“انقعوه واشربوا ميته”.. لماذا لا تخشى حماس الغول الأمريكي؟

- ‎فيتقارير

“لا تتحدى قوماً وضعوا أرواحهم على أكفهم ويتوقون للشهادة.. وفوق ذلك ليس لديهم ما يخسرونه”، أمام مرأى ومسمع 55 زعيمًا عربيًا وإسلاميًا ومن بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صراحةً حربه الجديدة على حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، بعد وصف الحركة الفلسطينية خلال كلمته أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت في السعودية بـ”الإرهابية”، وعاد ووضع قياديا من الحركة على قوائم الإرهاب.

وكان ترامب قد وصف في وقت سابق، خلال كلمته أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية، حركة “حماس” بـ”الإرهاب”، وقال: “داعش وحزب الله والقاعدة وحماس تمثل أشكالًا مختلفة من الإرهاب”، مطالبًا بمحاسبة حماس والتنظيمات الأخرى، قائلاً إنها تعبد “الموت” ولا تعبد الله، وهذا هو السبب الذي بات يثير رعب واشنطن من الحركة التي تحرص على الموت ولا تخشى البعبع الأمريكي.
وقالت وسائل إعلام غربية إن الخطوة التي أقدمت عليها الإدارة الأمريكية، الأربعاء الماضي بإدراج رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، على قوائم الإرهاب لها 3 أهداف أساسية؛ وهي: الضغط على “الحركة الإسلامية” لعرقلة المصالحة مع “فتح”، وأيضاً حصار جماعة الإخوان المسلمين التي تنتمي إليها “حماس” فكرياً، وتجفيف موارد الدعم المالي لهذه الحركات، والسبب الثالث هو التصعيد الأخير من قِبل هنية فيما يتعلق باعتراف أمريكا بالقدس عاصمةً لكيان الاحتلال الصهيوني.
وعلق هنية، على قرار الإدارة الأمريكية الأربعاء الماضي، بإدراجه ضمن “قوائم الإرهاب” قائلا: “هذا القرار انقعوه واشربوا ميته”.

ويأتي إدراج هنية ضمن هذه القائمة، بعد أكثر من شهر من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الصهيوني، وانتخب هنية رئيسا لمكتب حركة حماس السبت خلفا لخالد مشعل.
وشغل إسماعيل عبد السلام أحمد هنية المكنى بـ”أبي عبد السلام”، منصب نائب رئيس المكتب السياسي للحركة في الدورة الانتخابية السابقة، ورئيس حماس في قطاع غزة، وتم انتخابه رئيسا لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” خلفا لخالد مشعل.

من هو؟
ولد إسماعيل عبد السلام أحمد هنية يوم 23 مايو 1963 في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين في مدينة غزة، وهاجرت عائلته قسرا من قرية جورة عسقلان عام 1948، وهو حاصل على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية عام 2009.
تزوج في عام 1980م، وله من الأولاد 13، درس “أبو العبد” الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وحصل على الثانوية العامة من معهد الأزهر، والتحق بعدها بالجامعة الإسلامية في غزة عام 1981، وتخرج فيها مجازا في الأدب العربي.
شغل هنية وظائف عدة في الجامعة الإسلامية في غزة، قبل أن يصبح عام 1997 عضوا في مجلس أمناء الجامعة، وتولى رئاسة مكتب الشيخ أحمد ياسين بعد الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية.
وكان عضوا في اللجنة العليا للحوار، وممثلا لحماس في لجنة المتابعة العليا للفصائل الوطنية والإسلامية في الانتفاضة الثانية.
واعتقلت سلطات الاحتلال هنية للمرة الأولى في 1987، بعيد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وأمضى في السجن 18 يوما، واعتقل للمرة الثانية سنة 1988 مدة ستة أشهر اعتقالا إداريا.

جهاد هنية
ودخل هنية السجون الصهيونية عام 1989 بتهمة الانتماء إلى “حماس”، حيث أمضى ثلاث سنوات معتقلا، وبعدها أبعد إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، وعاد إلى قطاع غزة، بعد قضائه عاما في الإبعاد برفقة 415 من قيادات حركة حماس والجهاد الإسلامي.
وتعرض لمحاولة اغتيال في 6 سبتمبر 2003، إثر غارة إسرائيلية استهدفته مع الشيخ أحمد ياسين، وترأس هنية قائمة “التغيير والإصلاح” التي فازت بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التشريعية في كانون الثاني/ يناير 2006.
تولى رئاسة الحكومة الفلسطينية في فبراير 2006، وتعرض موكبه لإطلاق نار في غزة بتاريخ 20 أكتوبر 2006 خلال أحداث الانفلات الأمني التي وقعت بغزة واستشهد أحد مرافقيه.
وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزله خلال حرب 2014، وتنازل هنية عن رئاسة الحكومة الفلسطينية لفتح الباب أمام مصالحة شاملة تكون حكومة وفاق وطني أبرز ثمارها.

ابتزاز أمريكي
ووفق بيان صادر عن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة الأميركية (أوفاك)، نشر على موقعها أن الولايات المتحدة “أضافت هنية إلى القائمة المخصصة للإرهابيين العالميين”.
وزعم وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، في بيان أن، رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، “يهدد الاستقرار في الشرق الأوسط” و”يقوض عملية السلام”.
وأضافت الخارجية الأميركية أن “هنية تربطه صلات وثيقة مع الجناح العسكري لحماس وهو يؤيد العمل المسلح بما في ذلك ضد المدنيين”، وأنه “يشتبه بضلوعه في هجمات إرهابية على إسرائيليين” وحركته “مسؤولة عن مقتل 17 أميركيا في هجمات إرهابية”.
ويأتي هذا في سياق السياسية الأميركية المنحازة للاحتلال الصهيوني، كما أعلنت السلطة الفلسطينية، في أعقاب قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في ديسمبر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، رفضها الوساطة الأميركية، في أي تفاوض، وصرّح هنية يومها تعليقا على قرار ترامب أنه “تم تجاوز كل الخطوط الحمر”.