أحلام المهمشين تغرق في “الصرف” وتلعن دولة الانقلاب

- ‎فيتقارير

لا يسلم الفقير في مصر من انتقام عصابة الانقلاب العسكرى، وبات أمرا طبيعيا أن تجد فقيرا يلقى في الطرقات أو يتم إهماله وتصفيته، بينما يقبع أثرياء “دولة الرُتب” في نعيم وملذات العسكر.

آخر تلك الكوارث كانت لأحد المسنين بمنطقة المطرية، حيث تركت هيئة الصرف الصحي بالمطرية مواطنا يدعى عبد العزيز، الذي يبلغ من العمر 90 عاما بين الحياة والموت.

الأهالي كشفوا ان “عم عبده” كفيف، وظل غارقا في مياه المجاري لمدة ثلاثة أيام، رغم أنه يقيم في غرفة بمفرده يستأجرها له أهل الخير بحارة مسعد سلطان من شارع العقاد بالمطرية، وأنه تم الإتصال بـ”هيئة الصرف” لإنقاذه دون رد فعل، ما دقع الأهالي لسحب المياه بأيديهم حتى لايتعرض المسن لأمراض التلوث البيئي.

حصار الصرف الصحي

وسبق “عم عبده” ، معاناة الآلاف من قاطني مساكن التعاونيات بمدينة بني سويف الجديدة، بعد كارثة “الصرف الصحي” التي تعوم عليها العمارات السكنية.

وتسببت المياه الراكدة فى انبعاث العديد من الروائح الكريهة المسببة للامراض والاوبئة المعدية مما جعلت الاهالى يعيشون في رعب وخوف على اطفالهم من اصابة الامراض المعدية والخطيرة.

“م. ج”، موظف مقيم بعمارة 45 ، أكد أن المنطقة أصبحت شبحا يهدد الاهالى والاطفال بسبب انتشار الناموس مما جعل الاهالى يغلقون منازلهم طوال اليوم ولا يستطيعون الوقوف بالبلكونات بالاضافة الى اختفاء عمال النظافة تماما من هذه المنطقة.

وأشارت ” خ.ا” – ربة منزل عمارة 46 إلى أن ا”لمشكلة اصبحت متكررة ولا حل لها وأطفالنا يتعرضون للامراض المعدية لانهم ساعات يخرجون للشارع للعب ويصابون من الحشرات التي تزايدت مع تراكم المياه العكرة”.

وفي الثغر أيضا

ولم يكن حال مدينة الإسكندرية أفضل، حيث اشتكى سكان شارع مسجد عباد الرحمن، بمنطقة الفلكى، من غرق الشارع بمياه الصرف الصحى.

وقال أحد سكان الشارع، إن مياه الصرف تهدد سلامة المنازل، لا سيما أنها أصبحت تعوم على مياه المجارى، مما يهدد بتآكل الخرسانات، مطالبا بضرورة العمل على شفط مياه المجارى وتسليك شبكة الصرف الصحى.

فساد المحليات السبب

واستمرار لفشل العسكر وفساد المحليات،يعيش حوالي 90 ألفا من أهالي قرى شبرا ملكان وعياش وصفط تراب التابعة لمركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، كارثة بسبب غرق منازلهم في مياه الصرف، مع عدم تحرك مسؤولي مجلس المدينة وشركة مياه الشرب.

الأهالى كشفوا عن تجاهل المسئولين بديوان محافظة الغربية ومجلس المدينة للأزمة في الأيام الماضية، خاصةً لمواجهة الأزمة قبل تفاقمها وحدوث كارثة إنسانيه قد تتسبب في انتشار الأوبئة والأمراض المزمنة.

استغاثات بلا جدوى

كما غرقت عشرات المنازل، في منطقة بركة الدماس التابعة لحي جنوب مدينة أسوان، بالتزامن مع انقطاع الكهرباء عن المدينة بعد خروج محطة سملوط عن الخدمة، الأمر الذي أدى إلى توقف محطة رفع مياه الصرف الصحي، وغرق المنازل، وسط استغاثات الأهالي بمسؤولي المحافظة الذين تأخروا في إنقاذهم ما أدى إلى تلف الأجهزة الكهربائية وأثاث المنازل على حد تعبيرهم.

تهالك المواسير

واستغاث أهالي قرية المصادرة باليوسيفية، التابعة لمركز بنى عبيد بمحافظة الدقهلية، بعد غرق المنازل والشوارع بمياه الصرف الصحي واختلاطها بمياه الشرب، نتيجة تهالك المواسير التى تحتاج إلى تغيير شامل.

وكشف أهالى القرية، أنه بالرغم قيام شركة المياه والصرف الصحى بالدقهلية من شفط المياه، إلا أن المشكلة متكررة وتحتاج لإنشاء منظومة جديدة الصرف الصحى.

وأضافوا، أن خلط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب أدى إلى انتشار الأمراض للأطفال، وخاصة الملاريا وفيرس سي، مما أدى إلى حدوث حالة من الخوف والهلع لدى أهالي القرية بسبب خوفهم على أطفالهم من الأمراض المعدية.

اعتراف بالكوارث

بدروه، اعترف اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية بحكومة الانقلاب، بأن كثيرا من القرى بالصعيد بدون بنية تحتية.

وأكد شعراوي، أنه طلب معرفة شكاوي المواطنين بالمحافظة، منذ توليه مسؤولية الوزارة، وأن الوزارة تلقت 15ألف شكوى للمواطنين!

وزعم أن الربط بين الفساد بالمحليات كلام ظالم فكل دول العالم بها فساد، والمحليات ليس بها فساد، وللأسف الشديد السيئة تعم، فهناك حالات فردية سيئة ويتم التعامل معها، فهناك إيجابيات كثيرة حدثت، ولايمكن إتهام المحليات بالفساد.

فتح تحقيق

فى المقابل، طالب إبراهيم حجازى عضو مجلس النواب عن دائرة القاهرة الجديدة بمجلس نواب العسكر، بفتح تحقيق حول هشاشة البنية التحتية فى مصر، قبل حدوث كوارث فى فصل الشتاء المقبل.

وأضاف “حجازى” أن البنية التحتية للقاهرة الجديدة شهدت انهياراً قبل أشهر رغم تحذيرنا من قبل أكثر من مرة عن سوء محطات الصرف الصحي وتهالك محطات رفع المياه. مطالبا بفتح ملفات الفساد في إنشاء محطات الصرف الصحى بالقاهرة الجديدة.

فتش عن الفساد بالمحليات

كما اعترف محمد إسماعيل، عضو لجنة الإسكان بمجلس نواب العسكر، بكم الإهمال الكبير في المحليات، قائلا: أصبح لا يمكن السكوت عنه.

وأكد إسماعيل في تصريح صحفى، أن المحليات في حالة متدنية، والإهمال والفساد وراء ما يحدث من إنهيار لشبكات الصرف الصحى بالمحافظات.

وطالب إسماعيل بضرورة محاسبة رئيس مجلس المدينة ورؤساء الأحياء والمحافظين في مثل هذه الكوارث، موضحًا أن أغلبية موظفي المحليات جالسين على مكاتبهم وتاركين مهامهم التي جاءوا من أجلها.