حتى تكف عن نشر الفتنة والفساد.. دلالات تهديد وزير الدفاع التركي لأبو ظبي

- ‎فيعربي ودولي

يحمل التهديد التركي الجديد لدويلة الإمارات العبرية المتحدة دلالات غير خافية تؤكد أن حجم الصراع بين الطرفين وصل إلى مستويات تهدد الاستقرار في المنطقة؛ خصوصا وأن حكام الإمارات دأبوا على التدخل بثقهلم في شئون جميع الدول العربية دون استثناء؛ قادوا انقلابات عسكرية وأطاحوا بحكومات منتخبة ويدعمون مليشيات مسلحة لتقويض أي توجه نحو الديمقراطية في أي بلد عربي.

آخر هذه التهديدات هجوم وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الخميس 30 يوليو 2020، على الإمارات قائلاً إنه يجب عليها ألا تنشر الفتنة والفساد، كما دعا الوزير القاهرة إلى الابتعاد عن التصريحات التي لا تخدم السلام في ليبيا بل تؤجج الحرب فيها.

أكار قال في تصريحات لموقع "الجزيرة" الإخباري إن الإمارات أصبحت دولة "وظيفية" تخدم غيرها سياسياً أو عسكرياً ويتم استخدامها عن بُعد(في إشارة إلى الكيان الصهيوني)، كما أشار الوزير إلى أن أبوظبي ارتكبت أعمالاً ضارة في ليبيا وسوريا، مؤكداً أن أنقرة ستحاسبها في المكان والزمان المناسبين.

وحول الدعم التركي لحكومة الوفاق الليبية، كان أكار قد أوضح من قبل أن بلاده تقدم دعماً لقوات الحكومة الليبية الشرعية المعترف بها من قِبل الأمم المتحدة، مثل التدريب، والتعاون، والاستشارات، والدعم في المجال العسكري. وأشاد بالتدخل التركي الذي حال دون سقوط العاصمة طرابلس في يد مليشيات الجنرال خليفة حفتر المدعوم من الإمارات والسعودية ومصر.

ويتنامى الهدوء النسبي في ليبيا منذ التدخل التركي الذي غير موازيين القوى لصالح حكومة الوفاق المعترف بها دوليا ضد مليشيات حفتر الطامحة في السيطرة على الحكم وإقامة نسخة جديدة من الحكم العسكري على غرار انقلاب السيسي في مصر والتي تلقى نفورا واسعا على مستوى العالم، باستثناء ما تقدمه من خدمات ومصالح للكيان الصهيوني وأمريكا والغرب عموما.

وبحسب وزير الدفاع التركي فإن بلاده تبذل جهدها لجعل وقف إطلاق النار مستمراً، وبالتالي تأمين الاستقرار في ليبيا. مؤكداً أن بلاده تتعامل مع ليبيا من منطلق أن "ليبيا لليبيين"، لافتاً إلى أن "جميعنا نسعى من أجل ليبيا يسود فيها وقف إطلاق النار، والاستقرار الأمني، والسياسي، ووحدة الأراضي".

وكان موقع المونيتور قد نشر في مايو 2020م مقالا للكاتبة بينار تريمبلي، والذي حمل عنوان "الحرب البادرة لأردوغان مع السعودية والإمارات". ونقلت تريمبلي عن مصادر قولها إن صبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدأ ينفد تجاه كل من السعودية والإمارات. وقالت بينار في مقالها، إن "المناوشات الأخيرة بين تركيا وكل من الإمارات والسعودية تمت عبر وسائل الإعلام".

وبحسب المقال، فقد أعلنت المملكة العربية السعودية في منتصف إبريل أنها حجبت الوصول إلى وكالات الأنباء التركية التي تمولها الدولة بالإضافة إلى العديد من المواقع التركية الأخرى. وفي غضون أسبوع، تعذر الوصول إلى العديد من وكالات الأنباء السعودية والإماراتية في تركيا.

ونقل المونيتور عن رئيس جمعية الإعلام التركي العربي، طوران كيسلاكشي، قوله: "لم تكن تركيا تنوي فرض رقابة على وسائل الإعلام المدعومة من السعودية، فمعظم هذه المنافذ تعمل بموافقة ودعم حكومة حزب العدالة والتنمية. ولكن ما حدث كان ردة فعل".

يُشار إلى أن ميليشيات حفتر، بدعم من دول عربية وأوروبية، شنت عدواناً على طرابلس في 4 إبريل 2019، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار واسع، قبل أن يتكبد خسائر واسعة، وسط دعوات واسعة حالياً للحوار والحل السياسي للأزمة المتفاقمة منذ سنوات.

كما حقق مؤخراً الجيش الليبي انتصارات على تلك الميليشيات، أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية للعاصمة، ومدينتي ترهونة وبني وليد، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.