ترامب.. نصف عام من الكذب والخداع

- ‎فيعربي ودولي

كتب- أحمدي البنهاوي:

 

بعد مرور 6 أشهر على توليه منصبه اعتبرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن إنجازات ترامب وما قام به منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية حصيلته (40) يومًا في ملاعب الجولف، و(0) تشريع، بالإضافة إلى محاولته لملمة قضية تسريباته معلومات لصالح روسيا وتسهيل تأثيرهم على الحملة الانتخابية الأمريكية في فضيحة قاصمة فشلت، حتى إنه أتهم الكونجرس بالمسؤولية عن تدهور العلاقات مع موسكو، منذ أن فضحت وول ستريت جورنال التدخل الروسي، ويتبنى المدعي العام اليوم أمر بالتحقيق في جرائم مالية في فريق دونالد ترامب قبل الانتخابات الأمريكية.

 

الوضع وصل إلى أن المدعي العام غير محل مكتبه إلى مكان قريب من البيت الأبيض، حتى أن مدير "إف بي آي" أثبت الاختراق الروسي والجرائم الانتخابية.

 

ويتعرض ترامب لإتهام بالخيانة وقيد الكونجرس بالفعل صلاحياته حتى بات وكأنه "خيال مآتة" ومن ذلك فشله بتعطيل مشروع (أوباما كير) الذي وعد في حملته الإنتخابية بإتخذا إجراء حياله.

 

حتى إن مجلة (Newsweek) الأمريكية وصفت الرئيس الأمريكي ترامب بـ"الولد الكسول"وتعلق: "دونالد ترامب متملل ومتعب،تخيلوا كيف سيشعر بالسوء إذا قام بأي عمل".

 

الخناق بدأ يضيق على ترامب في كل القضايا بدءًا من روسيا والقضايا الأخرىن وهذا يجعله أمام عاصفة من الإنتقادات من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء.

  

اختراق غير مسبوق

 

أما "هافنجتون بوست" الأمريكية فاعتبرت أن العالم أمام "اختراق غير مسبوق في تاريخ رؤساء أميركا.. تسريب محادثاتٍ سريَّةٍ لترامب وإدارتُه تستنفر".

 

واعتبر الموقع الأمريكي أن التسريبات غير المسبوقة لمحادثات الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره المكسيكي إنريكه بينيا نييتو، والرئيس الأسترالي مالكوم ترنبول، تعبر عن "استغاثات" مكتومة من البيت الأبيض تسعى للتخلص من ترامب.

 

وأشارت إلى أن ذلك كان السؤال الأهم في واقعة التسريب التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية واعتبرها سياسيون أمريكيون غير مسبوقة، فيما وصفها ترامب نفسه بأنها "خيانة".

 

ووصف ديفيد فروم القريب من الرئيس جورج بوش الابن في نشرة "ذي أتلانتيك" إن "تسريب نصوص محادثة هاتفية رئاسية مع مسؤول أجنبي غير مسبوق وخطير ويثير الصدمة".

 

وأضاف في تعليقه على الواقعة "من الضروري أن يتمكن الرئيس من التحدث بسرية تامة، والأهم من ذلك أن يتمكن القادة الأجانب من الرد بكل ثقة".

 

ورأى جون كيربي، الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، أنه "أياً تكن الأسباب التي تقف وراء هذه التسريبات، إنه أمر خطير على سياستنا الخارجية".

 

ونشر الجمهوريون في لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ، تقريراً في يوليو حول "الموجة غير المسبوقة لتسريبات تنطوي على خطورة" منذ أن تولى ترامب السلطة.

 

التفاخر بالحشد

 

وقال ترامب لمالكوم ترنبول رئيس وزراء الأسترالي: "أنا أعظم شخصٍ في العالم"، ويتفاخر أمام أقرانه من زعماء العالم بحجم الحشود التي تأتي لحضور خطاباته. وعليه يبدو الإبقاء على صورته كزعيمٍ قوي في نظر مؤيديه، مرارًا وتكرارًا على مدار المحادثات، أمراً ذا أولوية قصوى بالنسبة لترامب – أولوية تفوق الحفاظ على علاقات قوية مع دول متحالفة مع بلاده.

 

وتقدِّم لنا نصوص المحادثات تلك تذكاراً بأنَّ التحدُّث "بلطفٍ" مع ترامب يمثِّل بالنسبة له قيمة أكبر من التحالفات الاستراتيجية طويلة الأمد. وفيما كان ترامب يوبِّخ ترنبول، فقد أعلن أنَّه يُفضِّل فلاديمير بوتين عليه، وكان ترامب قد تحدَّث مع بوتين مؤخرًا.

 

وقال ترامب باختصار قبل أن يُنهي المكالمة على نحوٍ مفاجئ: "لقد كانت محادثتي مع بوتين لطيفة. ما يحدث الآن سخيف". وفي السر كما في العلن، فإنَّ مديح ترامب للرئيس الروسي ثابتٌ لا يتزعزع.

 

توجيه لا أخلاقي

 

وأظهرت الوقائع زور إنكار الإدارة الأمريكية لوقائع مخجلة، فقد حاول ترامب عدة مرات توجيه بينيا نييتو بكيفية تضليل الصحافة، ودعاه للتوقف عن ترديد رفض المكسيك دفع تكاليف الجدار الحدودي المُقترَح من جانب ترامب.

 

ووردت مواضيع مشابهة في محادثة ترامب مع ترنبول. وهنا كانت المسألة محل الخلاف هي اتفاقية عقدتها إدارة أوباما مع أستراليا تقضي ببحث إمكانية قبول أميركا 1250 لاجئًا، معظمهم من دولٍ مسلمة، تحتجزهم أستراليا على جزرٍ بالمحيط الهادي بعد أن حاولوا دخول البلاد بحراً. وفي المقابل، ستستقبل أستراليا مهاجرين أمريكيين لاتينيين.

 

كان ترامب حانقًا من جانبه لأن الالتزام بالاتفاقية المذكورة قد يضر بصورته أمام جمهور ناخبيه، وقال "ترامب": "سيضربني هذا في مقتل. أنا أعظم شخص في العالم لا يريد السماح لهؤلاء الناس بالدخول إلى البلاد. هذا الاتفاق سيجعلني أبدو مريعا، توليت المنصب منذ أسبوع فقط".

 

ويعقد وزير العدل جيف سيشنز ورئيس الاستخبارات دان كوتس اليوم الجمعة مؤتمراً صحفيا  للبحث في مسألة "تسريب مواد سرية تهدد الأمن القومي"، في إشارة إلى هذه التسريبات غير المسبوقة في التاريخ الحديث للرئاسة الأمريكية، في طبيعتها ومداها والسرعة التي تنتشر فيها، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.