الفترة المقبلة أم تكون الصين.

وأضاف الترعاني أن أمريكا حتى الآن فشلت في التصدي لفيروس كورونا، وتجاوز عدد الحالات في نيويورك 30 ألف حالة، ولم يتم إرسال كمامات إلى نيويورك إلا أمس، بواقع 2000 لكل دفعة، مضيفا أن هذه الأزمة هي الكاشفة بالنسبة للصين والولايات المتحدة وكثير من الدول.

وأشار الترعاني إلى أن ترامب يطلق فقاعات وبالونات حرارية ليدغدغ مشاعر الناخب الأمريكي، مضيفا أن ترامب بسبب نرجسيته المفرطة مستعد للتضحية بالولايات المتحدة والشعب الأمريكي ليعاد انتخابه مرة أخرى، مضيفا أن خطاب ترامب عند الجد يتراجع عن هذه التصريحات الساخنة، وتعود الأمور إلى التصالحية والتعاون على المستوى الاقتصادي، ليس مع الصين فقط بل ومع دول أخرى.

هل تتجه أمريكا والصين إلى حرب باردة قد تعرض العالم للخطر؟!

هل تتجه أمريكا والصين إلى حرب باردة قد تعرض العالم للخطر؟!.. د.خالد الترعاني

Posted by ‎قناة مكملين – الصفحـة الرسمية‎ on Wednesday, March 25, 2020