جولات “السيسي” الخارجية.. صفر في الجدوى الاقتصادية وهدفها تسويق نفسه

- ‎فيتقارير

كتب أحمدي البنهاوي:

لا يعبأ عبدالفتاح السيسي وفريقه بمحتوى الجولات الدولية للدول الإفريقية والأسيوية، أو يدور فيها من اجتماعات وهو ما اتضح في جولة (السيلفي) في اجتماع البريكس التي سقط عباس كامل في غرامها من جميع الاتجاهات، غير منتبه لما يقوله رئيس مكتبه، ويأمل من حضوره شرعية يفتقد إليها، لا سيما أنه مقبل على "انتخابات" رئاسية جديدة، وتجعل منه الوحيد القادر على التواصل مع العالم الخارجي وتعويض الخسائر التى مني بها الوطن خلال الفترة الماضية بسبب الإجراءات الاقتصادية القاسية على الشعب، وهذا ما يأتي بالتزامن مع انتشار الدعايات الخاصة بعدم وجود البديل المناسب للسيسي في منصب الرئاسة، تلك النغمة التى لطالما كان يتم ترديدها أيام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وكأن مصر قد خلت من الأشخاص المناسبين لتولي ذلك المنصب.

وتوقع المراقبون أن تشهد الفترة المقبلة العديد من الزيارات الخارجية والتحركات المدروسة من قبل النظام وشركائه الإقليميين والدوليين من أجل تهيئة الأجواء للانتخابات الرئاسية المقبلة، وإقناع الرأي العام الداخلي، بعكس الواقع، خاصة أن الفترة الماضية قد شهدت تزايدًا غير مسبوق في حالة السخط لدى الرأي العام ضد النظام وسياساته الاقتصادية التى تحملهم المزيد من الأعباء التى لم يعد لهم طائل بها.

رشح الزيارات
لم يرشح عن زيارات السيسي الأخيرة ومنها لأربعة دول إفريقية وأسيويا إلى فيتنام والصين الكثير، سوى اتفاقيتين مرتبطتين ومذكرة التفاهم الأولى اتفاق تعاون أمني بين وزارة "داخلية" الانقلاب ووزارة الأمن العام الصينية، رأى مراقبون أن تسليم الطلاب الإيجور المسلمين بالأزهر الشريف واعتقال آخرين بالقاهرة جزء من الالتزامات السيسية، وكان الالتزام الصيني الاتفاقية الثانية للتعاون الاقتصادي والفني بشأن تخصيص الصين منحة قدرها 300 مليون يوان (نحو 46.15 مليون دولار) لتنفيذ مشروع القمر الصناعي (مصر سات 2).

وطنطن إعلام الانقلاب لما قال إنه مذكرة تفاهم وتعني استلام عروض أسعار الشركات الصينية لتنفيذ مشروع قطار كهربائي الذي سيربط مدينة السلام بالعاشر من رمضان وبلبيس، وهي المذكرة التي وقعتها وزارة النقل في "حكومة" الانقلاب عشرات المرات خلال السنوات الأربع الماضية، منذ شروع السفيه السيسي في مشروع العاصمة الإدارية الجديدة.

ترويج سياسي
وأوقفت الصين بشكل شبه كامل تمويلها ل"العاصمة الإدارية الجديدة" بسبب الحالة الاقتصادية السيئة في مصر، وعدم وجود جدوى اقتصادية حقيقية لتلك المدينة التى تكلف مليارات الجنيهات علي خزينة الدولة من غير أن يكون هناك عائد اقتصادي لتلك المدينة تماماً مثلما كان الحال عندما تم عمل قناة السويس الجديدة التي لم تنجح حتى الآن في استرداد التكلفة الكبيرة التي تم انفاقها عليها.

رغم ترويج الانقلاب أن زيارة الصين ضمن اجتماع قمة "البريكس" التى يتحدث عنها البعض بأنها من أجل تمويل العاصمة الإدارية الجديدة، وإثبات جدارة مصر على المستوى الاقتصادي.

سيناريو الخديعة
وتوقع المراقبون أن يقود النظام سيناريو تزوير الانتخابات الرئاسية أو تصميم تمثيلية لإقناع الرأي العام والمجتمع الدولي باستمرار التأييد الشعبي الكبير للسيسي ونظامه، وهذا ما يتم الاستعداد له منذ فترة من خلال حجب المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام المعارضة للنظام حتى ولو بقدر ضئيل حتى يعجزوا عن نقل صورة حقيقية لما يحدث في مصر، ولكن الراصدون يرون أن محاولات إظهار النظام بأنه يواجه الإرهاب ويسعى إلى الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، لم تعد تجدي، إذ باتت فئات عديدة من مؤيدي النظام في السابق تؤمن بأن هذه السياسة إنما هي من صنع النظام نفسه من أجل تبرير عمليات القمع والاستبداد التى يلجأ إليها لتكميم الأفواه ومنع الشعب من المشاركة في أي حراك مستقبلي.

إن النظام في مأزق حقيقي قبل الانتخابات الرئاسية، لأنه ليس أمامه الكثير من الخيارات، باستثناء خيار تكميم الأفواه وفرض الأمر الواقع على الجميع.