دلالات مشاركة سفيري السعودية والبحرين ومسئولين مصريين باحتفالية الصهاينة بالقاهرة

- ‎فيتقارير

توافقًا مع السياسات التي ترسم واقعًا جديدًا للمنطقة العربية من قبل أعداء الربيع العربي ، وعلى رأسهم عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، شارك عدد من المسئولين العرب في احتفالية الخيانة الصهيونية، على أرض النيل ، والتي جاءت مستهدفة ومعبرة عن مرحلة الخنوع العربي للصهاينة والأمريكان.

وعلى الرغم من أن إسرائيل لم تحتفل بتلك الذكرى المزعومة من قبل سوى في سفارتها بالقاهرة وفي السفارة البريطانية فقط، جاءت الاحتفالية مدشنة استراتيجية هندسة المنطقة العربية وفق الأجندة الصهيونية الأمريكية، التي نجحت إلى حد ما في صناعة أنظمة معادية لشعوبها وتاريخها وحضارتها ، تعمل من أجل الصهاينة أكثر مما تعمل من أجل شعوبها .

ومن تلك العاهات التي تصدم المواطن العربي ما صرح به ملك البحرين ومن قبله ولي العهد السعودي بأن لإسرائيل حق الأمن والأمان في “دولتهم” .. ومن قبلهم السيسي الذي تعهد عمليًا بحماية أمن الصهاينة ولو على حساب الأراضي المصرية في سيناء التي تقدم على طبق من ذهب للصهاينة لحل صراع المحتل مع الفلسطينيين ولتصفية القضية الفلسطينية من أساسها .

وبحسب مراقبين، فإن الاحتفال الذي دنس به السيسي الأرض المصرية جاء معبرًا عن شؤم مصير العرب في العهد الجديد، والذي يستلزم ثورة شاملة على كل الرؤوساء الخونة، وتجلت خيانات العرب بالمشاركة في احتفالية القاهرة، حيث أكد مصدر دبلوماسي غربي إن الحفل الذي أقامته سفارة الاحتلال الإسرائيلي بالقاهرة، مساء الثلاثاء الماضي، شهد حضور عدد من سفراء الدول العربية، جاء على رأسهم السفير السعودي الجديد لدى القاهرة أسامة نقلي، الذي وصل إلى مصر في ٢٥ إبريل الماضي، خلفًا للسفير أحمد القطان، حيث شوهد وهو يصافح السفير الإسرائيلي بالقاهرة ديفيد غوفرين، وجلس يتحدث معه لفترة طويلة، إضافة إلى سفير مملكة البحرين بالقاهرة الشيخ راشد بن عبد الرحمن آل خليفة.

وأكد مصدر صحفي – تحفّظ على ذكر اسمه – عدم حضور سفيري الجزائر ولبنان دون تأكيدات أخرى.

من ناحية أخرى نفى مسؤول كويتي – تصادف وجوده بالفندق الذي أقيم به الحفل، حيث كان يستعد لحضور اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب – حضور سفير الكويت لذلك الحفل. وكان الفندق ذاته يضم عددًا كبيرًا من وزراء الإعلام العرب والمسؤولين المشاركين في الدورة التاسعة والأربعين لوزراء الإعلام العرب.

وقال مصدر دبلوماسي مصري إن مندوبين من وزارة الخارجية المصرية ومندوبين من الاستخبارات العامة حضروا الحفل، نافيًا حضور أي من الشخصيات الإعلامية البارزة، حيث صدرت توجيهات بعدم حضور مثل هذه الشخصيات. وأكد المصدر في الوقت ذاته حضور سفيري السعودية والبحرين، مشيرًا إلى أن السفير السعودي تحدث إلى نظيره الإسرائيلي مدة طويلة.

وأجرت سفارة الاحتلال في مصر مراسم استقبال الثلاثاء الماضي بمناسبة ذكرى النكبة في فندق ريتز كارلتون في ميدان التحرير بالقاهرة. وحسب بيان السفارة المنشور على صفحتها على فيسبوك، فقد حضر المراسم لفيف من الدبلوماسيين ورجال الأعمال، وممثلون للحكومة المصرية.

وقال السفير دافيد غوفرين في الحفل “الشراكة المتينة بين مصر وإسرائيل تشكل قدوة ومثالاً لحلّ صراعات إقليمية ودولية في العالم أجمع حتى يومنا هذا. !!!

وأضاف السفير “نلاحظ التغيير في معاملة الدول العربية لإسرائيل: لا تعتبر عدوًا بل شريكًا في صياغة واقع جديد وأفضل في المنطقة، واقع يستند إلى الاستقرار والنمو الاقتصادي. وكان الاعتقاد يسود في الماضي أن التعاون في مجال معيّن يأتي بالضرورة لصالح طرف على حساب الطرف الثاني، ولكن مع مرور الوقت أدركنا أنها ليست بالضرورة “لعبة خاسرة”، بل وجدنا في أوجه التعاون المختلفة ثمارًا يربح منها الجميع. وتشكل اتفاقية الغاز التي تم التوقيع عليها مؤخرا والتي تخدم مصالح الطرفين دليلا على هذه الثمار. ويبقى الأمل أن تفتح الطريق أمام التعاون في مجالات أخرى.”

وشهدت علاقات مصر بالكيان الصهيوني تطورات وقفزات واسعة منذ الانقلاب العسكري، في 3 يوليو 2013، حتى وصل الأمر لتقديم السيسي سيناء خالصة لليهود بتفريغ أهلها من مدن العريش والشيخ زويد ورفح، والتي يهدف لتسليمهم للصهاينة ليقيموا عليها الدويلة الفلسطينية المنزوعة السلاح والفعالية ، لتفريغ الكيان الصهيوني من العنصر العربي، فيما يعرف بصفقة القرن التي قدمها السيسي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تعود على المنطقة العربية بكوارث سياسية واقتصادية وديموغرافية، وتصفي الحقوق التاريخية للفلسطينيين.