انتخابات إسطنبول.. كيف أحرجت جمهورية الموز التي يديرها السيسي؟

- ‎فيتقارير

كان ولا يزال التزوير أسلوب حياة للعسكر منذ انقلاب الفاشي جمال عبد الناصر، ومنذ ذلك الحين وقد تحولت مصر إلى إحدى جمهوريات الموز، التي لا قيمة للمواطن فيها إلا انه آلة للإنتاج يأكل كما تأكل الأنعام، ولكن ولأجل المنظر العام وحتى تتهم المنظمات الحقوقية جنرالات الموز، فإنهم يعمدون إلى إخراج التزوير في شكل مسرحي كما جرى الحال في انتخابات الرئاسة بعد عام من الانقلاب، والاستفتاء على تعديلات دستور الانقلاب والتي تمنح جنرال إسرائيل السفيه السيسي لقب الحاكم إلى يوم القيامة.

عاشت تركيا أمس واليوم احتفالية ديمقراطية لم تحدث في مصر إلا عام 2012، عندما تم انتخاب الرئيس الشهيد محمد مرسي، بعدما ضغط المجتمع الدولي لتحييد الجيش فمرت الانتخابات بسلام ونجح الرئيس بنسبة 51.4%، وهي النسبة التي تبدلت بعد ذلك مع الانقلاب لتعود كما كانت قبل ثورة 25 يناير 2011، ويفوز السفيه السيسي بنسبة تزوير 98%، ولولا الملامة لجعلها جنرال الموز 100%، وهى نسبة لم يحصل عليها الله سبحانه وتعالى في استفتاء العبودية في سورة الكافرون.

ديمقراطية أردوغان

وأقر بن علي يلدرم مرشح الحزب الحاكم في تركيا بهزيمته أمام مرشح المعارضة، وبادر إلى تهنئة خصمه إمام أوغلو، وعبر عن أمله أن يخدم المدينة جيدا، وأظهرت النتائج الأولية تقدما مريحا لمرشح حزب الشعب الجمهوري إمام أوغلو في إعادة انتخابات بلدية إسطنبول، بنحو 54% مقابل نحو 45% لـ"يلدرم"، بعد فرز حوالي 99% من الأصوات.

وحقق مرشح المعارضة إمام أوغلو بذلك تقدما بأكثر من 775 ألف صوت، بزيادة كبيرة مقارنة مع انتخابات مارس الماضي، عندما فاز بفارق 13 ألفا فقط، وقال يلدرم في مؤتمر صحفي عقده مساء الأحد في مقر حزب "العدالة والتنمية" بإسطنبول: "منافسي أكرم إمام أوغلو يتصدر حاليا، أهنئه وأتمنى له النجاح".

وأضاف: "سأحرص على مساعدة إمام أوغلو في جميع الأعمال التي سيقوم بها لصالح إسطنبول"، وتابع يلدرم: "أدعو الله تعالى أن تحمل نتيجة الانتخابات الخير لإسطنبول ومستقبلها".
ويقول الناشط سعيد سلطان: "هذه هي الديمقراطية في أبهى صورها.. تداول سلمي للسلطة.. مجتمع متحضر.. لا نملك إلا أن نحترمه بعكس من يدعمون المليشيات والمجالس العسكرية في البلدان الأخرى ورصيدهم الوحيد هو الكراهية المفرطة من الجماهير العربية من الخليج إلى المحيط".

وفي وقت سابق، كشفت كواليس مسرحية الانتخابات الرئاسية الثانية التي أظهرت فوزًا "ساحقًا" للسفيه السيسي بأصوات قدرت بـ 21.83 مليونًا، من جملة 24.25 مليونًا شاركوا في الرئاسيات بنسبة 90% من مجمل الأصوات في مقابل 7.3% للأصوات الباطلة، و2.7 لمنافسه الوحيد، موسى مصطفى موسى، المعروف إعلاميًا بـ"الكومبارس".

ديكتاتورية السيسي

والعام الماضي اتهم مراقبون الهيئة الوطنية للانتخابات، المشكلة من قضاة أشرف على اختيارهم السفيه السيسي بموجب قانون تشكيل الهيئة، بتزوير نتائج الانتخابات الأخيرة، باعتبار أن الأيام الثلاثة التي شهدت التصويت في داخل البلاد "طغت عليها حالة من العزوف الواضح من جموع المصريين عن المشاركة، وهو ما ترجم بخواء لجان الانتخاب في أغلب المحافظات".

إلى ذلك، وصفت منظمات حقوقية مصرية، في بيان مشترك لها مسرحية الانتخابات، بأنها "انتخابات لا تتمتع بأي مشروعية سياسية"، معربة عن استنكارها لنتائج هيئة الانتخابات التي اتهمتها بـ"غض الطرف" عن ممارسة أبشع أشكال البلطجة السياسية والأمنية في تاريخ الانتخابات المصرية منذ انقلاب يوليو 1952، ضد كل مرشح كان يمكن أن يشكل خطرًا على تمديد أجل السفيه السيسي في منصبه.

تجدر الإشارة إلى فشل جميع جهود أجهزة الانقلاب العسكري، سواء الحكومية أو الأمنية أو الإعلامية، في رفع نسبة المشاركة التي تبين أنها الأقل منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، بينما قام السفيه السيسي باحتجاز واعتقال منافسيه في تلك الانتخابات مع كونهم عسكريين مثله، وعلى رأسهم الفريق سامي عنان، الذي أعلن في مقطع فيديو ترشحه أمام السفيه السيسي، إلا انه يعاني الآن ضغوطا وتعذيبا نفسيا في زنزانته قد ينتهي به إلى القتل، كما فعل السفيه السيسي مع الرئيس الشهيد محمد مرسي.