دراسة: الصهاينة يخشون من الإطاحة بالسيسي وزعزعة استقرار الانقلاب

- ‎فيتقارير

قالت دراسة لمركز "المسار للدراسات الإنسانية" إن الصهاينة يتخوفون من أن يكون للصعوبات الإستراتيجية التي تواجهها مصر مخاطر على نظام السيسي. وركزت الدراسة على سلسلة من التطورات السلبية، على مدارات (الاقتصادية وسد النهضة والإدارة الأمريكية الجديدة) قد يكون لها تأثير كبير على الوضع الإستراتيجي والاقتصادي والاجتماعي في مصر.

مخاوف متصاعدة

وقالت الدراسة التي جاءت بعنوان: "المخاوف الإسرائيلية على استقرار نظام السيسي بمصر.. ودورها في مساندته ": «إنه رغم سيطرة نظام السيسي على مقاليد الأمور بمصر حاليا، فإن المخاوف تنبع من التأثير التراكمي لهذه الصعوبات، وهو ما قد يؤدي لإمكانية متزايدة لزعزعة نظام السيسي في المستقبل، يضاف لذلك احتمالية تصاعد الخلاف مع الإدارة الأمريكية القادمة، وتصعيد الخلافات بين مصر وتركيا من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، الأمر الذي يمكن أن يؤدي لخلق تأثير تعبوي شعبي يستفيد منه النظام، لكنه في نفس الوقت يضعه في مواجهة صعوبات بعيدة المدى على المستوى الاستراتيجي».
وأضافت الدراسة أن «مشكلات منها الفقر والزيادة السكانية التي لا يستطيع النظام تلبية احتياجاتها، والفساد الحكومي المستشري، فإن قائمة الصعوبات المصرية (خاصة في جوانبها الاقتصادية) تشكل – وإن لم يكن في المدى القريب – على الأقل في المدى البعيد، تحديا لقدرة النظام الحفاظ على النظام الاجتماعي والاستقرار السياسي».

حليف السيسي الصهيوني

وتحت عنوان "ما الذي يمكن لإسرائيل أن تفعله لمساعدة النظام المصري؟"، قال معد الدراسة، الدكتور أحمد الجندي، أستاذ الدراسات اليهودية والصهيونية، وهو يكتب عن المخاوف الصهيونية على استقرار النظام بمصر، وكيف تساهم في مساندته. «أن ما تقوم به "إسرائيل" حفاظا على حليفها الاستراتيجي في مصر، خاصة وأن استقرار نظام السيسي يعد مصلحة وطنية حيوية للكيان الصهيوني؛ موضحة أن التغييرات الخطيرة في مصر قد تؤدي إلى تغيير بعيد المدى في الأولويات القومية الإسرائيلية، وفي الانتشار الأمني والسياسي لإسرائيل، بل حتى في أنماط حياة الإسرائيليين وقدرتهم على البقاء في بيئة معادية. لكن من وجهة نظر خبراء إسرائيليين، فإن ما يمكن لإسرائيل أن تفعله لمعالجة – ولو جزئية – الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والحكومية والاستراتيجية لدولة يبلغ عدد سكانها مائة مليون نسمة، يفوق قدرات إسرائيل ومدى نفوذها».

كيفية المساندة

ولفت الباحث إلى تحليلات صهيونية تشير إلى عدد من الخطوات يمكن للكيان الصهيوني القيام بها من أجل استقرار نظام السيسي في مصر؛ وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي والعلاقة مع الإدارة الأمريكية الجديدة، يرى محللون أنه يجب على "إسرائيل" تعزيز الجهود مع الإدارة الأمريكية والكونجرس، لضمان استمرار الالتزام الاستراتيجي بالاستقرار في مصر (من خلال حزم المساعدات، بل كذلك تشجيع الاستثمار)، مع ضرورة استماع نظام السيسي للانتقادات المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان، لكن يجب أن تعرف الحكومة الأمريكية أن بديل نظام السيسي سيكون حالة من الفوضى، أو إقامة نظام إسلامي أخطر بكثير. وأضافت الدراسة أن الكيان سيحاول المساعدة لا شك في ذلك، وأن تدخلها من جانب أن "تتفهم واشنطن أن المساعدات الصينية لمصر، مثل استثماراتها في العاصمة الإدارية الجديدة مهمة لاستقرار النظام، وأن واشنطن ينبغي ألا تنظر إلى كل استثمار صيني في منطقتنا من منظور صفري".

دافع التدخل

ومن ابرز الدوافع التي المحت لها الدراسة ما يتعلق بالوضع التركي في ليبيا وغاز شرق المتوسط، حيث يرى الخبراء الصهاينة أنه على الإدارة الأمريكية كذلك (من خلال أعضاء الكونجرس الرئيسيين، وبمساعدة الجاليات ذات الأصل اليوناني في الولايات المتحدة المهتمين بمكافحة الهيمنة التركية) أن تتنبه إلى حجم المخاطر التي يتسبب بها أردوغان وحكومة الوفاق الوطني الليبية لمصر ولإسرائيل وللمصالح الأمريكية. ومحاولة دفع تركيا للتنازل عن مطالباتها المتعلقة بالمياه الإقليمية في شرق المتوسط.
وأشارت إلى أن رؤيتهم تعتمد على التنسيق بقوة مع دول شرق المتوسط، مع التركيز على اليونان وقبرص، لتقديم موقف موحد أمام الاتحاد الأوروبي الذي عبر عن أن الخرائط التي وضعت ضمن الاتفاق بين أردوغان وحكومة الوفاق الليبية لا أساس واقعي لها. وأضافت أنه في نفس الوقت إثارة قضية خطورة الهيمنة التركية في اتصالات إسرائيل مع دول الخليج الرئيسية (التي تعرف ذلك بدورها بالطبع).

مساندة في أزمة المياه

وعن أزمة مصر في سد النهضة، أشارت الدراسة إلى أن الصهاينة يرون إمكانية تقديم مساهمة كبيرة لمصر في كل ما يتعلق بالإدارة الذكية لاقتصاد المياه، في ظل أضرار محتملة بسبب سد النهضة، خاصة وأن إسرائيل صاحبة تجربة فريدة ورائدة في هذا المجال على مستوى العالم. وأشار إلى أن رؤية الخبراء الصهاينة تتبلور في أن "مصلحة إسرائيل هي في دعم نظام السيسي"، وأن هذه العبارة لا يختلف عليها صهيونيان كثيراً في القدس، التي اعترف ترمب بها عاصمة للصهاينة، فقد بات الوجود الفلسطيني في المدينة رمزياً، حيث لا يتاح للفلسطينيين العيش والبناء سوى في نحو 9.5 كيلومتر مربع، تشكل 13% من مساحة شرقي القدس الشرقية البالغة قرابة 72 كيلومترا، و7.5% من مساحة شطري القدس البالغة نحو 126 كيلومترا مربعا.
وأضافت أن المتابعين عليهم إدارك "إلى أي حد أصبحت "إسرائيل" تريد استقرار هذا النظام، لأن بقاءه يحقق مصالحها. واستدركت أن المفارقة في غالبية المحللين الصهاينة الذين لم يتوقفوا يوما عن استخدام كلمة الانقلاب في وصفهم لما حدث في مصر في 2013، والمفارقة الأخرى أن "إسرائيل" مع المطبعين العرب الجدد من حلفاء مصر الخليجيين يبحثون عن طرق تجارة بديلة تضر بالمصالح المصرية.