الكمامة لا تزال في جيبي!

- ‎فيمقالات

بعد لقاء نقيب الأطباء "إخوان"، رئيس حكومة الانقلاب، ومستشار قائد الانقلاب، تم اعتبار شهداء الأطباء من مصابي كورونا شهداء. وبالرغم من أن إعلام الانقلاب ملأ الدنيا ضجيجا وصراخا قبل يومين، زاعما أن نقيب الأطباء إخوان، وأن منى مينا هي من قامت بتحريك الخلايا النائمة من الأطباء الإخوانجية بالقطاع الطبي، مستغلة مكانتها الوظيفية باعتبارها نائب رئيس نقابة الأطباء، ومتزوجة من القيادي الإخواني "سعيد أبو طالب"، الصديق الوفي لـ"أحمد سيف الإسلام عبد الفتاح"، والد "علاء عبد الفتاح"، وهى أم "شادي سعيد أبو طالب" الإخواني، وأم "سلمى سعيد أبو طالب" المتزوجة من واحد إخواني آخر.

ولعلم إعلام "مسيلمة الكذاب" الذى أصيب بالهوس من فزاعة الإخوان، أن "سعيد أبو طالب" هذا هو أحد مؤسسي حزب "العيش والحرية" اليساري، وبدأت علاقته باليسار منذ أن كان طالبا بكلية الهندسة جامعة عين شمس، في منتصف السبعينيات، وصار من أقطاب الشيوعية، وأصبح كادرا سريا من كوادر تنظيم "المطرقة" الشيوعي الناشط، الذي تفكك بعد مقتل السادات عام 1981. فكيف يكون سعيد أبو طالب الشيوعي منتميا إلى جماعة الإخوان؟

ثم منى مينا التي كانت ضيفا ثابتا على فضائيات رجال أعمال مبارك، والتي قادت إضراب الأطباء فترة حكم الرئيس مرسى، فضلا عن أنها مسيحية، فكيف تكون إخوان؟
وهذا يعنى أن الأصناف الموجودة بالسوق مضروبة، أو أن زيادة الجرعة قد تسببت في هذه الحالة.

كما اكتشف أحد أعضاء برلمان عبد العال أن "الأطباء إخوان، ومش بس إخوان إنما دخلوا الطب أيام مبارك بمساعدة رجال الإخوان في كنترولات الثانوية، كان طلبة الإخوان يضعون علامة تميزهم، ويقوم أعضاء الكنترول برفع درجاتهم ولو بكتابة الإجابة الصحيحة، ليأخذوا أعلى الدرجات، لذا تجد طبيبا لا يفقه شيئا ومع ذلك أصبح طبيبا، هذا هو السر أن كليات القمة كانت تصل للإخوان".

وحتى الطبيب الذى تقدم باستقالته، كشفت مصادر عليمة- مصادر عليمة من هى؟- عن أن الطبيب محمود طارق الذي قدّم استقالته من مستشفى المنيرة في هذا الوقت الصعب هو طبيب ينتمي إلى جماعة الإخوان، وهو ما يكشفه حسابه على الفيس بوك.

حيث إن هذا الطبيب أراد استغلال الأوضاع الصحية الراهنة من جراء انتشار مرض كورونا، فراح يقدم استقالته محرضا زملاءه على تقديم استقالاتهم، والتخلي عن واجبهم المهني، مما يعد خيانة للقسم الذي أداه، وهو ما يوجب فصله من نقابة الأطباء.

سمير صبري محامي الانقلاب، بدوره، تقدم ببلاغ عاجل للنائب العام ولنيابة أمن الدولة العليا، ضد الدكتورة "منى مينا" عضو مجلس نقابة الأطباء الأسبق، لتعمدها نشر أخبار كاذبة عبر شاشات القنوات المعادية للدولة وتحريض الأطباء أبطال الجيش الأبيض على الانقسام والإضراب.

إذن لا بد من شماعة لتعليق الفشل، حتى لو كانت شماعة لا يقبلها العقل، فضلا عن المنطق، وأصبحت هذه الشماعة مفضوحة، فعليكم بالبحث عن شماعة جديدة.

وفي ظل حالة النجاح الهائل والمبهر لمسلسلات الشئون المعنوية وأجهزة المخابرات عن بطولات جيش الكفتة والخيار، أطالب بعمل فيلم جديد يجسد بطولات الجيش الأبيض، تحت عنوان "الكمامة لا تزال في جيبي"، وبهذا يكون "مفيش حد أحسن من حد، ومفيش جيش أحسن من جيش".. مش كده ولا إيه؟!

ألا يشعر هؤلاء المطبلاتية بحمرة الخجل ولو مرة واحدة في حياتهم؟ لأن كل من يعارض هذا النظام الفاشل أو يتحدث عن الإصلاح يتهم بأنه إخوان، أظن أن هذا السلاح فقد فاعليته، وأصبح مادة للضحك والتندر على هؤلاء الفشلة، ومادة للكوميديا الساخرة.

وبدلًا من اتهام كل من يتحدث عن جرائم النظام وفشله وفضائحه بأنه إخوان- حتى لو كان مسيحيا أو من ألد أعداء الإخوان- لا بد من محاسبة كل من تسبب في انهيار النظام الصحي، وساعد على نشر الفقر والأمراض والأوبئة، والمسئول عن إرسال مساعدات لإيطاليا وأمريكا والصين، في الوقت الذى تئن فيه المستشفيات وتصرخ من عدم وجود أى مستلزمات للوقاية.

وكلنا يتذكر عندما ظهر قائد الانقلاب في أثناء تفقده لأحد المواقع وهو يهدد ويتوعد الذين لا يلبسون الكمامات، ويسأل أحد الضباط بنبرة حادة عن الشخص المسئول الذي يرتدي زيا عسكريا، عن سبب عدم ارتداء العمال للكمامات. وهو يصرخ في وجهه غاضبا "رد عليّا". وسأل أين المدنى المسئول؟

المشكلة أن قائد الانقلاب الذى يطالب بلبس الكمامات، لا هو ولا حراسته يلبسون كمامات؟! وقبلها في أحد الاجتماعات ظهر بكمامة، وهو يقول: "لو ضرورية كنا وزعناها بدون مقابل".

أمين عام نقابة الأطباء المصرية "إيهاب الطاهر" قال: إنهم يحاربون في معركة فيروس كورونا المستجد بدون سلاح، مطالبا وزارة الصحة بحماية أبنائها الأطباء الجنود في المعركة، وتوفير وسائل الوقاية الكاملة والعلاج، لأنه لا يجوز أن يشارك جندي في حرب بدون سلاح، كما أنه لا يجوز ترك المصابين منهم في أرض المعركة بزعم أنهم يؤدون واجبهم.

لا لا دكتور.. هو أنت فاكر نفسك جيش بجد، ناقص تقول الجيش والشعب إيد واحدة!.