العراق ولبنان.. محطتان مهمتان في مسيرة الربيع العربي

- ‎فيتقارير

يتشدَّق إعلام الثورة المضادة من النيل للخليج بأن الربيع العربي لم يكن سوى مؤامرة، بينما يصفعهم ما يجري أمام عيون البشرية كلها، فحلقات الدبكة ومئات الآلاف الذين ينشدون في ساحات العراق ولبنان في شعارات ضد الطائفية والفساد لم يتركوا مجالًا للدجل الإعلامي.

وتتعدد ساحات التظاهر وتختلف الأوضاع السياسية والاقتصادية بينها، كما تتنوع الهموم التي يحملها المتظاهرون في مختلف الدول العربية، لكن الشعارات تتوحد.

“شلع قلع”

في لبنان والعراق والجزائر يتمسك الكثير من المتظاهرين بمطلب واحد هو إنجاز تغيير حقيقي، وإنْ اختلفت لهجات المطالبين به؛ فـ”يتنحاو قاع” فى ساحة البريد المركزي في الجزائر العاصمة، هي نفسها “كلن يعنى كلن” التي تتعالى بها الأصوات في ساحة رياض الصلح في بيروت، و”شلع قلع” في ساحة التحرير في العراق.

هذا التشابه يرجع إلى أن الأنظمة الصهيونية العميلة الحاكمة في العالم العربي، وإن كانت تبدو مختلفة في ظاهرها فهي تتشابه في أدائها وسلوكها، كما أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والنظم القانونية في هذه البلدان تقريبًا واحدة.

كما أنَّ ثورة الاتصالات وتطور وسائل الإعلام الجديد، دعَّمت أواصر التواصل بشكل كبير، حتى أصبحت أشبه بالجسور التي تعبر عليها شعارات ومطالب وأهداف الشعوب حدود الجغرافيا.

ولجأ المتظاهرون العراقيون إلى وسائل بدائية للتعامل مع قنابل الغاز المسيلة للدموع، والتي تطلقها صوبهم القوات الأمنية منذ بدء الاحتجاجات مطلع أكتوبر الماضي.

وأوقعت القنابل الغازية مئات القتلى وآلاف المصابين في صفوف المتظاهرين، وسط دعوات أطلقتها منظمات حقوقية محلية ودولية للكف عن استخدامها، وبحسب آخر إحصائية أعدتها مفوضية حقوق الإنسان العراقية، فقد تجاوزت أعداد القتلى في صفوف المتظاهرين الـ320 قتيلا ونحو 16 ألف جريح غالبيتهم سقطوا بالقنابل المسيلة للدموع.

غرباء

وفي لبنان، ألهمت موسيقى مسلسل “قيامة أرطغرل” التركي الاحتجاجات اللبنانية، عبر أنشودة “ثورة وطن” التي اجتاحت تجمعات المتظاهرين في ميادين لبنان المختلفة.

وكان فريق نجوم “غرباء للفن الإسلامي” اللبناني قد أصدر عدة أغانٍ للثورة اللبنانية، ومنها إعادة تلحين “ثورة وطن” بموسيقى المسلسل التركي المشهور “قيامة أرطغرل”.

وعن سبب هذه الاستعارة، أوضح قائد الفريق، بلال الأحمد، أن “موسيقى مسلسل أرطغرل حماسية، وأن المسلسل مرغوب من الكثير من المواطنين اللبنانيين الذين أحبوا الموسيقى الخاصة به”.

وقال: “هدفنا منذ البداية هو أن تصل تلك الأغنية إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين”، ولفت إلى أنه “تم اختيار كلمات الأغنية من وجع الشعب الذي نزل إلى الساحات للمطالبة بأبسط حقوقه”.

وأكد: “استقينا الكلام من الناس وصراخهم، ووصفناها بترجمة إنشادية غنائية وطنية”، مضيفا “في عصرنا هذا، ثبت أن الأغنية والعمل الفني يوصل الرسالة بشكل أفضل وأسرع للجمهور، ولذلك نحن نستخدم وسائل مثل الأغاني والموسيقى الحماسية لتحفيز الناس على تمرير الرسائل إلى الآخرين”، وتابع “لكن ومع بدء المظاهرات قمنا باستخدامها كلحنٍ للثورة لأن معظم اللبنانيين يعرفون موسيقى مسلسل أرطغرل الشهير، وعندما يسمعها اللبناني ستلفت انتباهه”.

الحراك الثوري في كلتا الدولتين العربيتين لبنان والعراق ذكّر الناس ببدايات الثورات العربية، وخصوصًا عندما ينشدون أناشيد وهتافات الثورة السورية، من المفارقات التي ينتجها هؤلاء، أنهم يتجاهلون ما ينشده اللبنانيون من إبداعات الشهيد القاشوش في ثورة السوريين، ولكنهم يعبّرون عن ارتياحهم عندما تغني جوليا بطرس ومارسيل خليفة، ذلك أن جوليا ومارسيل محسوبان على المحور المؤيد لنظام السفاح بشار الأسد.