“الفقيرة” اسم على مسمى.. هكذا يعيش المصريون في دولة العسكر

- ‎فيأخبار

لا يسلم أطفال مصر من خطر يومي يتعرضون له أثناء ذهابهم للدراسة وعودتهم منها أو حتى فى قضاء حوائجهم اليومية.وكشف أهالى “قرية الفقيرة” بمركز ببا محافظة بنى سويف فى بلاغ رسمى لهم أمس الأربعاء ،أن أبناءهم يعانون من الإهمال والموت تيجة استخدامهم المعديات ذهابًا وإيابًا مرتين على الأقل يوميًا قد تودى بحياتهم للموت.

فى قوارب صغيرة متهالكة، وبأعداد كبيرة، يبدأ تلاميذ مدرسة قرية الفقيرة الابتدائية رحلتهم لطلب العلم، أطفال يتخطفهم الموت من كل مكان، تلفحهم الأمواج فى برد الشتاء، تصحبهم دعوات آبائهم وأمهاتهم حتى يعودوا فى المساء، خاصة بعد تكرار حوادث غرق المعديات المفزعة التى انتشرت خلال الأعوام الماضيةً حاصدة مئات الأرواح من البسطاء الذين يدفعون ثمن إهمال وتخاذل المسئولين وغياب الرقابة، الأمر الذى ينذر بوقوع كوارث جديدة قادمة.

تلاميذ للموت

يؤكد “ص.ع”، مدرس، من قرية الفقيرة ، أن العشرات من الطلاب والطالبات من أبناء قريته يستخدمون هذه المعديات يوميًا للذهاب إلى مدارسهم، ما يعرض حياتهم للخطر نتيجة سوء حالتها والحمولة الزائدة.

ويقول “س.م” مهندس زراعي، إن حوادث وكوارث المعديات كثيرة ولكن أشهرها حادثة قرية أشمنت بمركز ناصر، التي أسفرت عن غرق 37 شخصًا أثناء توجههم للبر الشرقي للمشاركة في تشييع جنازة أحد أهالي القرية، والتي كشفت تحقيقات النيابة فيها عن عدم التزام مستأجري المعدية بشروط الأمن والسلامة حيث يعملون بالمعدية بدون أبواب جانبية وخلفية.

مأساة الفقيرة

أطفال الفقيرة يفتقرون للعديد من الخدمات كما يقول ” ع.ع” مدرس ،مقارنة بأقرانهم فى القرى المجاورة، وأبرزها مراكز الشباب وأماكن اللعب والترفيه، فضلاً عن الوحدات الصحية والطرق الممهدة ووسائل النقل الآدمية، وما إن تطأ قدماك شوارع القرية تلحظ طبيعتها الجبلية، والمساحات الواسعة أمام المنازل والتى يتخذها الأطفال أماكن للعب والترفيه، وتحيط بهم المقابر من كل جانب، أما عن الخدمات الصحية فهى والعدم سواء، حيث يضطر الأهالى إما العبور للبر الغربى، حيث العمران والمستشفيات والوحدات الصحية، أو قطع مسافة تزيد عن النصف ساعة وصولاً لأقرب وحدة صحية، خاصة أنهم يعيشون فى منطقة جبلية ويتعرضون دائماً للدغ العقارب والثعابين والتى تحتاج لسرعة تلقى العلاج.وفق حديثه

رحلة محفوفة بالمخاطر

من جهته أكد مصدر مسئول بالمدرسة،رفض ذكر اسمه أن الذهاب إلى المدرسة رحلة محفوفة بالمخاطر، خاصة فى فصل الشتاء بما يحمله من برودة الجو وسقوط الأمطار، ما يمثل خطورة بالغة على حياة الأطفال الذين يأتون إلى المدرسة من الجزر الوسطى، موضحاً أن عدم وجود وسائل نقل آمنة، ووجود المدرسة وسط المقابر.

بينما يقول “ع.ج”، موظف: أبناؤنا يتعرضون للموت يوميًا، إن معظم أصحاب المعديات الخاصة ليس لهم هم سوى الكسب اليومي ولا يوجد بها وسائل إنقاذ سريعة في حالة وقوع حادث غرق أو تعرضها للخطر، فكل عام تتكرر الكوارث في النيل بسبب المعديات التي يقودها أشخاص غير مؤهلين للملاحة النهرية.

وأشار الى أن هذه المعديات معظمها قديم ومتهالك، متسائلا أين دور المسطحات المائية في الرقابة على هذه المعديات، فلماذا لا تقوم المحافظة بدلا من تأجير الشاطئ لأشخاص بتراب الفلوس ويكسب هؤلاء الأشخاص ملايين الجنيهات سنويا، لماذا لا تقوم المحافظة بشراء عدد من المعديات لمدن بني سويف الواقعة على نهر النيل وتشغيلها والاستفادة من المكسب المادي في إقامة المشروعات بالمدن وتشغيل الشباب.

منسيين

بينما وجه أحد الأهالى رسالة لمحافظ بنى سسويف الانقلابى المستشار هانى عبد الجابر، قائلا، “مالناش غير ربنا نشتكيله، إحنا هنا محدش يعرف عننا حاجة، ومدفونين بالحيا بين المقابر، لا بنشوف مسئول ولا حد بيسأل فينا، نفسنا فى كوبرى يحمى أرواحنا ويسهل انتقالنا، لحد أمته هنفضل منسيين كده، كل اللى عاوزينه مواصلات آمنة تحافظ على حياة ولادنا، ووحدة صحية صغيرة، عشان لو حد تعب نقدر ننقذ حياته”.