“المونيتور” تكشف تفاصيل رسالة السيسي التي حملها رئيس المخابرات إلى حفتر

- ‎فيتقارير

نشرت صحيفة المونيتور تقريرا كشفت خلاله تفاصيل زيارة رئيس جهاز المخابرات العسكرية خالد مجاور إلى ليبيا، وفحوى الرسالة التي حملها من عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب إلى اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وقال التقرير الذي ترجمته "الحرية والعدالة" إن الزيارة تزامنت مع زيارات قام بها مسئولون أتراك وقطريون إلى الحكومة المنافسة التي تتخذ من طرابلس مقرًا لها.

وحسب التقرير، التقى رئيس جهاز المخابرات الحربية المصرية اللواء خالد مجاور ووفد مرافق في 19 أغسطس مع قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، ورئيس أركان الجيش الوطني الليبي اللواء عبد الرزاق النزوري، ورئيس سلاح الجو في الجيش الوطني الليبي صقر الجروشي في مقر الجيش الوطني الليبي في الرجمة في شرق ليبيا.

وخلال اللقاء مع "حفتر"، قام "مجاور" بتسليم رسالة من عبد الفتاح السيسي، أكد فيها رفض مصر سحب قوات الجيش الوطني الليبي من مدينتي سرت والجفرة الساحلية الرئيسية وتحويل هذه المدن إلى مناطق منزوعة السلاح.

ووفقا لمصادر مجهولة نقلتها قناة العربية، فإن الرسالة تؤكد أيضا رفض القاهرة تقسيم الأراضي الليبية ومحاصرة ليبيا. ووفقًا للرسالة، ستفتح مصر قناة اتصال مباشرة في المستقبل القريب مع الجيش الوطني من أجل التنسيق الكامل.

وقد أرسلت تركيا أسلحة ومعدات عسكرية وطائرات بدون طيار لدعم حكومة الوفاق الوطني ضد حفتر.

وقال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، لـ"المونيتور" عبر الهاتف إن الزيارة تأتي في وقت حساس، خاصة وأنها سبقتها زيارة وزيري الدفاع التركي والقطري إلى ليبيا، وقال إن هذه التطورات تشير إلى تحركات استراتيجية جارية حاليًا.

استمرار دعم مصر لحفتر

وقّعت حكومة الوفاق الوطني اتفاقية ثلاثية مع تركيا وقطر لزيادة التعاون العسكري بين الأطراف الثلاثة خلال زيارة وزيري الدفاع التركي والقطري إلى طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني، في 17 أغسطس وبموجب الاتفاق، اتفقت تركيا وقطر على إرسال مستشارين عسكريين إلى طرابلس لتعزيز القدرات العسكرية حكومة الوفاق الوطني.

وبحسب فهمي، فإن زيارة مجاور الرسمية إلى ليبيا، بالزي العسكري، تهدف إلى إظهار أن لمصر وجودًا قويًا في القضية الليبية، وتؤكد دعم قوات "حفتر".

وأشار إلى أن القاهرة تؤيد وقف إطلاق النار وأية خطوة سياسية أخرى من شأنها تهدئة الوضع فى ليبيا ولكن فى ظل ظروف محددة تشمل العودة إلى مسارات التفاوض تحت رعاية برلين التى استضافت مؤتمر السلام الليبى يوم 19 يناير. وأضاف فهمي أن السبب في ذلك هو أن برلين تدعم تقارب مواقف الليبيين، بعيدا عن السياسات التي تحاول حكومة السراج فرضها.

وبعد أيام قليلة من زيارة رئيس المخابرات العسكرية، أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني يوم 21 أغسطس وقف إطلاق النار فورًا وتعليق جميع العمليات العسكرية في جميع أنحاء ليبيا.

وقال زياد عقل، الباحث الذي يركز على الشئون الليبية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لـ"المونيتور" عبر الهاتف إن زيارة مجاور واجتماعه مع حفتر تطور طبيعي للرؤية المصرية تجاه ليبيا، وأوضح أن هناك مصالح استراتيجية تتعلق بالأمن القومي المصري، ولهذا السبب تبدي مصر دعمها للحزب الذي من شأنه أن يعزز هذه المصالح.

وذكر أن التنازلات السياسية التي قدمها المجلس الرئاسي لمصلحة حكومة الوفاق الوطني سمحت لمصر بحماية مصالحها دون اللجوء إلى الخيار العسكري.

أهمية زيارة "مجاور"

وفي حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط في 18 أغسطس، حذر مسئول حكومي مصري رفض الكشف عن اسمه من تحويل مدينة مصراتة إلى قاعدة عسكرية تركية، في إشارة إلى الاتفاق الثلاثي الموقع مع تركيا وقطر، والذي دعا إلى إنشاء مركز تنسيق في مصراتة.

وتسعى مصر، المتاخمة لليبيا من الغرب، جاهدة لحل الأزمة الليبية وفي الآونة الأخيرة، أعلن السيسي في 7 يونيو عن مبادرة جديدة تدعو إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، وانسحاب المقاتلين الأجانب، ونزع سلاح الميليشيات وتفكيكها. وقد تم الإعلان عن مبادرة القاهرة عقب محادثات مع عقيلة صالح رئيس البرلمان الذى يتخذ من الشرق مقرا له وحفتر فى القاهرة.

وقال سمير راغب رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية في مصر لقناة روسيا اليوم 19 أغسطس إن زيارة مجاور تأتي في إطار الزيارات المستمرة التي يقوم بها مسئولون مدنيون وعسكريون مصريون وليبيون في ضوء التنسيق بين البلدين خاصة فيما يتعلق بالدفاع والأمن القومي.

وأشار راغب إلى أهمية زيارة مجاور، معتبرًا أن الأخير يخدم في أعلى منصب عسكري مصري، وأضاف أن الزيارة يمكن أن تكون مقدمة لزيارات كبار المسئولين العسكريين الآخرين في الفترة المقبلة تماشيًا مع مسار الأحداث العسكرية في الأراضي الليبية.

رابط التقرير:

https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2020/08/egypt-military-official-visit-hifter-libya-turkey-qatar-gna.html