“لوموند” تفضح أسباب اعتماد ابن زايد على “بلاك ووتر”

- ‎فيعربي ودولي
Erik Prince, chairman of the Prince Group, LLC and Blackwater USA testifies before the House Oversight and Government Reform Committee hearing on "Private Security Contracting in Iraq and Afghanistan," focusing on the mission and performance of Blackwater USA and its affiliated companies 02 October, 2007 on Capitol Hill in Washington, DC. AFP PHOTO / TIM SLOAN

في تقريرين فاضحين على يومين متتالين كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية أسباب استعانة ولي عهد أبوظبي بشركة “بلاك ووتر” في تنفيذ العمليات القذرة ضد الشعب الإماراتي وضد دولة قطر وفي اتجاه غزوها.

وقالت لوموند في أحدث تقاريرها إن “ابن زايد” يستعين بـ”بلاك ووتر” لمنع أي ثورة بالإمارات، كما أن مؤسس بلاك ووتر خطط لغزو قطر بتكليف من الإمارات.

وكشفت لوموند الفرنسية أنه في عام 2010 اختار إريك برنس رئيس شركة بلاك ووتر الأمريكية للخدمات الأمنية، الإقامة في الإمارات، وأنشأ قوة لحساب ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد قوامها 800 مقاتل أجنبي هدفها قمع أي ثورة داخلية.

وأوضحت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية منذ تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1989 قامت بعملية خصخصة ضخمة للمهمات اللوجستية والثانوية للجيش الأمريكي، حيث أوكلتها لشركات عسكرية خاصة، وكان لـ”بلاك ووتر” الحظ الأوفر منها.

وأضافت أن الفرق بين هؤلاء المتعاقدين والمرتزقة أنهم يستخدمون من طرف شركات عسكرية خاصة كمساعدين، أو متعاقدين من الباطن لتولي مهام عسكرية، وقد برز دور هؤلاء في الأزمات والصراعات التي شهدها العالم منذ العقد الأول من القرن الحالي وبلغ سوقها قرابة 200 مليار دولار.

سمعة ملطخة

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن “بلاك ووتر” ذات صيت شائع في العراق، حيث اتخذت منه مختبرا لتجريب خدماتها الأمنية وعملياتها القذرة، وتلطخت سمعتها هناك، خصوصا بعد إطلاق عناصر تابعين لها النار في سبتمبر 2007 على مدنيين في بغداد ما أسفر عن مقتل 17 منهم.

وفي 2009 سعت إلى التخلص من السمعة الملطخة بتغيير الاسم، لتصبح “كسيسرفيسز” لكنها ما لبثت أن غيرته من جديد في العام التالي ليبقى اسمها حتى الآن “أكاديمي”.

ووظفت “أكايديمي” في 7 سنوات بنهاية 2016 نحو 43 ألف عنصر في الشرق الأوسط، ثلثاهم في العراق وأفغانستان تحت إمرة وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون.

وما زال الجيش الأمريكي يعتمد على أعداد كبيرة من هؤلاء المقاولين رغم تحفظ بعض الخبراء الأمريكيين على ذلك، إذ يؤكد مكتب الميزانية التابع للكونجرس الأمريكي أن تكاليف الشركات الخاصة مماثلة لتكاليف الوحدات العسكرية لأداء المهام والوظائف نفسها، ويوجد في الوقت الحالي لدى الولايات المتحدة الأمريكية 26 ألف مقاول في أفغانستان، منهم 9500 أمريكي، مقابل 11 ألف و400 جندي.

ونشرت لوموند رسميا بيانا مدعما بخرائط تظهر مناطق تواجد أكاديمي حول العالم، يظهر منه أن هذه الشركة العسكرية الخاصة موجودة في أربعين بلدا، من بينها جل دول الشرق الأوسط وشرق إفريقيا وبعض الدول الأوروبية والآسيوية الأخرى، وأنها حصلت على 1.8 مليار دولار من العقود الحكومية.

غزو قطر

وفي سياق مواز، كشف نائب رئيس مجلس الوزراء القطري السابق عبدالله بن حمد العطية، في وقت سابق، عن خطة تمولها الإمارات لغزو بلاده بمرتزقة شركة بلاك ووتر الأمريكية، مشيرا إلى أن الخطة لم تتلق بعد الضوء الأخضر من قبل واشنطن ليتم تنفيذها.

وذكر نائب رئيس مجلس الوزراء القطري السابق لصحيفة «ABC» الإسبانية، أن الآلاف من الجنود المرتزقة من شركة بلاك ووتر، التي غيرت اسمها إلى شركة أكاديمي، يخضعون لتدريبات في دولة الإمارات بهدف غزو قطر، لكن لم تحظ هذه الخطط بالدعم اللازم من قبل البيت الأبيض وتم التخلي عنها.

ظهر اسم ايريك برنس من جديد في مجلة فانيتي فير، حيث قالت إن برنس يعمل لصالح وكالة المخابرات المركزية، ويستخرج المعادن النادرة من أفغانستان، وقالت الصحيفة الإسبانية عن مشروع بتمويل من الإمارات لغزو قطر من قبل جيش الخاص يدربه برنس لهذه المهمة.

اعتقالات الرياض

وأواخر العام الماضي، كشفت مصادر مطلعة أن مرتزقة بلاك ووتر يعتمد عليهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في حملة اعتقالات الأمراء بالمملكة، وغالبيتهم من الجنسية الكولومبية، وسبق لهم أن شاركوا في معارك ضد العصابات اليسارية وكارتيلات المخدرات هناك، وأن أعدادهم تتراوح بين 500 و1000 شخص.

وأضافت المصادر أن هؤلاء المرتزقة يتقاضون رواتب قليلة بالنسبة لنظرائهم من الجنسيات الأخرى، وهو ما يجعلهم مفضلين بالنسبة لمحمد بن سلمان، حيث يعيشون في مبان منفصلة عن الجنود السعوديين وتعهد إليهم مهمات الاعتقال والإيقاف السريعة ضد الأمراء ذوي النفوذ والأتباع، كما أنهم يستخدمون لتخويف الآخرين الذين لم يُعتقلوا بعد.