“الغانم” ينتقد الصمت مع جرائم الصهاينة.. حالة شرف جديدة وسط النشاز الخليجي

- ‎فيعربي ودولي

قال رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم: إن "الاحتلال الإسرائيلي يستقوي بصمت المجتمع الدولي إزاء جرائمه، لأن الأخير ليس حيادًا أو متوازنًا".

كلمات "الغانم" كانت أمام الجمعية العامة لمؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي الـ141، واضاف فيها أن "الصمت الدولي يفاقم اليأس ويقتل الأمل بالنسبة لشعوب المنطقة، خاصة الشعب الفلسطيني، وهذا يمكن أن يؤدي إلى انفجار بشري لا أحد في العالم محصن من آثاره وتداعياته".

ويأتي موقف الغانم في ظل هرولة السعودية والإمارات للتطبيع المشترك مع الاحتلال الصهيوني وكانت زيارة المنتخب السعودي لفلسطين المحتلة بضمان العدو الصهيوني وبإذلاله في عمليات التفتيش ومطالعة جوارزات السفر خير شاهد على هذا المسعى الذي جاء بعدما أهان المقدسيون مدونا سعوديا زار الأقصى واعتبره المقدسيون تنجيسًا للأقصى من أنصار الاحتلال.

واستقبل محمد بن زايد ولي العهد الإماراتي في أبوظبي وزيري الخارجية والرياضة الصهيونيان، فضلا عن الوفود الرياضية ورعاية إنشاء كنيس يهودي في قلب دبي وغيرها من الشراكات مع الاحتلال وأهدافه من أهل فلسطين.

ومجددا يحاول رئيس مجلس الأمة الكويتي (مرزوق الغانم) ألا يراكم حالة التطبيع الخليجية التي تحارب على صعيدها السعودية والإمارات بقوة، ففي وقت تحاول فيه هذه الأنظمة الخليجية والعربية، بكل قوة فرض التطبيع مع الكيان الصهيوني على الشعوب العربية، ومحاولة دمجه في المنطقة بشكل طبيعي، يخرج ليؤكد أن أعضاء الأمم المتحدة "ومن مختلف المجموعات الجيوسياسية ستبرق في ذهنه للوهلة الأولى مأساة الشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي الغاشم، لأنه الأقدم ولأنه المتواصل بلا هوادة، ولأنه الأكثر خرقًا لكل قانون دولي ولكل اتفاقية عالمية ولكل شرعة دينية أو وضعية".

انتهاك القانون الدولي

وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي إن أكثر ما يبعث على الحزن والأسى والشعور بالذنب والعار الإنساني هو أن هذا المثال لانتهاك القانون الدولي، بدءًا من عنوانه العريض، وهو الاحتلال، مرورًا بعناوين القتل والتهجير والاستيطان انتهاءً بعناوين تدمير الشجر والحجر والافتئات على ثقافة الأرض ورائحتها التاريخية وحقيقتها الجغرافية، هو انتهاك مستمر ومتواصل ويقابل بصمت دولي مريب.

وتساءل: "إذا كان هناك من يدعي بأنه لا يقف مع الاحتلال ولا يجاريه في خطواته ولا يشجعه على استمراء القمع والغطرسة فأقول له إن" الاحتلال لا يتحرك بوحي من دول قليلة تدعمه وتسانده فقط، بل بدافع معرفته ويقينه أن الآخرين صامتون وعاجزون ولا يتحركون".

وأكد على أن الصمت ھنا ليس حيادًا والسكوت ھنا ليس توازنًا، بل هو تفويض على بياض لاحتلال يستقوي بهذا الصمت ويعمل بمقتضاه

الأعلى من الشرعية

وانتقد الغانم في جلسة الأمم المتحدة رؤية الاحتلال الصهيوني نفسه "الوحيد في العالم الذي يرى نفسه أكبر من قرارات الأمم المتحدة ومبادئ الشرعية الدولية، الاحتلال الذي صدرت بحقه أكثر القرارات الدولية المدينة والمستنكرة"، واعتبره على كافة الأصعدة "المثال الصارخ في انتهاك حقوق الإنسان".

وتابع: "هناك إجماع شعبي وأهلي في أميركا اللاتينية البعيدة، وفي آسيا، وأوروبا، وإفريقيا، على رفض ممارسات هذا الاحتلال، ومع كل هذا نحن عاجزون عن التحرك، والنتيجة كانت استمرار الاحتلال في صلفه وتحديه ولا مبالاته بكل العالم".

وحذر من الصمت الدولي يعمل على تربية اليأس ورعاية الإحباط، وتسويق العزلة، ومراكمة الغضب، وقتل الأمل، مضيفا: "كل هذه مشاعر وعواطف تدخل كمواد أولية في صناعة انفجار بشري له تأثير القنبلة النووية، صدقوني سيسمع العالم بأسره دوي الانفجار، فالعالم يجني ما يزرع ولا أحد محصن ھنا، لا أحد".

وتساءل: "ماذا بعد؟ هل سيلتزم المجتمع الدولي وخاصة البرلماني منه الصمت المطبق؟ وما هي الرسالة التي نريد إيصالها إلى الفلسطينيين بهذا الصمت؟".

مهاجمة وفد صهيوني

وقبل عامين بالضبط، سبق أن هاجم رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، في مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في مدينة سانت بطرسبرغ في روسيا، رئيس وفد الاحتلال في اجتماعات البرلمان الدولي، "نحمان شاي"، بعد رفضه تقريرا ينتقد سياسة اعتقال الكيان الصهيوني للنواب الفلسطينيين.

ووصف الغانم، الوفد الصهيوني بـ"المحتل وقاتل الأطفال"، مضيفا لرئيس وفد الكنيست: "عليك أن تحمل حقائبك وتخرج من هذه القاعة بعد أن رأيت ردة الفعل من كل البرلمانات الشريفة بالعالم".

واحتفت صحف الكويت، بموقف الغانم، وعنونت صحيفة السياسة المحلية صفحتها الأولى بـ"الكويت تقود انتفاضة عربية ضد إسرائيل"، في إشارة لموقف رئيس البرلمان.

وتصدّر اسم رئيس مجلس الأمّة الكويتي، وسما باسمه كان الأكثر تفاعلاً في موقع تويتر، في الكويت، وعددٍ من الدول الخليجيّة والعربية الأُخرى، وأجبر الغانم أمير الكويت للإشادة بموقفه المشرف أمام الوفد "الإسرائيلي".

ووصف الشيخ صباح الأحمد الصباح، واقعة طرد الوفد الصهيوني من اجتماع دولي بأنه "رد حازم ومشرف".

واعتبر "الصباح" أن الموقف "يجسد جليا موقف دولة الكويت"الداعم للأشقاء الفلسطينيين من أجل استعادة حقوقهم المشروعة ونصرة قضيتهم العادلة".

وأردف: "نشيد بهذا الموقف المشرف الذي كان محل تقدير ممثلي الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة المحبة للسلام في هذا البرلمان الدولي".