بعد ارتفاع الضحايا إلى 25 قتيلًا.. تفاصيل إعصار “مدكين” الذي يضرب مصر

- ‎فيتقارير

لليوم الخامس على التوالي، تتواصل حالة الطقس السيئ الذي يضرب مصر، كما هطلت الأمطار بعدد من محافظات الساحل الشمالي والدلتا، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا إلى 25 قتيلا، ومئات الإصابات.

وكان عاملُ نظافةٍ قد لقي مصرعه في محافظة الإسكندرية، الخميس الماضي، بعدما دهسته حافلة أثناء قيامه بإزالة مياه الأمطار في حي المنتزه، ليرتفع عدد ضحايا موجة الأمطار التي تشهدها البلاد، منذ يوم الثلاثاء الماضي، إلى 20 مواطنًا في 8 محافظات، من بينهم 9 ضحايا في حوادث الطرق، و7 بسبب الصعق بالكهرباء، وضحيتان نتيجة الغرق. وشملت حالات الوفاة ضحية واحدة في كل من محافظات القاهرة والإسكندرية والشرقية وبني سويف، و6 ضحايا في محافظة الغربية، و4 ضحايا في محافظة الجيزة، ومثلها في محافظة كفر الشيخ، وضحيتين في محافظة شمال سيناء.

موجة الطقس السيئ أدت إلى غرق شوارع الإسكندرية وعدد من محافظات الدلتا، كما تم وقف حركة الملاحة البحرية في ميناءي الإسكندرية والدخيلة. ومن جهتها، حذرت هيئة الأرصاد الجوية من استمرار سقوط الأمطار على المحافظات الساحلية بمصر وشمال ووسط سيناء، مؤكدة أنها ستكون غزيرة ورعدية وتصل لحد السيول.

وخلال الأيام الماضية، لقي عدد من الأشخاص مصرعهم جراء الصعق بالكهرباء، ومنهم الطفلة “مروة” بالعاشر من رمضان، والشاب محمود محمد يوسف شاهين، ٢٥ عاما، الذي لقي مصرعه في الدقهلية، أمس، إثر تعرضه للصعق الكهربائي من أحد أعمدة الإضاء في قرية “دماص” مركز ميت غمر. إثر سقوط الأمطار على أعمدة الإنارة، مما دفع بعض الشباب لتغطية تلك الأعمدة بالأكياس والمواسير البلاستيكية؛ وذلك لحماية الأطفال من تعرضهم للصعق الكهربائي بسبب الأمطار.

وتبرر حكومة العسكر غرق الشوارع بعدم قدرتها المالية على بناء شبكة لتصريف الأمطار، مما دفع رواد مواقع التواصل الاجتماعي لتدشين وسم “شوارعنا أولى من قصورك”، مستنكرين تلك التصريحات التي وصفوها بـ”الصادمة”.

إلى ذلك، أعلن وزير التنمية المحلية بحكومة الانقلاب، محمود شعراوي، عن تأجيل الدراسة في ست محافظات إلى حين استقرار الأحوال الجوية، هي الغربية والإسكندرية وكفر الشيخ ودمياط والبحيرة والدقهلية، لا سيما مع تصاعد حدة الأمطار التي تشهدها البلاد منذ يوم الثلاثاء الماضي، ومواجهة المحافظات الساحلية رياحًا شديدة وأمطارًا رعدية.

وكانت مصر قد شهدت انهيارا في العديد من الطرق الرئيسية، ومنها الطريق الدائري الإقليمي الرابط ما بين مدينة الفيوم وطريق الإسكندرية الصحراوي، وطريق شبرا – بنها الحر، وهو ما اضطر الإدارة العامة للمرور إلى إغلاق هذه الطرق، مع العلم أن الهيئة الهندسية للجيش هي التي أشرفت على تنفيذها، بما يكشف بوضوح عن تغلغل الفساد في مثل تلك المشاريع.

إعصار “مدكين”

وتتعرض مناطق شرق البحر الأبيض المتوسط، وخاصة دولتي مصر وفلسطين، لحالة من الاضطراب القاسي في الطقس، مما دعا البعض لتصور أن المنطقة تواجه- لأول مرة- إعصارًا شبيهًا بما نراه في المحيطات على السواحل الأميركية كل عام. دفع ذلك بعض سكان تلك المناطق للذعر، خاصة حينما انتشرت صورة من وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) لسحابة هائلة دائرية الشكل، وبقطر خمسمائة كيلومتر، تقترب من سواحل الدلتا المصرية وفلسطين.

وبحسب الهيئة العامة للأرصاد الجوية بمصر، فإن المنطقة تتعرض لمنخفض جوي حاد يتسبب في انخفاض درجات الحرارة عن معدلاتها مع نشاط للرياح والأمطار الغزيرة والرعدية. وكانت الهيئة قد حذرت المواطنين من الوجود في مناطق الأمطار الغزيرة.

وأضافت الهيئة كذلك أن ما تتعرض له منطقة شرق الأبيض المتوسط يتطور شيئًا فشيئًا ليصبح ما تسمى “عاصفة متوسطية ” (Medican)، وهي ظاهرة نادرة غير مفهومة في البحر الأبيض المتوسط تشبه في طبيعتها الأعاصير الاستوائية.

لكن التسمية الشائعة لتلك الظاهرة، والتي تصفها بـ”إعصار متوسطي شبه استوائي” (Mediterranean tropical-like cyclone)، هي ما أثارت المخاوف لدى البعض، فعادة ما يصاحب انتشار هذا الاصطلاح (أي إعصار) في الأخبار مشاهد لمنازل محطمة وأشجار تطير بسبب قوة الرياح.

ويعتقد الباحثون في نطاق التغيرات المناخية أن هذا النوع من الاضطرابات، رغم أنه معتاد في هذا الوقت من العام، فإن شدته قد تتضاعف بسبب التغيرات المناخية، حيث ترتفع متوسطات درجة الحرارة في الغلاف الجوي بصورة غير مسبوقة، وبالتالي ترتفع درجة حرارة سطح البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يغذي تلك الظواهر بالطاقة.

يقول د-عصام حجي: «المؤسف أن تغرق مصر في الخوف قبل المطر»، مضيفا في تصريحات إعلامية «كمختص، لم تفاجأ منظومة الأرصاد الجوية في مصر بالأمطار والسيول بهذا الحجم. كانت على علم مسبق بها وترصدها بانتظام. لماذا لم يتم التحذير من هذا الخطر؟» ليرد على تساؤله «القبضة الأمنية على المؤسسات البحثية جعلت نشر الحقيقة العلمية تهديدا لصاحبها ومتلقيها»، ما يؤكد أن الخراب في مصر يمتد ويتعاظم كل يوم ما بقى حكم العسكر قائمًا وما بقى الظلم والفساد طاغيًا.