بعد ضرب أرامكو.. لماذا يستهدف الحوثيون السعودية بينما يتجنبون الإمارات؟

- ‎فيتقارير

توعَّدت جماعة الحوثي الشيعية الموالية لإيران، مملكة محمد بن سلمان بضربات أشد إيلامًا، في وقت ما زالت فيه التخمينات مُستمرة حول نوعية السلاح المُستخدم في ضرب منشأتي النفط التابعتين لشركة "أرامكو" السعودية في بقيق وخريص، وادعى الحوثيون اليمنيون أنه تم تنفيذها بطائرات بدون طيار "جديدة"، وذلك بعد إعلان مسئوليتهم عنها.

وفي الوقت الذي تشارك فيه الإمارات العدوان على اليمن، تظل منشآتها النفطية ومصالحها آمنة بفضل اتفاق سري جرى توقيعه في طهران، وتبنى الحوثيون هجومًا أطلقوا عليه "عملية توازن الردع الثانية" ضد منشأتي نفط لشركة أرامكو، صباح السبت الماضي، وأرجع الناطق باسم قوات الحوثيين استهداف منشأتي النفط في بقيق وخريص إلى "حقنا المشروع والطبيعي في الرد على جرائم العدوان وحصاره المستمر على بلدنا منذ 5 سنوات"، على حد تعبيره.

السعودية "أوبن بوفيه"!

وهدَّد الحوثيون بعمليات قادمة "ستتسع أكثر فأكثر وستكون أشد إيلامًا طالما استمر عدوان المملكة وحصارها"، وأن "بنك الأهداف يتسع يومًا بعد يوم، وأنه لا حل أمام النظام السعودي إلا وقف العدوان والحصار على بلدنا".

من جهته قال المتحدث باسم ما تسميها الجماعة "القوات الجوية اليمنية" العميد عبد الله الجفري، وفقا لما نقلته قناة "المنار" اللبنانية المقربة من حزب الله: "الضربات بالطائرات المسيرة ستستمر بشكل تصاعدي حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار".

وأضاف الجفري: "قوى العدوان تبحث عن حجج لا أساس لها بعد أن فشلت في كل الجبهات، وهم يمتلكون أحدث الأسلحة والتكنولوجيا، ولم يستطيعوا أن يكتشفوا هذه الطائرات".

وأضاف: "شعبنا اليمني لن يجد صعوبة في التصدي للعدوان والحصار بكل الوسائل المشروعة دون هوادة، وقادم العمليات الدفاعية أقسى وأشد إيلامًا إذا استمر العدوان والحصار". وسبق أن هدد كذلك المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام، أمس الثلاثاء، بأن عمليات "الحوثي" العسكرية القادمة "ستكون أشد إيلامًا".

المستنقع اليمني

هل من سبيل إلى اعتبار ما سبق شيئًا آخر غير إصرار إماراتي على استمرار انغماس السعودية في المستنقع اليمني والإمعان في القول لها جهرًا الآن وعلى الملأ، بأن ما حلّ بها لا علاقة له باليمن، إذا بأي علاقة يمكن له أن يكون؟!.

ويعتبر المراقبون أن ما تعرضت له السعودية من اعتداء كبير على منشآتها النفطية، وما أحدثه ذلك من ارتباك كبير في سوق النفط العالمية وسير عمليات الشحن والإمدادات، أمر وثيق العلاقة بالعداء الإيراني للسعودية ورغبتها في هز استقرارها وأمنها.

وتحرص الإمارات على ترطيب أجواء علاقاتها مع إيران، عبر إرسال الوفود الأمنية إلى طهران، والتي قيل وقتها إنها لبحث قضايا الصيد البحري في المنطقة، والتي على إثرها تلقت أبوظبي ما يشبه التطمينات من أن الحوثيين لن يستهدفوها في عقر دارها، وأن مدنها ومنشآتها لن تتعرض لأي ضرر.

هذا هو الحاصل فعلا الآن عبر اتفاق واضح، وإن كان غير معلن، فلن يخرج أحد للاعتراف به لا في إيران ولا في الإمارات، لأنه منطق من يعتقد أنه نجا بجلده، ولا مانع لديه في توريط حليفه المفترض، لغاية في نفس يعقوب على الأرجح.

ومعنى ذلك أن تجد الإمارات، مع إيران والحوثيين، الترتيب الذي يجعلها بعيدة عن الصواريخ، التي قد تحول كل المباني الزجاجية إلى ركام، وتدمّر أي سمعة عالمية للبلد كقبلة استثمار وترفيه، ثم تلتفت إلى السعودية وتقول لها علنا: انتبهي لا علاقة لما لحق بك من أذى كبير بما تفعليه في اليمن فلتواصلي ما أنت فيه ولا تلتفتي لمن يدعوك إلى مراجعة حربك العقيمة والفاشلة!.

إن ما يحدث في اليمن هو مربط الفرس وبيت القصيد فيما حدث للسعودية، وما قد يحدث، والإيحاء بعكسه دجل وتضليل متعمّدان أو جهل ومكابرة فاقعان، كلاهما كارثة، وأولاهما ألعن من الثانية، وستذهب الولايات المتحدة يوما إلى حوار مع الحوثيين ومع إيران والأمم المتحدة، ماضية عبر مبعوثها في خيار المفاوضات والتسوية، بحيث لن تخرج السعودية من اليمن إلا بسواد الوجه كما يقال، أما الإمارات فلديها حساباتها الأخرى الكثيرة، المعلن منه والمخفي و كلاهما غير بريء.