دواعش الديمقراطية وديمقراطية الدواعش

- ‎فيمقالات

في الوقت الذى اعتبر فيه كثيرون أن سقوط لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان التونسى راشد الغنوشى انتصاراً للديمقراطية التونسية الوليدة، وضربة موجعة لتيار الثورة المضادة، ومموليه في محور الشر، بعد انتكاسة جنرال الحرب في ليبيا خليفة حفتر. وبالرغم من أن 97 نائباً من أصل 133، صوتو مع سحب الثقة من الغنوشي، بينما صوّت 16 ضد سحب الثقة، وهناك 20صوتاً باطلاً، وكان المطلوب هو حصول اللائحة على 109 صوتاً لسحب الثقة، وهو مالم يتحقق وبالتالى تم إسقاط اللائحة. لم يشارك ثلث أعضاء البرلمان في التصويت، من كتلتي "حركة النهضة" (54 نائباً)، و"ائتلاف الكرامة" (19 نائباً)، في عملية التصويت، تجنباً للاحتكاك في مثل هذه الأجواء المشحونة.

ومع ذلك قالت عبير موسى عقب خروجها من الجلسة خائبة: "لو عنده (الغنوشى) ذَرّة كرامة ميطلعش سدة المجلس، فيه نواب طعنوا تونس وخانوها وباعوا القضية، وعملوا مسرحية على زملائهم وعملوا الورقة الدوارة". "بعد ما ورينا للعالم بشاعة تنظيم الإخوان وشيخ الإخوان.. كان فيه خيانة وفلوس لشراء الذمم والصفقات المشبوهة.. الغنوشى سقط سياسيًا ولا يمكن أن يترأس البرلمان إلا بالخيانة".

وصدقت وهى الكذوبة، كان في فلوس إماراتية لشراء الذمم، لكنها باءت بالفشل، أمام وعى الشعب التونسى!!

وقبل أيام قال عدد من النشطاء التونسيون، لمخبر أمن الدولة "أحمد موسى"، الذى لم يكف عن الحديث عن حركة النهضة وإسقاطها وطردها وإخراجها من تونس: "مشكلة مصر مع سد النهضة لا مع حركة النهضة"!

مغردة مصرية بكل وقاحة وداعشية، تفوقت على "عبير موسى" الممولة إمارتياً، وصاحبة فكرة لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان المنتخب، مع أن دولة الإمارات لم تسمع عن الديمقراطية والانتخابات والاختيار الحر، إلا من خلال اختيار أجمل معزة وأجمل ناقة، وتغريدات شرطى البارات والعاهرات، ضاحى خلفان!

كتبت المغردة بلهجة مصرية :"تجربة تونس انهاردة أكبر دليل علي فشل الديموقراطية في التخلص من الإخوان والإسلامجية. خروج الإخوان من أي بلد لازم يكون بالقوة والردع الشعبي المحمي بالجيش وقوة السلاح، غير كدا ضحك ع الدقون. أنا مش بقول الديموقراطية فاشلة ع العموم كدا اكيد لأ طبعاً انما بتكلم علي خلع الإخوان.. الإخوان مش فصيل سياسي دول تنظيم إرهابي دولي مسلح وممول اللي بيتكلموا علي زيادة وعي الناس للتخلص من الإخوان ياريت يقولنا شافها فين قبل كدا ونجحت دي؟ الناس اللي بتقول دا اختيار الشعب ويجب احترامه.. هو انتوا مش واخدين بالكوا من الأرقام ولا إيه؟ أمّال لو مكنش 85% من النواب وقعوا علي سحب الثقة؟! وبعدين ايه فكرة التعامل بطبطبة مع الإخوان دي؟ دول مالهمش غير الطرد وماينفعش تفاهم معاهم.. دول تنظيم إرهابي.. هنهرج؟".

ولقد ابتليت أمتنا العربية بأمثال هؤلاء من وكلاء المستعمر، حيث يقوم المرتزقة والمطبلاتية وأدعياء المدنية بتشويه سمعة كل شيء، وكل شخص من أجل أن تتساوى "الرؤوس"، فلا يُعرف فاسد من صالح، ومن قبل قال قوم لوط كما حكى القرآن ذلك عنهم: "أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ" سورة النمل (56).

المشكلة ليست في قوى الشر والفساد، التي تتعمد خلط الأوراق دفاعاً عن فسادها فقط، بل المشكلة الكبرى تكمن في تلقى وتلقف الغث والسمين، دون تمحيص أو تمييز، عبر فضائيات ممولة من محور الثورة المضادة! لأن أهل الباطل كما قيل: يهتمون بتقبيح الحق أكثر من تحسين باطلهم، لأن تشويه الحق أسهل من تحسين الباطل، فيتبع الناس الباطل لا قناعة به بل هروباً من الحق".

يُحكى أنه في أحد الحروب التي دمرت أوروبا في القرون الماضية، دخل الجنود قرية من القرى واغتصبوا كل نسائها إلا واحدة من النساء قاومت الجندي وقتلته وقطعت رأسه!

وبعد أن أنهى الجنود جريمتهم البشعة ورجعوا إلى ثكناتهم العسكرية، خرجت كل النساء من بيوتهن يلملمن ملابسهن الممزقة ويبكين بحرقة، إلا هذه المرأة خرجت من بيتها وهي حاملة رأس الجندي بيديها، وكل نظراتها عزة نفس، وقالت للنساء: "هل كنتن تظنن أتركه يغتصبني من دون أن أقتله أو يقتلني"؟ حينها نظر نساء القرية لبعضهن البعض وقررن أنه يجب قتلها حتى لا تتعالى عليهن وحتى لا يسألهن أحد لماذا لم تقاومن كما قاومت؟ فهجمن عليها وقتلنها… قتلن الشرف ليحيا العار!

كما قال الشاعر:

أمتي كم صنم مجِّدته *** لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلام الذئب في عدوانه *** إن يك الراعي عدو الغنم
فاحبسي الشكوى فلولاك لما *** كان في الحكم عبيد الدرهم

هذه الداعشية الإقصائية، التى تكفر بالديمقراطية عندما تأتى بالإسلاميين إلى سدة الحكم، وتطبل وتهلل لها عندما تأتى بشذاذ الأفاق!

والسؤال لهذه الداعشية، أليس الإخوان قبل أن يكونوا تياراً فكرياً سياسياً، هم أبناء الوطن؟ ثم ماذا جنت مصرنا الحبيبة، من استبدال حكم الإخوان بحكم العسكر، الذين جاءوا على ظهور الدبابات التى مرت فوق جسد الديمقراطية المقتولة برصاص الليبراليين والعلمانيين وأضرابهم من لاعقى بيادات العسكر؟، ألم يعترف البرادعى الليبرالجى الذى تربى على موائد الغرب، بأنه وقّع خطة مع المبعوث الأوروبي "برناردينو ليون"، لعزل الرئيس محمد مرسي الذي اختاره الشعب، ولما فشلوا في إزاحته بالديمقراطية، فكان لا بد من الانقلاب عليه، وعلى كل اختيارات الشعب، وإلقائها في صناديق القمامة!!