“داعش” يلتحق بمليشيات الأسد في سوريا.. متى يفضحون السيسي؟

- ‎فيتقارير

عاد الدرّ إلى معدنه وعادت الصنيعة إلى حضن صانعها، وكشف الدبلوماسي الإيراني السابق أمير موسوي، اليوم الأحد، عن أن بعض أسرى تنظيم “داعش” الإرهابي التحقوا بمليشيات الأسد الطائفية وشاركوا في المعارك التي تخوضها ضد الشعب السوري.

وأوضح موسوي، في حوار مع قناة “الميادين” الممولة من إيران، أن “هؤلاء العناصر الذين جرى أسرهم في سوريا، التحقوا بقوات النظام بعدما فهموا أخطاءهم”، على حد وصفه.

إدارة الإرهاب!

وكشف موسوي عن أن “علي خامنئي” أوصى بـ”إصلاح أسرى داعش، والجماعات المحاربة ضد الحرس الثوري الإيراني، والمجموعات المقاتلة باسم إيران في المنطقة، بدل قتلهم”!.

وأضاف “بعض أسرى داعش من الشباب السوري التحقوا بصفوف الجيش السوري للتكفير عن خطاياهم وشاركوا في تحرير دير الزور”، منوها إلى أن نظام الأسد “استفاد من هؤلاء في السيطرة على الأراضي السورية”، وفي هزيمة ما وصفها بـ”القوات التكفيرية الأخرى”.

يشار إلى أن نظام الأسد والمليشيات الإيرانية عقدت عدة اتفاقات مع داعش، وعملت على نقل عناصره إلى مناطق أخرى في سوريا، لا سيما ممن كانوا في جنوب دمشق، ونقلهم منتصف عام 2018 إلى ريف السويداء الشرقي ليرتكبوا عدة مجازر في المنطقة، إضافة إلى اتفاق عقدته مع التنظيم في حوض اليرموك بريف درعا الغربي، عقب سيطرتها على المنطقة نهاية العام 2018 أيضًا.

ويرى الخبراء أن ظهور داعش في سيناء كان سببا استخدمه جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي للإطاحة بكل شركائه في الانقلاب العسكري، حيث تسبب الفشل في إنجاز العملية العسكرية بإقالة وزير الدفاع صدقي صبحي، بالإضافة إلى قائد الجيش الموحد في سيناء أسامة عسكر، ومن قبله أحمد وصفي، كما استغل السيسي عملية الواحات التي قام بها داعش ضد قوات الشرطة، في إقالة رئيس هيئة الأركان محمود حجازي، وبعده تم إقالة رئيس المخابرات العسكرية.

ورغم أكثر من عام على العملية العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة المصرية في سيناء، إلا أن العمليات الأخرى التي شهدتها ضواحي العريش ضد ضباط وجنود الجيش المصري، تشير إلى أن العملية ذات الأهداف الغامضة، لم تحقق ما يروجه إعلام العسكر، بأن قوات الجيش والشرطة استطاعت تحقيق الأهداف التي وضعوها بالتصدي لتنظيم ولاية سيناء.

ورغم أن العملية التي بدأت في 9 فبراير 2018 كان محددا لها ثلاثة أشهر، إلا أنها تجاوزت هذه المدة بعامين، وما زال تاريخ نهايتها غامضا مثل أهدافها، في ظل تضارب المعلومات التي تخرج عن القوات المسلحة بياناتها الرسمية، بينما الوضع على أرض الواقع يؤكد عكس البيانات، رغم حالة التعتيم الإعلامي المقصود من سلطات الانقلاب.

عش الدبابير!

وكانت تقارير وتحليلات صدرت على موقع “الحرية والعدالة” منذ بداية ظهور داعش، تؤكد أن وراء التنظيم عملية مخابراتية، وهو ما أكده بعد ذلك إدوارد سنودن، الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي، عندما كشف عن أن معهد الاستخبارات والمهمات الخاصة وبالتعاون مع الاستخبارات البريطانية “إم آي 6″، والموساد، ووكالة الأمن القومي الأمريكي مهدوا لظهور تنظيم داعش الإرهابي.

وكشفت وثائق نشرها موقع “ذي إنترسيبت” عن تسريبات تؤكد تعاون أجهزة مخابرات الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الاسرائيلي لخلق تنظيم إرهابي قادر على استقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد في عملية يرمز لها بـ”عش الدبابير”.

وأظهرت الوثائق المسربة من وكالة الأمن القومي أن الوكالة قامت بتنفيذ خطة بريطانية قديمة تعرف بـ“عش الدبابير” لحماية الكيان الاسرائيلي، تقضي بإنشاء دين شعاراته “إسلامية” يتكون من مجموعة من الأحكام المتطرفة التي ترفض أي فكر آخر أو أي منافس له .

كما كشفت التسريبات عن أن المدعو “أبو بكر البغدادي”، متزعم تنظيم داعش الإرهابي والذي قتلته القوات الأمريكية، خضع لدورة مكثفة استمرت لمدة عام كامل وقام بتدريبات عسكرية على أيدي عناصر في الموساد، بالإضافة إلى تلقيه دورات في فن الخطابة ودروسا في علم اللاهوت.

ووفق “وثائق سنودن”، فإن الحل الوحيد لحماية الكيان الإسرائيلي كان في خلق عدو قريب منه، لكن سلاحه يكون موجهًا نحو الدول الإسلامية الرافضة لوجوده.

وكشف “قيادي كبير” في تنظيم “داعش”، من خلال اعترافات أدلى بها لصحيفة الغارديان البريطانية، عن دور مخابرات الأسد في صناعة التنظيم منذ انطلاقة الثورة السورية، ودفع السوريين إلى الانخراط في صفوفه، إضافة إلى الأدوار التي لعبتها الولايات المتحدة والعراق في ذلك.

سجين بوكا!

وقال الكاتب في الغارديان البريطانية، مارتن جولوف، وفقا لما ترجمة المركز الصحفي السوري، إن أحد كبار القادة في تنظيم داعش كشف، كيف أسهمت أمريكا والعراق في تكوين تنظيم الدولة، حيث يقول جولوف “في صيف ٢٠٠٤، اقتاد الجنود شابا جهاديا مكبلا بالقيود إلى داخل أسوار سجن بوكا جنوب العراق.

لقد كان متوترًا عندما اقتاده جنود أمريكيون عبر ثلاث بنايات ومن ثم عبر دهاليز مليئة بالأسلاك ليصل إلى ساحة مفتوحة مليئة، بسجناء يرتدون زي السجن ذي الألوان الصارخة، ينظرون إليه بحذر وأعينهم تراقب تحركاته”.

هذا ما قاله لي عند مقابلته الشهر الماضي: “لقد تعرفت على بعضهم فورًا، كنت خائفا من سجن بوكا، وبقيت أفكر فيه وأنا في الطائرة، ولكنه كان أحسن مما توقعته”.

وحول هوية القيادي، قال جولف، إن القيادي أعطاني الاسم الحركي “أبو أحمد”، ودخل إلى سجن بوكا كشاب في العقد الماضي؛ لكنه الآن قيادي كبير في داعش، لقد حصل على رتبة رفيعة مع زملائه الذين قضوا السجن معه، إن قصته لا تختلف كثيرا عن السجناء الآخرين الذين قبض عليهم الأمريكيون في المدن والقرى العراقية، ثم نقلوهم بالطائرات إلى سجن مجهول في الصحراء الذي ساعد في تكوين أسطورة الوجود الأمريكي في العراق.

يقول “أبو أحمد”: “كان السجناء يرتعدون خوفا من سجن بوكا، ولكن سرعان ما عرفوا أنه ليس سيئا للغاية، حيث إنه كان الفرصة الذهبية التي وفرها لهم السجن تحت قيادة الجيش الأمريكي، لم يكن باستطاعتنا أن نجتمع في بغداد أو في أي مكان آخر بهذه الطريقة”.

ويضيف “لقد كنا آمنين هنا في السجن. الأوضاع خطرة للغاية خارج أسوار السجن ولكننا هنا على بعد بضعة أمتار من القيادة الرئيسية للقاعدة”.