“تموين الانقلاب” ترفع شعار “الإهانة عنواننا” فى وجه المصريين

- ‎فيتقارير

باتت إهانة المواطنين في مكاتب الخدمات الحكومية أمرًا طبيعيًّا يندرج تحت عنوان “إذا كان عجبك”، رغم توافر التكنولوجيا وتوافر التقدم إلا أن مشاكل الأمس ما زالت كوارث اليوم طوال 5 سنوات، حتى تنتهى خدمتك وتذهب بسلام ولكن بإهانة.

وبحسب الإحصاءات، فإن أكثر من 2 مليون مواطن يترددون على مكاتب الخدمات الحكومية يوميًا، ويتعرض البعض منهم لسوء تعامل من قبل الموظفين.

فنموذج “مكاتب التموين” في مصر الأكثر ألمًا، فبجانب الطوابير الطويلة التي يقف بها المواطنون كل يوم من أجل الحصول على تموينهم الشهري، أو حتى معاناة استخراج البطاقات من فروعها يجد المواطن بجانب ذلك سوء معاملة تصل للإهانة.

ومن أبرز تلك الوقائع ما عرضته الإعلامية إيمان الحصري، مؤخرا من مقطع فيديو يرصد تعاملا غير لائق من قبل موظفة تموين مع المواطنين، داخل مكتب التموين بحي النهضة في محافظة القاهرة.

وتعود تفاصيل الواقعة إلى طلب عدد من المواطنين تغيير بطاقة التموين الخاصة بهم من محافظة لأخرى؛ من أجل استلام حصتهم من التموين في المحافظة التي يعيشون بها الآن، لكن قامت الموظفة في مكتب التموين بسب المواطنين بألفاظ خارجة، حيث قالت: “الله يلعن أبوكم”.

كما تداول نشطاء مشهدًا غير آدمي لمواطنين يتكدسون بمكتب التموين بالدخيلة بالإسكندرية للحصول على ختم لصرف الخبز لتأخر إصدار بطاقاتهم التموينية.

استنكار

الأمر الذى دفع الدكتور محمد فؤاد، عضو مجلس نواب العسكر، إلى استنكار الطريقة التي يعامل بها المواطنون بمكاتب التموين، قائلا: “طريقة لا يجب أن يعامل بها المواطن، ما نراه بمكاتب التموين غير مقبول، والمنظومة مصممة لإهانة المواطن وليس مساعدته”.

وأشار فؤاد، خلال كلمته باجتماع لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إلى عدم وجود رؤية واضحة أو خطة زمنية محددة فيما يتعلق بالانتهاء من استخراج بطاقات التموين الذكية، مضيفا “وزير التموين نفسه لو عايز يستخرج بطاقة تموين مش هيعرف يطلعها منين”.

واستطرد فؤاد، خلال عرض طلب إحاطة له باجتماع اللجنة: “بالإضافة إلى الوضع المبهم والمثير للجدل فيما يتعلق بالخدمات التى تقدمها مكاتب التموين، وتوقف النظام الخاص بتنشيط البطاقات المعطلة بتلك المكاتب دون الإفصاح عن أى معلومات حول أسباب هذا العطل”.

يأتى ذلك بالتزامن مع عدم صرف الأرز على بطاقات التموين هذا الشهر، حيث يقوم البائع بتخيير المواطن بالمكرونة بدلا من الأزر”.

كما باتت المكاتب مرتعا للسرقة والإهمال، حيث شهد مكتب تموين الحوامدية تعرضه للسرقة مؤخرا من قبل شخص حاول الدخول من الباب الخلفي.

وذكر المحاسب هشام كامل سعد الله، وكيل وزارة التموين والتجارة الداخلية، في تصريحات صحفية، أن الشخص الذي حاول السرقة كان يستهدف الحصول على البطاقات الذكية الموجودة بالمكتب!.

منظومة عشوائية

وفي هذا السياق، يقول اللواء محمود قطري، الخبير الأمني، إن منظومة الأمن في مصر عشوائية ولا قواعد لها، ومكاتب الخدمات من ضمن القواعد الفرعية للأمن، وبالتالي يتم تأمينها بشكل جيد وبعضها لا يتم تأمينه نهائيا، على الرغم من أهميتها، وبالتالي تتعرض لمخاطر كبرى منها السرقة والسطو المسلح.

وأوضح، في تصريحات صحفية له، أن المكاتب تتطلب تأمينا بحسب أهمية كل مكتب، مضيفا أنه في حالة سرقة البطاقات الممغنطة يتم إيقافها إلكترونيا، وتفعيل بطاقات أخرى للمواطنين في الحال كي يتمكنوا من مواصلة صرف احتياجاتهم.