“حاجة غريبة”.. رحلة العجلة من عبد الحليم حافظ إلى السيسي

- ‎فيأخبار

كتب- سيد توكل:

 

"علشان إحنا مع بعضينا.. ولأول مرة لوحدينا.. و لاحدش بيبص علينا.. غير فرحة قلبنا و عنينا" تلك الكلمات كان يغازل بها المطرب عبد الحليم حافظ إحدى الفنانات أمامه على العجلة، إلا أن رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي "لطش" الكلمات والعجلة من المطرب ليغازل طلبة كلية الشرطة، ومن قبل طلبة الكلية الحربية ليظل تحت حمايتهم ويظل انقلابه قائماً بعدما عزله الفشل وغلاء الأسعار وتدهور المعيشة عن المصريين.

 

وبرزت صور قائد الانقلاب السيسي، وهو يقود العجلة يوم الجمعة الماضي، وتداولها المتفاعلون بسخرية، ويظهر السيسي في إحدى الصور متجولاً بالدراجة مع طلبة "كلية الشرطة"، ويشاركهم في تدريباتهم. وتبعتها صور أخرى، وهو يتناول طعام الإفطار معهم.

 

أم نياظي تعلق

 

وعلّق محمد الحوفي على الصور قائلاً "ما بتزورش كلية التجارة ليه يا ريس عشان تطمئن على مستوى سواقين التاكسي والتكاتك والميكروباصات المستقبليين وكلية آداب عشان تطمئن على مستوى النقاشين المستقبلي؟".

 

وغرّد إبراهيم ساخرًا من عدم احترام السيسي لشعار الكلية "#الكلية_الحربية مصنع العَجل". أما أم نياظي فكتبت "وتجدر الإشارة أن طلبة الكلية الحربية اللي فاجأهم السيسي بزيارة الفجر إجازتهم الجمعة".

وقالت مي فاروق "بعد ما نخلص الفطار هيتبقى شوية فتافيت في الطباق.. أنا عايزهم عشان مصر".

 

وتناول مصطفى الموضوع من زاوية مختلفة، مغرداً "كانت حلم بس مش لينا الحلم ده لناس معينة".

 

وعلقت روكا خليل "كمية فارينة غير مسبوقة في الكومنتات ما هذا يا إلهي؟ ما هذا اليع! ما هذا القرف؟ والله لو مصر تعيش ازدهار اقتصادي لا فقر لا جهل لا غلاء معيشة يعني مقبول نوعا ما تشكر الحاكم أما هو معيشك قرف وفقر وهم وجوع وجهل وأنت تشكره لماااااااذا".

 

وكتب حسنين خالد منشوراً طويلاً على "فيسبوك"، عدّد فيها صفات السيسي من وجهة نظره، وقال "هو آخر ديكتاتور عسكري في مصر، وله مجموعة من الصفات".

 

غيبوبة وفشل أمني

 

سياسيون ونشطاء أكدوا إن توجُّه السيسي إلى كلية الشرطة والكلية الحربية، وتجاهُل ما حدث للمسيحيين في سيناء، يؤكد أنه يعيش في غيبوبة شبه تامة، ويعبّر عن عدم اكتراثٍ بأرواح البشر "التي تزهق يوميًا على أيدي جماعات إرهابية يستغلها السيسي كمبرر يسوقه إلى دول العالم المختلفة، ليقنعهم بأن مصر تواجه إرهابًا من المحتمل أن يصل إليهم، من أجل ابتزازهم والحصول منهم على الدعم، سواء كان ماديًا أم سياسيًّا".

 

وتجاهُل السيسي حوادث الاعتداء المتكررة على أهالي سيناء، التي كان آخرها عندما قتلت مجموعة مسلحة، في مدينة العريش بشمال سيناء، مواطنًا مسيحيًا في أحد الأحياء، وهو ما أثار غضب المصريين. 

وأثارت زيارة السيسي، إلى مقر أكاديمية الشرطة في القاهرة الجديدة، غضب المصريين بسبب تجاهل تكرار قتل مواطنين في مدن محافظة شمال سيناء، في ظل ما وصفه سياسيون بـ"الفشل الأمني غير المسبوق".

 

"إن لم تُقاوم نِظامًا ستتكيف معه" 

 

تلك كانت قاعدة أرساها المفكر العربي مالك بن نبي، وبالرغم أننا أمام معركة صفرية طرفاها هُما حدا الصراع "الشعب و المؤسسة العسكرية" وليس من السهل أو المنطقي الحديث عن وقت قريب لسقوط الانقلاب، إلا أن تجارب التاريخ تتطلب من المصريين أن يقضوا أولاً على ثقافة الاستبداد والتسلُط التي يحيا بها الشعب قبل إسقاط "المستبد" نفسه.

 

يقول الناشط أبوبكر حامدي مشالي:" شعبنا -المُتدين بطبعه- قادر على إعادة إنتاج متسلط جديد بشتي الطرق، شعب "عبد المأمور" "أكل العيش" "امشي جنب الحيط" شعب مُهَيأ للتَكَيُّف تحت أي سلطة قمعية لأنه ليس مٌستعدًّا لدفع ثمن مقاومتها بعد أن تم خنقه في الزاوية وإنهاكِه كي لا تقوم له قائمة مرة أخرى".

 

مضيفًا: "لذلك طبيعي أن يكون ثبات الثوار في الميادين والأحرار في المُعتقلات عبئًا علي المجتمع الجبان الذي جعل من نفسه عصًا في يد العسكر يضرب بها علي يد خصومها بعد أن تعري جسده بالكامل".