واصلت سلطة الانقلاب العسكرى مسلسل إلهاء المصريين بعد قرار تعيين الفريق “كامل الوزير” وزيرًا للنقل بحكومة الانقلاب، في الوقت الذي كان ينتظر فيه المصريون قرارًا بتطوير السكك الحديدية بعد كارثة “محطة مصر” والتي راح ضحيتها أكثر من 25 مواطنًا وإصابة العشرات.
وخرجت صحف ومواقع العسكر اليوم بخبرين متضادين أشبه بأفلام الكوميديا القديمة بالأبيض والأسود، حمل الخبر الأول قيام مسجل خطر بإشعال النيران في أحد القطارات انتقامًا لعدم تعيينه بالسكة الحديد، في حين روجت أذرع الانقلاب بكثافة للخبر الثاني وعو عن تفقد “الوزير” لمحطة مصر ورصيف الفاجعة “رقم 6”.
أفلام قديمة
صحف العسكر انشغلت بحادث قيام “شقي” وفق ما وصفته بإشعال النيران في قطار تابع لهيئة السكة الحديد، بخط الشرابية، حال توقفه بورش أبوغاطس انتقامًا لعدم تعيينه بالهئية.
وتلقى رئيس مباحث الشرابية بلاغًا بنشوب حريق وإنبعاث أدخنة كثيفة بسقف العربتين الأخيرتين من أحد القطارات، والمخزن بورش أبوغاطس، بمحطة رمسيس، فتم تشكيل فريق بحث، توصل إلى أن مرتكب الواقعة “أيمن م”، 47 سنة، بائع متجول، مقيم بمنطقة الساحل، وسبق اتهامه في 20 قضية (قتل – حريق عمد – سرقة متنوعة – مخدرات – هروب من المراقبة- سلاح بدون ترخيص).
وبحسب مواقع الانقلاب، ألقى رجال المباحث القبض على المتهم، الذي أقر بارتكاب الواقعة، وعلل ذلك بسابقة تقدمه للعمل بهيئة السكة الحديد ورفض تعيينه، وتحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.
الوزير جاي
في المقابل، وصل الفريق كامل الوزير، وزير النقل الجديد بحكومة الانقلاب إلى محطة سكة حديد مصر، اليوم الثلاثاء، وتفقد أرصفة المحطة ورصيف رقم ٦، الذي شهد كارثة الجرار المنكوب.
وعقد “الوزير” اجتماعا مع المهندس أشرف رسلان، رئيس هيبة السكة الحديد، وقيادات الهيية ونوابها في حضور د. عمرو شعث نائب وزير النقل.
وقال وزير العسكر، في أول تصريحات له فور توليه مسئولية حقيبة النقل بالحكومة، أمس: إنه سيجري جولة موسعة بالسكك الحديد، وسيلتقي خلالها بقيادات الهيئة.
وادعى أنه سيتم متابعة خطط تطوير السكك الحديد بنفسه لحظة بلحظة، ولن يسمح بأي تساهل في العمل وسيدعم كل من يريد التطوير من أدائه.
لماذا كامل الوزير؟
وسبق أن تحدث السيسي عن تطوير السكك الحديد في مؤتمر، وقال: “تقولي هنصرف ١٠ مليار عشان تطوير السكك الحديد والميكنة وجرارات القطارات.. الـ١٠ مليار دول لو حطيتهم في البنك هاخد عليهم فايدة مليار جنيه، وهو المنطق الذى برر الكارثة التي أودت بأرواح الأبرياء من المصريين في محطة مصر”.
ويعد كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ذراع السيسى اليمنى، وكان العام 2014 هو عام البداية، حيث شغل منصب رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.تخرج الوزير من الكلية الفنية العسكرية الدفعة 17 في 1 يوليو 1980 “تخصص إنشاءات”، وأشرف على عدد من الفناكيش الانقلابية.
غياب رؤية
وجدد حادث قطار رمسيس الذى خلف 25 قتيلا و50 مصابا، وهو ما تم الإعلان عنه حتى الآن، الحديث عن تدهور وتردي قطاع السكة الحديدية بشكل متزايد وملفت خلال السنوات الأخيرة بعد وقوع العديد من الحوادث التي أودت بحياة العشرات.
وعزا أستاذ هندسة سكك الحديد والنقل إبراهيم مبروك تزايد حوادث القطارات إلى غياب رؤية واضحة لدى وزارة النقل والمواصلات، وافتقادها لتخطيط إستراتيجي تعمل على تحقيقه في فترة زمنية محددة، مشددا على ضرورة تطوير النظام الإداري بقطاع السكة الحديد.
وقال مبروك إن القطاع بحاجة سريعة إلى التحول إلى النظام الآلي لتفادي مخاطر الاعتماد على العناصر البشرية، وأضاف أنه من الضروري اعتماد خطة تدريب مكثفة وسريعة لجميع العاملين بالقطاع على كيفية إدارة الكوارث والتعامل معها، وكذلك ضرورة وجود خطة دورية للصيانة.
