تركيا وباكستان تقودان المواقف الرسمية العربية والإسلامية بوجه العجرفة الفرنسية

- ‎فيعربي ودولي

في موقف إسلامي فريد وسط ركام مواقف الحكام العرب المحبطة استدعت حكومة باكستان السفير الفرنسي وسلمته مذكرة احتجاج على الاعتداء الذي قام به الرئيس الفرنسي تجاه الإسلام، وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي: "لا يحق لأحد أن يجرح مشاعر ملايين المسلمين بذريعة حرية التعبير".

وفي الوقت الذي أصدر فيه الرئيس الفرنسي ماكرون تصريحا بالأمس صب فيه الزيت على النار بعجرفته وإصراره على عدم التراجع عن تصريحاته التي أيد فيها نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. دعا رئيس وزراء باكستان، عمران خان، الإثنين، 26 أكتوبر، إدارة موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى حظر المحتويات المروجة للإسلاموفوبيا، وذلم بعد ساعات من انتقاد خان، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"الهجوم على الإسلام"، مشير إلى أنه يتسبب في تنامي مشاعر الإسلاموفوبيا.

وقال خان في خطاب أرسله إلى مارك زوكربيرغ، مؤسس فيسبوك إن "تنامي الإسلاموفوبيا يشجع التطرف والعنف في جميع أنحاء العالم، لا سيما على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك". وأضاف أنّ "الأعمال الوحشية ضد المسلمين، والدعاية المناهضة للإسلام ستؤدي إلى مزيد من الاستقطاب والتهميش للمسلمين في دول من بينها فرنسا". وأشار إلى رغبته في فرض فيسبوك حظرا على المحتويات الداعمة للإسلاموفوبيا وكراهية الإسلام مثل الذي وضعه على الهولوكوست.


وفي تصريح له الاثنين، أطلق الرئيس رجب طيب أردوغان دعوة للشعب التركي لمقاطعة البضائع الفرنسية رداً على هجوم باريس على الإسلام. وقال الرئيس التركي: "أقول للقادة الأوروبيين إننا نحترم الأديان الأخرى وعلى الآخرين احترام المسلمين"، ومضيفا "هناك إساءات للقرآن وللنبي وهو ما شهدناه في فرنسا ويتم بتشجيع من الرئيس الفرنسي".

وتابع "لقد بدأوا بالهجوم على نبينا محمد بدعم وتحفيز من الرئيس الفرنسي المحتاج للرعاية العقلية .. المسلمون في أوروبا يتعرضون لحملة عنف ممنهجة كالتي تعرض لها اليهود قبل الحرب العالمية الثانية". وأردف "أخشى ان تكون هناك خطة أكثر ظلاما ومكرا بسبب ما يجري للمسلمين في أوروبا .. العنصرية وعداء الإسلام مرض يذهب بالقدرات العقلية والنفسية للإنسان المصاب به أيا كان منصبه".

زيف الديمقراطية
وقال المجلس الأعلى للدولة في ليبيا إن الموقف الفرنسي يعكس زيف الديمقراطية التي تدعيها فرنسا، وطالب مجلس الوزراء الليبي بتجميد الاتفاقيات الاقتصادية مع فرنسا على خلفية الإساءة للرسول الكريم لاسيما شركات البترول مارثون وتوتال.
واعتبر الأعلى للدولة في ليبيا أن ما صدر عن الرئيس الفرنسي يكشف حقيقة أن الدولة الفرنسية قامت على جماجم شعوب الدول التي استعمرتها ونهبت ثرواتها.

الخارجية المغربية
وأدانت المغرب الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ورفضت الهجوم على الدين الإسلامي فقد أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن المغرب يندد بالأعمال المسيئة التي تعكس عدم نضج أصحابها مؤكدة أن الحرية تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين ومعتقداتهم.

وشددت الخارجية المغربية رفضها بشدة الإمعان في نشر رسوم الكاريكاتير المسيئة للإسلام وللرسول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. وقالت وزارة الخارجية المغربية: "حرية التعبير لا تبرر الاستفزاز والتهجم".

الأردن
وعبر وزير خارجية الأردن لسفيرة فرنسا في عمان فيرونيك فولاند استياء بلاده نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم وأكد أن الإساءة للرموز الدينية يغذي الكراهية والعنف.
وقال: "لا يمكن القبول بالإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء جميعا عليهم السلام تحت عنوان حرية التعبير".

موقف جزائري رسمي
واستنكر المجلس الإسلامي بالجزائر الإساءة للرسول الكريم وأعتبرها تطرفا لأنها صادرة من مسؤول يرى نفسه حاميا لقيم الإخاء والحرية والمساواة. وأصدر المجلس الإسلامي الأعلى -مؤسسة رسمیة بالجزائر تابعة لرئاسة الجمھورية- بیانا بشأن الإساءة لسیدنا محمد خیر خلق الله.

وعبر المجلس عن استنكاره الشديد من "ھذه الحملة المسعورة على شخصیة سیدنا محمد خیر خلق الله رمز التسامح والتعارف والتعايش وعلى الدين الإسلامي الحنیف الذي يعتنقه مئات الملايین في كل القارات". وقال البیان: "نستغرب ونستنكر ظھور فئة منحرفة عن القیم الانسانیة ومجانبة للعقل ومخالفة للأصول الشرعیة الانسانیة و التي تتبجح باسم حريةالرأي بالإساءة للإسلام ورسوله والسخرية من الرموز الدينیة التي تلزم القوانین الدولیة باحترامھا وعدم المساس بھا، باعتبارھا قیما إنسانیة مشتركة".

والاثنين، أكدت وزارة الشئون الدينیة والأوقاف في الجوائر في بیان، أن الإساءة إلى النبي الكريم محمد علیه الصلاة والسلام لا يمكن أن تھزّ مكانته في نفوس الجزائريین والمسلمین جمیعا.
وجاء في بیان الوزارة، أن "المكانة العظیمة التي يكنّھا كل الجزائريین والأمة الإسلامیة لحبیب الحق وسید الخلق والذي نحن مدعوون جمیعا إلى الاقتداء بسنته وأخلاقه، لا يمكن أن تزعزعھا إساءات المسیئین إلى شخصه الكريم ولا أن ينقص من مقامه الازدراء ولا الاستھزاء".
وختم بیان وزارة الشئون الدينیة بالقول: "إن رسولنا، صاحب الذكرى العطرة، علمنا أن نحترم ونقدس جمیع الأنبیاء والرسل وأوجب علینا الإيمان برسالاتھم ونھانا عن التعرض لھم بسوء، وھو ما تدل علیه الشرائع السماوية وتدعو إلیه مكارم الأخلاق وتحتفي به الأسرة الإنسانیة وتجرمه القوانین والمواثیق الدولیة".

موقف طهران
ودان رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، الإساءة للإسلام في فرنسا عبر نشر رسوم كاريكاتورية، مسيئة للرسول محمد عليه السلام. وقال قاليبياف في تغريدة عبر حسابه في "تويتر"، إن "المسؤولين الفرنسيين العنيدين وعديمي الحكمة يسيئون للنبي محمد عليه السلام ويؤججون الموقف المعادي للإسلام في البلاد". وأضاف: "المسلمون والمؤمنون جميعًا يدينون العداء المَقيت لزعماء فرنسا لرسول الرحمة محمد".

واستنكرت العديد من الهيئات الإسلامية حادثة قتل المدرس، لكنها شددت على أن ذلك لا يمكن أن ينفصل عن إدانة تصرفه المتعلق بعرض الرسوم "المسيئة" للنبي. والسبت، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية الإساءة الفرنسية للرسول محمد عليه الصلاة والسلام وقالت إن موقف السلطات الفرنسية من هذه الإساءة "غير مقبول" وأدى إلى زيادة التطرف والكراهية.

والأسبوع الماضي، قال الرئيس الفرنسي، في تصريحات صحفية، إن فرنسا لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتورية" (المسيئة للرسول محمد والإسلام)؛ ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي، وأُطلقت في بعض الدول حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية. وشهدت فرنسا خلال الأيام الماضية، نشر صور ورسوم مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، على واجهات مبانٍ في فرنسا.