بعد تيران وصنافير.. السيسي يتأهب للتفريط في أجزاء من سيناء لصالح صفقة العار

- ‎فيتقارير

"باين على وشك من غير ما تحلف!".. عبارة قالها الفنان محمد سعد في فيلم "بوحة" عندما كان يعلم أن محدثه يكذب في كل حرف، ولا يختلف بوحة عن "صفقة القرن"، والتي ينتظر المتآمرون في ورشة البحرين أن ينام جنرال إسرائيل السفيه السيسي، ويرى أمه في المنام ويستيقظ ويلقي خطابا على مسامع المصريين، يخبرهم بأوامر أمه التي زارته ليلًا وقطعت المسافة بين الآخرة والمنامة، وشددت عليه بالقول "رجع سيناء لأصحابها ومتاخدش أرض أخوالك اليهود!".

عبارة بوحة يمكن وبكل سهولة أن نرد بها على سامح شكري، وزير خارجية الانقلاب، والذي تقمص دور المعلم "فلانتينو" الحرامي في الفيلم، وزعم أن عصابة العسكر التي فرطت من قبل في جزيرتي تيران وصنافير لن تفرط هذه المرة في ذرة رمل من أرض سيناء لصالح أي دولة حتى لو كانت فلسطين.

مش هنفرط!

جاء ذلك ردًا على سؤال طرحته شبكة "روسيا اليوم"، التي تعلم كما يعلم المصريون وكل إنسان على وجه الأرض، أن العسكر الذين قاموا بانقلاب على الرئيس الشهيد محمد مرسي، أول وآخر رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر وقتلوه، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يقولون، فعندما يتفوه شكري بتصريح أجوف من عينة "إنه لا يمكن التفريط في أرض سيناء التي ارتوت بدماء الشهداء لاسترجاعها"، يتم سؤاله لماذا يذبح السفيه السيسي بمعونة الطيران الإسرائيلي وداعش المخابراتية أهالي سيناء؟ ولماذا يهجرونهم ويقصفون بيوتهم ويحرقون مزارعهم وأشجارهم؟!.

ولم ينس شكري، وهو من أبرز الخدم المدنيين في بلاط الانقلاب العسكري، أن يُدخل الانبساط والسرور إلى قلب جنرال الخراب، عندما تم سؤاله بخصوص ما يتردد عن رفض العسكر دخول المساعدات لغزة عبر معبر رفح، وفقًا لاتهام دولة قطر، وأن الدوحة تضطر إلى إدخال المساعدات من معابر الاحتلال، رد شكري متصنعًا الاستنكار وقال: "تضطر أم ترغب في دخول المساعدات عبر إسرائيل؟ أعتقد حضرتك لم تستخدم التعبير الأدق"!.

وإنْ تجاهل شكري جرائم السفيه السيسي في حق أهل غزة فلا يمكن للعالم أن يتجاهلها، على الأقل الزعم بعدم معرفته بها، وما تفعله سلطات الانقلاب بأهلنا في قطاع غزة من حصار وتجويع يرتقي إلى مستوى العقوبات الجماعية، وهو أمر مشين لمائة مليون مصري وللعرب والمسلمين جميعا، ويسيء لمصر ومواقفها الوطنية المشرفة في الانتصار للقضايا الإنسانية العادلة، خصوصا في العام الذي حكم فيه الرئيس الشهيد مرسي، عندما أوفد رئيس وزرائه هشام قنديل للقطاع وأوقف العدوان الصهيوني، وأمر بفتح المعابر على مدار الساعة، ومنح كل المواليد من أم فلسطينية الجنسية المصرية.

ولن يستطيع شكري بالطبع، وهو الخادم الأمين للسفيه السيسي، أن يشرح أسباب هذه القسوة التي يمارسهما العسكر، ولا يمكن أن نتفهمها أو نجد لها مبررًا إلا الغل والعمالة للصهاينة، خاصة عندما تأتي في حق أناس عرب ومسلمين يعانون تحت الاحتلال، وغارات جوية إسرائيلية متواصلة، وعمليات اغتيال لرجال المقاومة الذين يذودون عن الكرامة العربية بأرواحهم ودمائهم.

عسكر كاذبون

أن تعاقب سلطات الانقلاب مليوني فلسطيني محاصرين في قطاع غزة من الإسرائيليين من ناحية، وقواتها من ناحية أخرى فهذا عمل غير إنساني لا يليق بالحيوانات، ولا يمكن قبوله أو تبريره وفق كل المعايير الأخلاقية والقانونية والحيوانية، أما سيناء التي تُحرق أرضها ويُقتل أهلها فلا فرق بين ما يحدث لغزة وما يحدث لهم.

وبعد أن ضبط السفيه السيسي بوصلة انقلابه على أمن المواطن الإسرائيلي، باتت الأنظار جميعها تتوجه نحو قطاع غزة المحاصر، وتترقب ما تخبئه له الصفقة السياسية التي تُجهزها إدارة الرئيس الصهيوأمريكي دونالد ترامب، التي تعرف باسم "صفقة القرن".

ورغم الرفض الفلسطيني القاطع لإحداث أي تغييرات جغرافية لحدود قطاع غزة مع جيرانه، وعلى وجه الخصوص مصر، فإن التسريبات التي تخرج عن بنود الخطة الصهيوأمريكية الخليجية تؤكد أن الشكل الجغرافي للقطاع سيتغير، وتضاف إليه مساحات كبيرة من الجهة الجنوبية داخل أراضي جزيرة سيناء.

هذه التسريبات ترافقت مع اجتماع دول التآمر هذا الأسبوع فيما يسمى بـ"ورشة البحرين الاقتصادية"، ونشر خريطة جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي وفضاء الإنترنت لما سُميت بـ"حدود دولة فلسطين الجديدة"، والتي كان مصدرها إسرائيلياً، وحددت فيها التفاصيل الجغرافية الجديدة لغزة، وأظهرت تفاصيل نقل أجزاء كبيرة من سيناء المصرية إلى القطاع.

ومع هذه التطورات الحساسة والتسريبات يتبجح شكري ذيل العسكر، ويزعم أن العسكر لن يفرطون مع أن ديدنهم "التفريط"، من أول ثورة 25 يناير مرورا بثروات مصر ونيلها وبحرها وأرضها وسمائها، وليس انتهاء بقتل الرئيس الشهيد محمد مرسي، تلك الأحداث أو الكوارث التي قد تحدد مصير غزة سياسيا وجغرافيا، وفي ظل مواقف الدول العربية الداعمة ضمنيا وماليا لصفقة القرن وعلى رأسها الإمارات والسعودية وعمان والبحرين، بات السؤال الأكبر الذي يُطرح على الساحة وينتظر الإجابة: "هل يفعلها السيسي ويبيع أجزاء من سيناء لغزة ضمن صفقة القرن التي تطبخ في ورشة البحرين؟".