“بن سلمان” يتآمر على باكستان وتنبؤات بانقلاب عسكري مدعوم سعوديا

- ‎فيعربي ودولي

تزداد مستويات التوتر بين السعودية وباكستان في الوقت الراهن؛ حيث تسبب انحياز النظام السعودي الذي يقوده فعليا ولي العهد محمد بن سلمان إلى الهند ضد باكستان في أزمة إقليم كشمير ذي الأغلبية المسلمة والذي تحتله الهند وتقوم فيه باضطهاد واسع ضد المسلمين هناك وهو ما أغضب الجانب الباكستاني الذي يرى في الموقف السعودية خذلانا لا يليق بدولة تحتضن الحرمين الشريفين.
وكشف تقرير نشرته صحيفة TIFIPOST الهندية، الثلاثاء 25 أغسطس2020، أن السعودية وبعض دول الخليج يخططون لانقلاب عسكري وشيك في باكستان، فيما يقود رئيس الأركان الباكستاني الحالي الجنرال قمر جاويد باجوا هذه التحركات، من أجل تنصيب سلفه الجنرال رحيل شريف زعيماً للبلاد.
ووفقا للصحيفة الهندية التي ربما تهدف إلى الوقيعة داخل مكونات الحكومة الباكستانية فإن قائد الجيش الباكستاني، الجنرال قمر جاويد باجوا، التقى الثلاثاء 18 أغسطس2020، بالجنرال رحيل شريف في مقر للجيش في لاهور، إلى جانب مجموعة مختارة من كبار ضباط الجيش. وإن كان بالإمكان الحكم في ضوء هذه المؤشرات، فإنَّ الأمر مسألة أيام فقط قبل أن يخرج اللواء 111 مشاة التابع للجيش الباكستاني إلى شوارع إسلام آباد ليطيح بعمران خان من رئاسة الوزراء.

وقال التقرير الهندي إن بعض الدول الخليجية، ومنها السعودية، تبذل جهوداً حثيثة من أجل إقناع الجنرال رحيل شريف، قائد التحالف العسكري الإسلامي لمواجهة الإرهاب، بدخول مُعترك السياسة الباكستاني، وتولّي مسؤوليةٍ أكبر على عاتقه.
وتجاهلت منظمة التعاون الإسلامي التي تقودها السعودية -وغيرها من دول الخليج- قضية كشمير مراراً وتكراراً؛ حتى جنَّ جنون باكستان، وخرج وزير خارجيتها ليُهدّد السعودية على الهواء مباشرةً بأنّ بلاده ستضطر للبحث عن دول إسلامية "بتفكيرٍ مُماثل"، من أجل دعمها في مطالباتها المُتعلّقة بكشمير.

تصريحات وزير الخارجية الباكستاني أغضبت الرياض، إذ وصل بها الأمر إلى ازدراء قائد الجيش الباكستاني بشكلٍ كبير، أثناء زيارته للسعودية مع رئيس وكالة الاستخبارات الباكستانية، لدرجة أنّ ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان رفض لقاء الجنرال باجوا، بدعوى خروج ساسة بلاده عن النص. كذلك، وفي ظل تخطيط بعض الدول الإسلامية بالشرق الأوسط لانقلابٍ ضد حكومة عمران خان؛ بدأت السعودية في دفع باكستان إلى النزيف الاقتصادي، عن طريق وقف إمدادات النفط، والمطالبة بالسداد الفوري للقروض؛ ما دفع عمران خان إلى المسارعة بإرسال وزير خارجيته شاه محمود قريشي إلى بكين.
في حين ترفض باكستان التخلي عن كشمير، حيث تحاول إقناع العالم بأنَّه موضوع يستحق المعالجة الدولية. وخلال هذا، يقود باكستان بعيداً عن السعودية ودول الخليج، ويُقرِّبها من بلدان مثل تركيا وقطر والصين.

يذكر أن العلاقات الباكستانية السعودية تعاني من تدهور تاريخي في الوقت الراهن، فيما تشجع الصين إسلام آباد على الابتعاد عن الرياض. ففي نوفمبر2018، أعلنت السعودية عن حزمة قروض بقيمة 6.2 مليار دولار لباكستان، التي كانت تعاني من ضائقة مالية، وشملت الحزمة ما مجموعه 3 مليارات دولار على شكل قروض، وتسهيلاً ائتمانياً نفطياً بقيمة 3.2 مليار دولار. بعد ذلك طالبت الرياض فجأة بردّ مبلغ القرض البالغ 3 مليارات دولار، ورفضت بيع النفط إلى إسلام آباد على أساس الدفع المؤجل، رداً على ذلك أعادت باكستان على الفور مليار دولار للسعوديين، ما يشير إلى ابتعادهم عن الرياض.
لكن هذا ليس العامل الوحيد المزعج في العلاقات السعودية الباكستانية، في الواقع ما أثار الدهشة في الرياض هو ميل باكستان إلى تركيا وماليزيا، اللتين برزتا كقادة جدد في العالم الإسلامي، وتؤيدان بقوة موقف باكستان من كشمير، بينما يدين البلدان معاملة الهند للشعب الكشميري، حسبما ورد في تقرير لموقع منظمة Lowy Institute البحثية في أستراليا.