تفاصيل فساد السيسي.. محمد علي يكشف لـ”ميدل إيست آي” كيف تبني فندقًا للجيش

- ‎فيتقارير

هل ترغب في بناء فندق فخم في مصر، ولكن ليس لديك أي خطط أو دراسات جدوى أو حتى أموال؟ لا مشكلة، كما يقول المقاول العسكري الذي كشف الأسرار، محمد علي، تحتاج ببساطة إلى أن تكون مسئولًّا عسكريًّا رفيع المستوى ليأذن لك عبد الفتاح السيسي، دون وجود دراسات جدوى أو أي شيء يعتمد على رغباتك.

وواصل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني نشر أجزاء جديدة من حواره مع المقاول محمد علي، كانت الفقرة السابقة جزءًا من حواره عن بناء فندق "Triumph Luxury Hotel" في القاهرة الجديدة في 2017، كشف عن حجم المحسوبيات والديون التي تغذي بناء الفيلات والقصور والفنادق المصممة للجيش.

وقال "علي": "على سبيل المثال، أنا قائد برتبة كبيرة من الإسكندرية وأرغب في إرضاء منطقتي وأصدقائي وأحبائي، فقط أقول: "أريد بناء فندق في الإسكندرية"، وحسنا، سوف يمنحك تصريحًا لفندق في الإسكندرية.

وكشف علي لـ"ميدل إيست آي"، عن أن الأمور تدار بالمحسوبية، من واقع خبرته 15 عامًا  ببناء هذه الفنادق والفلل والقصور للقوات المسلحة، بما في ذلك مشاريع تبلغ قيمتها حوالي مليار جنيه مصري (اليوم 61 مليون دولار) فقط لصالح السيسي.

محرر الموقع البريطاني الصحفي الفلسطيني محمد عايش كشف، خلال مقابلة استمرت ساعتين من موقع سري في إسبانيا، مع محمد علي، 45 عامًا، عن كيفية عمل النظام.

وأوضح "علي" أن المشروعات غالبًا ما يتم تحديدها بشكل عرضي على نزوات المسئولين العسكريين. وقال "لا يوجد شيء مثل دراسات الجدوى. هناك شيء من "ابني على رغبتك"، لافتا إلى أن الأمور تسير أثناء جلسة شاي!.

وأضاف "دعنا نقترح على السيسي بناء خمسة أو ستة أندية، كعمل تجاري لنا. وستجتمع معه شخصيًا. ستحصل على موافقة لبناء خمسة أو ستة أندية".

وتابع: بمجرد تحديد المشروع، سيكتب الجيش رسالة إلى البنوك يخبرهم فيها بالعمل كضامن لإقراض أموال للمقاول فلان، ويستخدم المقاول الرسالة للحصول على القروض.

وأكمل: "كان الغرض منه الإسراع في تنفيذ المشروعات وإقناع السيسي وإرضاء الناس بإنجازات السيسي."

وقت الحساب

ولكنّه حذر من أنه أثناء الحساب، فإن "الجيش لن يمنحك سوى جزء من أموالك، طالما كنت تعمل معهم"، مضيفا أن هذه النوعية من الرسائل ليست وسيلة ناجحة على طول الخط، بل فشلت في كثير من الأحيان في خديعة البنوك.

وأوضح "رفضت البنوك الدفع ما لم يتم إبرام العقود ولم يضف الجيش أبدًا أي عقود رسمية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمشروعات "الموهوبة" للسيسي ودائرته الداخلية".

وقال: "عدنا إلى الجيش وأخبرناهم عن استجابة البنوك. قالوا، حسنا، ادفع من جيوبك حتى ننتهي من العقود".

ويكشف محمد علي عن عملية السخرة في العمل مع الجيش، قائلا: "يظل المقاول مرتبطًا بالعمل مع الجيش، حيث كثيرًا ما يدفعون فقط أجزاء من المبالغ التي من المفترض أن يتم دفعها ويكونون قادرين على عدم الدفع إذا كانوا على استعداد لمصادرة الأرباح.

وعلى غير ما يتوقع البعض، يقول محمد علي: "كان بإمكاني الحصول على أموالي بسهولة، وأكثر من ذلك، ولكنني استمريت معهم إلى اليوم وكنت سأجني مليارات، وليس فقط الـ220 مليونًا- التي يدينون بها لي- هناك ضباط عسكريون لديهم بلايين".

فندق تريومف

وكمثال على غياب دراسات الجدوى أو حتى العقود الرسمية، التي لا يستخدمها الجيش إلا قليلا، توضح التخطيط المرتجل وخطورة مواقع البناء، قال "علي": إن أحد أفضل الأمثلة هو فندق تريومف الفاخر الذي شيده بمبلغ 2 مليار جنيه مصري (120 مليون دولار في عام 2017) في القاهرة الجديدة للواء شريف صلاح الدين.

"هل يمكنك أن تتخيل شخصًا يكون لطيفا مع زميله بملياري جنيه؟" موضحا أن اللواء شريف، المعروف بكونه أحد المقربين من السيسي، كان يعيش في منزل مقابل المكان الذي تم فيه بناء الفندق وشَاهَد بناءه من شرفته.

وعن بدايات البناء قال علي: "التقينا به وسألناه عن عدد الغرف التي يريدها في الفندق. ثم قال "100 ، 200 ".. تشعر أنك تتحدث مع بائع سندوتشات".

وتعبيرا عن ارتجالية المشروع، قال سألته: "كم عدد المطاعم؟" اتصل بصديقه وطلب رأيه "يا صديقي، أنا أعمل في هذا المشروع بأمر من السيسي، وأفكر في عدد المطاعم الموجودة فيه. ما رأيك؟ هل سنفعل اثنين أو ثلاثة؟.

وعن عدم الاهتمام بالعنصر البشري، لفت إلى أنه أثناء بناء الفندق قال علي: إنه والآخرين أثاروا مخاوف عامة بشأن سلامة أحد العمال، قال لعلي "دعه يحترق".

ويعلق محمد علي "كان أهم شيء بالنسبة لهم هو الانتهاء في الوقت المحدد وإظهار السيسي أن المشروع تم." وبحفل الافتتاح تضمن كمقاول أنك لن تفقد مركزك (إشارة إلى مواصلة العمل مع الجيش ومؤسسة السيسي للفساد).

يقول محمد علي أيضًا: كان الحفل الرئيسي لافتتاح فندق تريومف، في مارس 2017، استضاف اللواء شريف، ممثلين وفنانين ورجال أعمال، مع عروض من المطربين المصريين محمد حماقي وكارمن سليمان حتى ساعات الصباح الباكر.

ويعلق محمد علي الذي بني الفندق: "يقع في منطقة سكنية "لا قيمة له"، وهو مفيد فقط لأفراد القوات المسلحة الذين يحصلون على أسعار مخفضة لعقد حفلات الزفاف في المكان".

https://www.middleeasteye.net/news/prawn-armies-empty-hotels-egyptian-armys-big-business-according-mohamed-ali