تداعيات إعلان إيران تنفيذ الخطوة الرابعة من خفض التزاماتها النووية

- ‎فيعربي ودولي

قالت إيران إنها بدأت بتنفيذ الخطوة الرابعة من سياسة خفض الالتزامات النووية وذلك بنقل المواد الأساسية لتخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو خلافا لمقتضيات الاتفاق النووي في خطوة لاقت رفضا من الولايات المتحدة ودولا أوروبية مقابل تفهم من روسيا.

أي رسائل تبعث بها طهران من خلال بدئها في تنفيذ الخطوة الرابعة من خفض التزاماتها النووية للدول المعنية بملفها النووي؟ وإلى أين يتجه ملف إيران النووي في ضوء الخطوة التي أقدمت الجمهورية الإسلامية عليها وما أثارته من ردود فعل أمريكية وغربية؟.

وبحسب تقرير بثته قناة “الجزيرة”، أقدمت إيران على ما لوحت به ومضت نحو خطوة جديدة من سياسة خفض التزاماتها النووية ردا فيما تقول على العقوبات الأمريكية المتصاعدة بحقها، خطوة اعتبرتها واشنطن غير مفاجئة أعادت منشأة فوردو إلى الواجهة بتوفير ما تحتاجه من مواد ليستأنف تخصيب اليورانيوم وقد أججت مواقف رافضة بين الدول الأوروبية خصوصا فرنسا التي تراهن على إمكانية إنقاذ الاتفاق النووي مما آل إليه منذ انسحبت منه الولايات المتحدة الأمريكية .

دائرة من التصعيد والتصعيد المضاد تراجعت ضمنه أهمية السؤال عن من بدأها لصالح آخر عما سينتهي إليه الملف النووي الإيراني بوصفه من بين الهم في سلة الخلافات الإيرانية الأمريكية .

النووي الإيراني يعود من جديد، بخطوة تصعيدية رابعة وفق الغرب ومشروعات في نظر طهران هل تنقذ بها ما بقي من اتفاق 2015 أم ستكون الرصاصة الأخيرة القاتلة.

هذا ما فهم من خطاب الرئيس حسن روحاني وهو يعلن بدء ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي بمنشأة فوردو النووية.

في السابق وبموجب اتفاق 2015 حولت طهران منشأة فوردو إلى مركز للتكنولوجيا والعلوم الفيزيائية، أقيمت المنشأة تحت الأرض وتبعد عن العاصمة الإيرانية نحو 180 كيلومترا .

رفع كمية ومستوى تخصيب اليوارنيوم الذي وصل الآن إلى المرحلة الرابعة تعتبره طهران السبيل للضغط أكثر على الدول الغربية لإنقاذ الاتفاق والأهم الجزء الخاص بإنقاذ الاقتصاد الإيراني .

اقتصاد فرضت عليه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أقصى العقوبات في التاريخ، لم تعثر أو استعصى على برلين وباريس ولندن إيجاد صيغة للاتفاق وإنقاذ الاقتصاد الإيراني دون أن يتعارض ذلك مع عقوبات واشنطن باستثناء موسكو التي تفهمت دوافع الخطوة الرابعة وأجمعت باقي ردود الفعل الغربية على انتقادها.

اتهمت واشنطن طهران بممارسة الابتزاز النووي عبر تخصيب اليورانيوم وتوعد المتحدث باسم الخارجية باستمرار ممارسة أقصى الضغوط على النظام الإيراني حتى يتخلى عن سلوكه المزعزع للاستقرار .

من بيجين وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرار تخصيب اليورانيوم في فردو بالخطير وقال في مؤتمر صحفي إ،ه للمرة الأولى وبشكل واضح ودون تحديد سقف تقرر إيران الخروج من إطار خطة العمل المشترك الشاملة وهو تغيير كبير أشار إلى أنه سيجري مباحثات في الأيام المقبلة مع الإيرانيين قبل أن يختم كلامه بضرورة استخلاص النتائج بشكل جماعي.

النتائج الواضحة في الشارع الإيراني هي غضب متزايد من عقوبات تتفاقم بسببها الأزمة الاقتصادية الخانقة ومن تعهدات لم يتم الالتزام بها من قبل أطراف الاتفاق لعدم التخلي عنهم رغم قرارات ترمب الأحادية والقاسية.

بالنسبة لطهران فالجلوس إلى طاول التفاوض بعد تخصيب اليورانيوم بكميات ومستويات أكبر من تلك المنصوص عليها في اتفاق فيينا قد يعزز موقفها أكثر لم يتحقق لها ذلك خلال الجولات السابقة من المشاورات فعلى ماذا تراهن الآن حتى لا ينسف الاتفاق النووي نهائيا وماذا تملك الدول الغربية من عروض مقبولة لإيران وواشنطن في وقت واحد حتى تعود الأمور على الأقل إلى ما قبل مايو 2018م.