الكيان الصهيوني يتقرب للمصريين بنعي شعبان.. ما دلالة التوقيت؟

- ‎فيتقارير

نشر موقع سفارة العدو الصهيوني بالقاهرة، على صفحته بموقع فيس بوك، نعيًا مقتضبًا للمطرب الشعبي الراحل شعبان عبد الرحيم، أعربت فيه عن ألمها وحزنها لوفاته، ونعتته بالمطرب المميز خفيف الظل، وتقدمت للمصريين بأحرّ كلمات التعازي، إلا أنَّ ذلك لم يمنع هطول سيول السخرية فوق رأس السفارة!.

وعلَّق مقدم البرامج الإسرائيلي روي كايس، على وفاة شعبان عبد الرحيم، بسبب أغنيته الشهيرة “أنا بكره إسرائيل”، وكتب عبر صفحته الرسمية على تويتر: “وفاة المطرب شعبان عبد الرحيم صاحب أغنية أنا بكره إسرائيل”، مضيفا بشكل ساخر: “في الساعات القادمة ستجدونني أسخر من شعبولًا”.

تنازلات

وتنازلت عصابة الانقلاب في مصر مؤخرًا عن مساحات شاسعة من الحدود البحرية لكيان العدو الصهيوني، إضافة إلى قبرص واليونان، رغم أن تلك المساحات المائية تحوي كنوزًا من آبار الغاز، كقربان ليستمر جنرال إسرائيل السفيه السيسي جالسًا كالقرفصاء على عرش مصر.

بينما تتحسس “إسرائيل” مكانتها في قلوب المصريين، الذين رضعوا عداوتها وبغضها مع حليب أمهاتهم، ولم ينس المصريون جهاد أسلافهم ضد الصهاينة المحتلين الذين أتوا إلى فلسطين كمهاجرين من الاضطهاد الأوروبي، إلا أنَّهم ما لبثوا أن عضوا أيادي المسلمين، وامعنوا في القتل والإرهاب بموجب وعد بلفور البريطاني.

ونجحت إسرائيل في اختراق مصر من بوابة العسكر، ووصف سياسيون وخبراء اقتصاد التعديلات التي أجرتها شركات طاقة إسرائيلية على صفقة تصدير الغاز الفلسطيني المسروق إلى مصر، بموجب اتفاق وصفته الشركات بـ”التاريخي”، بأنها مثيرة للريبة، وتحقق مكاسب ضخمة لخزينة الكيان الصهيوني ومواطنيه على حساب المصريين.

وتساءلوا: لماذا لا تبيع إسرائيل الغاز الفلسطيني إلى الأسواق العالمية بدلا من تحويله لمصر، والاستفادة من وفرة الإنتاج في تحولها لمركز إقليمي للغاز بدلا من مصر، مؤكدين أن الصفقة بالفعل “تاريخية” ولكن لإسرائيل وليس لمصر.

نهب مصر

وقالت شركات طاقة إسرائيلية، إن إسرائيل سترفع بشكل كبير كمية الغاز الطبيعي التي تعتزم تصديرها إلى مصر بنحو 34 بالمئة، لتصل إلى حوالي 85 مليار متر مكعب من الغاز.

في المقابل أثار الاتفاق جدلاً في الأوساط المصرية بشأن جدوى استيراد الغاز من “إسرائيل”، في الوقت الذي بدأت فيه مصر الإنتاج بالفعل من حقلها البحري “ظُهر” في 2015، الذي يحوي احتياطيات تقدَّر بثلاثين تريليون قدم مكعبة من الغاز، ويُعدّ أكبر حقل غاز في البحر المتوسط، وأحد أكبر اكتشافات الغاز العالمية في السنوات الأخيرة.

وكانت عصابة العسكر تبيع الغاز لـ”إسرائيل” من قبل، لكن الاتفاق انهار في 2012؛ بعد هجمات متكرّرة شنّها مسلحون على خط الأنابيب في شبه جزيرة سيناء المصرية.

ومهّد برلمان الدم للصفقة الأضخم مع “إسرائيل”؛ بموافقته النهائية في 5 يوليو 2017، على مشروع قانون مقدّم من حكومة السفيه السيسي، يسمح لشركات القطاع الخاص باستيراد الغاز الطبيعي وتسويقه وبيعه في السوق المحلية.

وقدَّر مصدر في قطاع الطاقة بإسرائيل قيمة الغاز المقرر الآن تصديره إلى مصر عند 19.5 مليار دولار، منها 14 مليار دولار من لوثيان و5.5 مليار دولار من تمار.

وإمعانًا في الاختراق الصهيوني لمصر، سمحت سلطات الانقلاب لمراسل التلفزيون الرسمي الإسرائيلي “كان” بالتجول في المقبرة التي دُفن فيها الرئيس الشهيد محمد مرسي بمدينة نصر بالقاهرة، في حين تضرب قوات الأمن هناك حصارًا أمنيًّا على المقبرة وتمنع المصريين من الاقتراب أو التصوير.

ووجّه نشطاء انتقادات حادة لسلطات الانقلاب، عقب سماحها للتلفزيون الرسمي الإسرائيلي بالتجول في المقبرة التي دفن فيها الرئيس الشهيد مرسي، معتبرين أن ذلك “احتلال رسمي للبلاد”.

يذكر أن الفنان الشعبي شعبان عبد الرحيم تُوفي، ظهر الثلاثاء، في مستشفى المعادي إثر أزمة قلبية وبعد صراع مع المرض، وللمطرب الراحل أغنية شهيرة ضد إسرائيل، وكانت سببًا في شهرته في وقت ما.