“حماس”: لا تراجع عن المصالحة وغزة لن تتمدد على حساب سيناء

- ‎فيعربي ودولي

أكد خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، أن تطبيق المصالحة يحتاج إلى قرار سياسي من حركة فتح ورئيس السلطة محمود عباس، وأنه لا تراجع للخلف في هذا الموضوع، مشددًا على رفض صفقة القرن والعمل على إفشالها، كاشفًا عن موقفٍ مصريٍ واضحٍ يرفض التخلي عن سيناء أو أراضي مصري، كما أكد أن غزة لا يمكن أن تقبل التمدد على أراضٍ عربية.

وقال خليل الحية في مقابلة مع فضائية الأقصى مساء الخميس، إن وفد حركته خرج إلى القاهرة حاملا هموم أبناء شعبنا في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الوفد بحث مع الأشقاء في مصر ملفات عدة.

وأضاف أن وفد حركته بحث في مصر الأوضاع الصعبة في غزة وملف المصالحة ومستجدات القضية الفلسطينية وملف أمن الحدود.

ونفى عضو المكتب السياسي الأنباء التي وصفتها بالشائعات حول احتجاز وفد الحركة في القاهرة، وقال إنها صدرت من خصوم للحركة ومصر.

وأضاف: عندما يخرج وفد قيادي من حماس إلى مصر، تخرج هذه الشائعة، والتي لا تصدر إلا من خصم لنا ولمصر، تسوءه هذه العلاقة.

وكما نفى منع مصر لرئيس المكتب السياسي من الخروج بجولة للعواصم العربية، وأكد أنه لم يكن هناك على جدول الأعمال أي جولة لرئيس مكتب حماس السياسي.

هدفان لزيارة مصر

وأكد الحية أن هناك هدفين للزيارة، أولها اللقاءات مع المسؤوليين المصريين لمناقشة المصالحة والملفات الأخرى، والهدف الثاني هو لقاء رئيس المكتب السياسي بعض قيادات الحركة في الخارج ومسؤولي ملفاتها لدفعها للامام.

وأشار إلى أن حركته التقت شخصيات مصرية وإعلاميين، والمسؤولين في جهاز المخابرات العامة المكلفين بالملف الفلسطيني، وأكد أنهم في حماس شعروا بحسن الاستقبال والتأمين ذهابا وإيابا.

ووجه الحية الشكر لمصر، على كل ما قدموه في هذه الزيارة، كما توقع أن يكون هناك زيارات لاحقة.

وأكد أن علاقة حماس بمصر لم تتأثر بعد تغيير قيادة المخابرات المصرية، وقال: نحن نتعامل مع الدولة المصرية، والسياسة واحدة مقرة من الجهات السيادية بدءا من الرئاسة المصرية وما دونها.

وأشار إلى أنهم وجدوا خلال زيارتهم أن “الإخوة في مصر” يتابعون الأمور في غزة من فقر وبطالة ورواتب متدنية وأوضاع قطاع غزة والإشكالات فيه.

وقال: إن “استمرار سوء الوضع في غزة فستنفجر في وجوه المحاصرين وعلى رأسهم الاحتلال”

وأكد الحية تبنى “حماس” ودعمها مسيرة العودة، وقال: “سنكون جزءًا منها”.

دخول البضائع

وحول دخول بضائع من مصر إلى غزة عبر بوابة صلاح الدين، أوضح الحية أن هناك بضائع كانت محتجزة منذ نوفمبر الماضي، والسلطة الفلسطينية عطلت دخولها عبر معبر رفح، وطالبت بدخولها عبر معابر الاحتلال، ونحن طالبنا الأخوة في مصر إدخالها من بوابة صلاح الدين.

وأضاف: نحن ومصر نريد أن تدخل هذه البضائع عبر معبر رفح، لا يعقل أن تدخل هذه البضائع من مصر للاحتلال ومن ثم إلى غزة.

وعما إذا كان ذلك سيستمر بشكل دائم، قال: إن دخول البضائع من بوابة صلاح الدين، كان حالة طارئة أمام تعنت السلطة؛ فجرى الاتفاق على دخولها بهذا الشكل، حيث لا نقبل أن تدخل البضائع من مصر للاحتلال ومن ثم لغزة، مشددًا على ضرورة أن تدخل البضائع عبر معبر رفح بعيدًا عن الاحتلال.

مصر وأزمات غزة

وفي موضوع الأزمات المتعددة في قطاع غزة، أوضح عضو مكتب حماس السياسي أنهم استمعوا من المصريين وعلى رأسهم اللواء عباس كامل بشكل واضح لشعور إنساني أخوي عروبي لانتماء الإخوة في مصر للروح الإنسانية في مصر.

وأضاف أنهم استمعوا إلى تصميم من مصر أن يكونوا جزءًا من التسهيل لإدخال البضائع، وكذلك إحداث تحسينات في معبر رفح.

وأشار إلى أنهم أيضا استمعوا إلى أن مصر طالبت السلطة بدراسة آليات فتح معبر رفح، موضحا أن مصر وعدت بإيجاد آليات للتغلب على الأوضاع الأمنية الصعبة في سيناء؛ بحيث يكون الاستثناء هو الإغلاق.

وأردف قائلا: استمعنا لتوجه لزيادة كهرباء غزة، واستمعنا لوعودات بتخفيفات في الأزمات كافة.

التمكين!

وحول مصطلح التمكين الذي طالما تنادي به حكومة رامي الحمد الله، قال إنه مصطلح مضحك وفضفاض ولا حدود له، وأنا قلت لبعض الوزراء ماذا تعنون بالتمكين.

وأضاف: التمكين في شهر سبتمبر كان حل اللجنة الإدارية، ثم في شهر أكتوبر أصبح دخول الوزراء لوزارتهم، ثم تحدثوا عن المعابر واستلموها، ثم بدؤوا يتحدثون عن القضاء والجباية والأراضي.. ما الذي يمنع هؤلاء من ممارسة أعمالهم؟.

وأكد الحية أنه لا خيار أمام شعبنا إلا التوحد والتفاهم على قاعدة الشراكة وليس الإقصاء لنكون صفا واحدا في وجه المخاطر العظيمة التي يصبح معها كل شأن الحكومة أمرا ثانويا

المصالحة خيار استراتيجي لحماس

وأكد أن المصالحة خيار استراتيجيي لدى حماس، وهي ملتزمة بها.

كما أكد أن موضوع الحكومة، والأعمال الفنية، وتطبيق المصالحة، قطع شوطًا كبيرًا ولا مجال للتراجع للخلف، مشيرا إلى أن الأمور الفنية تحتاج إلى إرادة وقرار سياسي.

وضرب مثلا قائلا: اللجنة القانونية الإدارية الخاصة بالموظفين شارفت على الانتهاء وهم بحاجة إلى قرار، حدث تقدم في البعد الفني لكن يحتاج قرارا سياسيا.

ومضى يقول: المعيق هو القرار السياسي، والجباية نحن في حماس لسنا متمسكون بها، وموضوع الجباية أتفه من أن يوضع سببا معرقلا للاتفاق.

وأشار الحية إلى أن عدم دفع الحكومة سلف لموظفي غزة وفق اتفاق القاهرة، كان سببا في تأخر تسليم الجباية الداخلية، وكشف أن حركته اقترحت أن يوضع مبلغ الجباية الداخلية عند جهة محايدة وحال لم تقم الحكومة بتنفيذ الاتفاق يقام بدفع هذا المبلغ لموظفي غزة.

وأكد أنه لا مشكلة لدى حركة حماس بقدوم المجتمع الدولي ليكون شاهدا على تطبيق اتفاقيات المصالحة.

وجدد التأكيد أن سلاح المقاومة مخصص لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وغير مطروح للنقاش على طاولة المصالحة.

وطالب الحكومة بعدم الدخول في مساجلة مع حماس، مبيناً أن الذي صنع اتفاق المصالحة حركتا فتح وحماس، وأن الحكومة أداة من أدوات الشعب الفلسطيني لتطبيق هذا الاتفاق.

ودعا الحية الحكومة إلى أن تقوم بواجبها كاملاً في غزة، وإلا فلابد من البحث عن حكومة أخرى.

وأوضح الحية أن لقاء قيادة حركة حماس مع تيار دحلان في القاهرة بحث أزمات قطاع غزة والمخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، مؤكداً أن القضية الفلسطينية بحاجة لتكاتف الجميع.

صفقة القرن

وحول صفقة القرن، قال إنه لا يوجد تصور أو معلومات واضحة، ولكن هناك معطيات أنها تسعى لإعادة تفكيك المنطقة وتركيبها من جديد، والخاسر الأكبر منها هي القضية الفلسطينية.

وأشار عضو المكتب السياسي لحركة حماس إلى أن بعض ملامحها (الصفقة) هو إعلان ترمب القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارته إلى القدس في ذكرى النكبة، والحديث عن حل للقضية على حساب أراضي عربية أخرى.

وأكد أن حركته أبلغت مصر رفضها ذلك بشكل مطلق، وأن حركته ترفض التوطين والوطن البديل، والتمدد على حساب أراضي دولة عربية أخرى، كما عبر عن رفض حماس أن تتمدد غزة على حساب أراضي سيناء، مؤكدا أن تمددها الطبيعي هو مع أراضينا المحتلة عام 48.

وكشف أن وفد حماس استمع بشكل واضح من اللواء عباس كامل رفض مصر التنازل عن سيناء أو أي أرض مصرية لأي طرف من الأطراف، وقال: هذا يطمئننا ويزيدنا إصرارا على رفض هذه الصفقة.

العلاقات الخارجية

وأكد الحية حرص حركة حماس على إقامة علاقات متوازنة مع مكونات الأمة كافة، مشدداً على أنها لا تقيم علاقة مع طرف ضد آخر.

وأعرب عن شكر حركة حماس والشعب الفلسطيني لجميع الدول التي تدعمه، مبيناً أن القضية الفلسطينية تمر في مرحلة حساسة وبحاجة إلى دعم الجميع.