انخفاض الزواج وارتفاع إشهادات الطلاق.. لماذا يتصاعد بعهد السيسي؟

- ‎فيتقارير

قال #الجهاز_المركزى_للتعبئة_العامـة_والإحصاء، اليوم، إن عدد عقود الزواج بلغت 912606 عقدا عام 2017، مقابل 938526 عقدا عام 2016، بنسبة انخفاض قدرها 2.8%، بينما وصلت إشهادات الطلاق لـ 198269 إشهادا عام 2017، مقابل 192079 إشهادا عام 2016 بنسبة زيادة قدرها 3.2%.

وبحسب التقرير سجلت أعلي نسبة طلاق بسبب الخلع، حيث بلغ عدد الأحكام بها 7199 حكمًا بنسبة 76.9٪ من إجمالى الاحكام النهائية (93644 حكما)، بينما سجلت أقل نسبة طلاق بسبب الخيانة الزوجية حيث بلغ عدد الأحكام بـها 3 أحكام تمثل 0.03 ٪ من جملة الأحكام النهائية.

يشار إلى أنه في يوليو 2017، أشارت “النشرة السنوية لإحصاءات الزواج والطلاق لعام 2016”. إلى أن عدد عقود الزواج بلغ 938526 مقـابل 969399 عام 2015 بنسبة انخفاض قدرها 3.2 ٪، بينما بلغ عدد شهادات الطلاق 192079 عام 2016 مقابل 199867 سنة 2015.

وبلغ عدد أحكام الطلاق النهائية 6305، مقابل 6125 عام 2015 بزيادة قدرها 2،9٪ من جملة الأحكام.
فيما بلغ عدد عقود الزواج في الحضر 370411 عقدًا عام 2016 تمثل 39.5 ٪ من جملة العقود مقابل 409906 عقدا عام 2015 بنسبة إنخفاض قدرها 9،6٪.

وبلغ عدد عقود الزواج في الريف 568115 عقدًا عام 2016 تمثل 60.5 ٪ من جملة العقود مقابل 559493 عقدًا عام 2015 بنسبة زيادة قدرها 1.5 ٪ .

وبلغ معدل الزواج على مستوى الجمهورية 10.3 فى الألف عام 2016 مقابل 10.9 فى الألف عام 2015.

أما الطلاق ، فطبقا للحضر والريف بلغ عدد إشهادات الطلاق فى الحضر 105200 إشهاد عام 2016 تمثل54.8 ٪ من جملة الإشهادات مقابل 114780 إشهادا عام 2015 بينمت بلغ عدد إشهادات الطلاق فى الريف 86879 إشهادًا عام 2016 تمثل 45.2٪ من جملة الإشهادات مقابل85087 إشهادًا عام 2015 بنسبة زيادة قدرها 2.1 ٪.

وطبقًا لفئات السن بالنسبة للمطلقين: سجلت أعلى نسبة طلاق فى الفئة العمرية من 30 إلى أقل من 35 سنة حيث بلغ عدد الإشهادات بها 38578 إشهادًا بنسبة 20،1٪، بينما سجلت أقل نسبة طلاق فى الفئة العمرية من 18 إلى أقل من 20 سنة حيث بلغ عدد الإشهادات بها 751 إشهادًا بنسبة 0،4 ٪ من جملة الإشهادات.

وبالنسبة للمطلقات، سجلت أعلى نسبة طلاق فى الفئة العمرية من 25 إلى أقل من 30 سنة حيث بلغ عدد الإشهادات بها 39778 إشهادًا بنسبة 20،7 ٪، بينما سجلت أقل نسبة طلاق فى الفئة العمرية من 65 سنة فأكثر حيث بلغ عدد الإشهادات بها 1322 إشهادًا بنسبة 0،7٪ من جملة الإشهادات.

العنوسة

كما توغلت مشكلة العنوسة فى مصر بشكل ملحوظ في جميع البيوت المصرية خلال السنوات الأخيرة الماضية، ولم تنحصر المشكلة على الفتيات فقط بل ارتفعت نسبة العنوسة بين الرجال أيضًا، هذا بخلاف ارتفاع نسب الطلاق المبكر الذى ينتج عنه خلل يهدد استقرار وترابط الكثير من الأسر المصرية، ما يُساعد في خلق مجتمع غير سوي نفسيًا، بحسب ما أكده العديد من خبراء الصحة النفسية.

وأوضح مركز التعبئة والإحصاء، فى تقارير خاصة به، أن هناك 240 حالة طلاق يوميًا، أي بمعدل حالة طلاق كل 6 دقائق، وأن المطلقات وصلت نسبتهن إلى 2.5 مليون، حيث إن معدلات الطلاق في مصر تتزايد بنحو 5 آلاف حالة سنويا، منها 86 ألفا في مناطق الحضر، ونصيب الريف نحو 75 ألف حالة.

أما فيما يخُص العنوسة، فأكدت تقارير التعبئة العامة والإحصاء الصادرة مؤخرًا، أن العنوسة تنتشر في مصر بدرجة كبيرة، حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن 13 مليون شاب وفتاة تجاوزت أعمارهم 35 عامًا لم يتزوجوا، منهم 2.5 مليون شاب و11 مليون فتاة فوق سن ال 35، حيث يمثل معدل العنوسة في مصر 17% من الفتيات اللاتي في عمر الزواج، ولكن هذه النسبة في تزايد مستمر.

ويتضح من خلال الإحصاءات أن ظاهرة العنوسة في مصر أدت لزيادة بعض الظواهر غير اللائقة ولا تتفق مع عادات المجتمع، مثل ظاهرة الزواج السري والعرفي بين الشباب في الجامعات، والشذوذ الجنسي بين الفتيات، والإصابة بأمراض نفسية، وبالنسبة للرجال فقد دفعت البعض للإقبال على إدمان المخدرات، حيث أكد التقرير أن هذه الأرقام ترجمة فعلية لظاهرة خطيرة بدأ المجتمع المصري يعاني منها، وخاصة في السنوات الاخيرة.

ومن الغريب أنه ظاهرة “عنوسة الرجال” في ارتفاع عن عنوسة النساء مما يهدد المجتمعات العربية، فقد شاعت في الآونة الأخيرة تأخر سن الزواج بين الشباب، حيث ارتفع السن بشكل ملحوظ ليتجاوز الثلاثينات ويشارف على سن الأربعين، وبحسب إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن نسبة الذكور في مصر لعام 2015 قد وصلت إلى 51،1% بينما بلغت نسبة الإناث 48،9%، لتدل أن نسبة الذكور تتجاوز نسبة الإناث في مصر بشكل واضح.

في السياق ذاته، أكدت الدكتورة علياء المهدي، استشارى الصحة النفسية، أنه ليس هناك تعريف محدد لعبارة الرجل العانس، ولكن يمكن وصفه بأنه الشخص الذي تجاوز35 عاما دون زواج، ومن دون أن يظهر أنه مقبل على القيام بذلك في وقت قريب.

وأوضحت استشاري الصحة النفسية أن هناك أسبابا نفسية ينبغي عدم إغفالها لأسباب ترتبط بالخوف من الانتقال من وضع أسري إلى وضع آخر.

وأشارت “المهدى” إلى أن ارتفاع نسبة البطالة، حرمت الشباب من توفير متطلبات الزواج المادية، وهي المصيبة الكبرى التي ترتب عليها زيادة نسب العنوسة، بالإضافة إلى الفقر الذي يقع ضحاياه بنسبة كبيرة من الأسر فلا تستطيع مساعدة أبنائها بعد انتهاء مراحل تعليمهم المختلفة بسبب دخولهم التى لا تناسب المعيشة، وهو ما لا يمكنهم من تحمل تكاليف بناء أسرة جديدة.

وأشارت استشاري الصحة النفسية إلى أن من أهم العوامل الاجتماعية التي ساهمت في ارتفاع معدلات العنوسة بين الشباب والفتايات هو إختلال قيمة الزواج المبكر، نتيجة عدم الإحساس بأهميته، إلى جانب خوفهم من المسؤوليات المترتبة على الزواج ورغبتهم بالتمتع بعدم الارتباط، خاصة مع زيادة المغريات التي يتعرضون لها في حياتهم اليومية، وتجنبًا للالتزامات المالية والاجتماعية المتعلقة به.

وقد ساهم ارتفاع نسبة البطالة وغلاء الاسعار الناجمة عن سياسات الفشل التي ادمنها نظام السيسي اقتصاديا، حيث تفاقمت المتطلبات والتكاليف الحياتية، مع زيادات اسعار الوقود وانخفاض قيمة الجنية وتدهور قوته الشرائية، وزيادة الضرائب والرسوم المتنوعة التي تفرضها الحكومة على كل شيء في مصر…وهو ما يهدد بالتفكك المجتمعي.