بتآمر سعودي إماراتي.. “الانتقالي” الجنوبي يُحكم قبضته على كامل سقطرى اليمنية

- ‎فيعربي ودولي

أحكم المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، ظهر اليوم السبت، سيطرته الكاملة على محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية، بعد السيطرة على معسكر القوات الخاصة، آخر القواعد العسكرية التابعة للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، والتي اكتفت بالتنديد بانقلاب مسلح جديد تتعرّض له، وطالبت السعودية بتدخّل عاجل وجادّ.

وذكر مسئول محلي في سقطرى، طلب عدم الكشف عن هويته لاعتبارات أمنية، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، أن المحافظة باتت بالكامل تحت سيطرة الانفصاليين بعد أشهر من التوتر والاضطرابات والتحشيدات العسكرية. وقال المصدر “لم يحدث أي قتال في معسكر القوات الخاصة، حدث تفاوض مع قيادته لتسليمه، وهو ما حصل بالفعل (..) الشرعية خذلتنا جميعا”.

وتسليم المعسكرات بالتفاوض كان جزءا من استراتيجية اتبعها الحوثيون عند الانقلاب على السلطة واجتياح صنعاء أواخر عام 2014. ويبدو أن المجلس الانتقالي الجنوبي يحاكي ذات السيناريو، خصوصا بعد نشر لقطات من داخل مكتب محافظ سقطرى، رمزي محروس، تشابه الصور التي نشرها الحوثيون عشية 21 سبتمبر/أيلول 2014 من مكتب قائد الفرقة الأولى مدرع حينذاك، الفريق علي محسن الأحمر.

كما سيطر الانفصاليون، اليوم السبت، على مقر المجلس المحلي لمديرية “قلنسية”، وهي ثاني أهم المديريات في الأرخبيل بعد حديبو، وكان لهم تواجد فيها بعدد من المعسكرات في السابق.

ووفقًا للمصدر، فقد لجأ الانفصاليون إلى إسقاط أعلام الجمهورية اليمنية من المقرات الحكومية والقواعد العسكرية، ورفع الأعلام التشطيرية التي يتخذون منها شعارا لدولتهم المفترضة المسماة بـ”الجنوب العربي”.

وسيطر الانفصاليون على ميناء سقطرى والمطار، وأصبح بمقدورهم استقبال أي رحلات بحرية أو جوية قادمة من الإمارات، من دون أي رقابة حكومية، بعد أن أحبطت السلطات الشرعية خلال الفترة الماضية، عددا من الرحلات البحرية المشبوهة والتي كانت تحمل على متنها أسلحة.

ويخشى سكان سقطرى من موجة انتهاكات ينفّذها أتباع الإمارات في الأرخبيل، أو استحداث سجون سرية لتعذيب المناهضين لهم والموالين للشرعية، كما حدث مع سكان عدن والمكلا، خلال السنوات الفائتة.

وعلى الرغم من نداء الاستغاثة الذي أطلقته الحكومة الشرعية، مساء الجمعة، للتحالف السعودي للتدخل، بحكم أن قواته موجودة على الأرض، إلا أن الأخير لجأ، عبر وسائل إعلام تابعة له، إلى تقديم روايات وصفها مراقبون بأنها “خادعة وغير منطقية”.

ونقلت وسائل إعلام سعودية، السبت، عن مصادر في التحالف، لم تسمها، أن النزاع في سقطرى “قد يكون بهدف الحصول على غنائم بينها دبابات ومدفعية ثقيلة، تم العثور عليها في الجزيرة وكانت موجودة قبل انقلاب مليشيا الحوثي”.

ومن المؤكد أن تؤدي المكاسب التي حققها الانتقالي في سقطرى، إلى استباحة الشرعية أيضا في محافظة أبين، والتي تتواصل فيها المعارك وسط خسائر بقيادات بارزة من الجانبين.

وقال مصدر ميداني لـ”العربي الجديد”، إن القوات الانفصالية تمكنت من استعادة عدد من المواقع التي سيطرت عليها الشرعية في “قرن الكلاسي” والدرجاج، ومناطق في صحاري شقرة، مع استمرار تبادل القصف المدفعي.

وخسرت الشرعية نحو 6 قتلى في المعارك، بينهم قائد قوات النجدة بأبين، العقيد صبري علي قائد، الذي قتل بصاروخ حراري استهدف مركبته في منطقة “الطرية”، فيما تم إعطاب عدد من آلياتها العسكرية.

وفي المقابل، تعرّض قائد بارز في القوات الانفصالية، هو يسران الحوشبي، قائد ما يسمى باللواء العاشر صاعقة، لطلقات نارية في العنق ونقل إلى عدن لتلقي العلاج. ووفقاً لوسائل إعلام موالية للانتقالي، فإن حالته حرجة للغاية.

الخارجية اليمنية تلوح بانهيار اتفاق الرياض

من جانبها، لوّحت الخارجية اليمنية، مساء السبت، بانهيار اتفاق الرياض في حال استمر تمرد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، وذلك بعد أيام من تسريبات لنسخة مطورة من الاتفاق المتعثر، منذ توقيعه مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقالت وزارة الخارجية اليمنية، إنّه “باستمرار هذا التمرد المسلح من دون رادع سينتهي كل ما تبقى من أمل في تنفيذ اتفاق الرياض الذي جاء في الأصل من أجل إنهائه”.

وأضافت الخارجية، في بيان مقتضب نشرته على “تويتر”، أنّه “لا يمكن أن نقبل أن يكون اتفاق الرياض ذريعة لاستمرار التمرد المسلح من قبل مليشيا ما يسمى بالمجلس الانتقالي، أو أن يكون أداة ضغط لشرعنة من يصر على انقلابه”.

وأكدت الخارجية اليمنية أن اتفاق الرياض جاء لإنهاء التمرد وتوحيد الجهود لمواجهة المشروع الحوثي-الايراني، وليس لشرعنة استمرار التمرد على الدولة”.