“دويتش فيله”: نواب أوروبيون يطالبون السيسي بإطلاق سراح السجناء السياسيين

- ‎فيأخبار

تتصاعد الضغوط الدولية على مصر بعد أن نشر 222 نائبًا أوروبيًا رسالة اليوم الأربعاء تدعو عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، إلى إطلاق سراح النشطاء والصحفيين والمحامين وغيرهم من سجناء الرأي المحتجزين ظلماً في ظروف غير آمنة، بحسب موقع "دويتش فيلله" الألماني.

وتأتي هذه الرسالة بعد أن نشر 56 عضوا ديمقراطيا في الكونجرس الأمريكي رسالة مماثلة الاثنين. وقال معهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ومقره الولايات المتحدة في بيان إن هذه الدفعة ترقى إلى "تعبئة غير مسبوقة" "تظهر الإحباط المهين للمجتمع الدولي من انتهاكات حقوق الإنسان في مصر".

وكان آخرها في طليعة النواب الفرنسيين والبلجيكيين، لكن أعضاء أوروبيين في البرلمان الأوروبي وأعضاء وطنيين من سبع دول، بما في ذلك حلفاء مصر الرئيسيين ألمانيا وفرنسا وإيطاليا.
وأعربت الرسالة عن انزعاجها من تزايد أعداد السجناء المحتجزين في الاحتجاز لفترات طويلة دون توجيه تهم إليهم أو محاكمتهم أو الاتصال بأسرهم ومحاميهم واحتجازهم في ظروف مكتظة، حيث أن جائحة "كوفيد-19" تعرضهم لخطر شديد.
وقال مينا ثابت، الباحث في الهيئة المصرية للحقوق والحريات، والذي سُجن أيضاً في عام 2016: "إنه انعكاس واضح لكمية الانتهاكات والسجل السيء في انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.

الاعتقالات وقبضة السيسي
ورغم أن الرسائل تسمي مباشرة حفنة من السجناء السياسيين البارزين، إلا أن ثابت قال إن "المئات، إن لم يكن الآلاف"، قد اختفوا قسراً أو احتجزوا ظلماً لشهور أو سنوات من خلال نظام الاحتجاز السابق للمحاكمة في مصر.

كما أن الرسائل تحمل اسم رامي شعث، وهو ناشط حقوقي فلسطيني؛ و"1" ناشط فلسطيني في مجال حقوق الإنسان. محمد الباقر، محام حقوقي يمثل عبد الفتاح؛ زياد العليمي، محام وناقد حكومي ومشرع سابق، وثمانية آخرين.
وقال معهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان إنه منذ استيلاء السيسي على السلطة في عام 2014، ترأس نظاما يهدف إلى الحفاظ على قبضته على السلطة، مضيفا أن هذا النظام يسمح للدولة بملاحقة أي مواطن ينتقده و"يصنفه زورا على انه تهديد للأمن القومي".

وقد أعرب خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن انزعاجهم إزاء "المخاطر الجسيمة" التي يواجهها المحتجزون في السجون المكتظة خلال انتشار الوباء. وذكرت لجنة المراقبة من أجل العدالة ومقرها جنيف انه فى النصف الأول من هذا العام توفى 51 سجينا بسبب الإهمال الطبى المتعمد ، بمن فيهم 17 توفوا بسبب مؤتمر كوفد – 19 .

وقال ثابت إن الآثار النفسية للاحتجاز والحبس الانفرادي وإساءة المعاملة تبقى مع شخص مدى الحياة، مضيفا : "عندما تذهب إلى السجن في مصر لا تخرج أبداً بنفس الطريقة التي دخلت بها. وتنفي سلطات الانقلاب بانتظام مزاعم الانتهاكات في سجونها.

متابعة صارمة
وقال ثابت إنه في حين أن الضغط المنسق مهم، إلا أنه ليس سوى الخطوة الأولى، وقال إن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تحتفظ بعلاقات عسكرية ومالية ودبلوماسية كبيرة مع السيسي يمكن استخدامها كوسيلة ضغط، مضيفا أن تلك الدول تبيع مصر معدات تستخدمها لقمع شعبها.
إلا أن حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة اعتقل أيضا العام الماضي بعد أن انتقد السيسي، وقال إن النخبة الحاكمة في مصر لن تولي اي اهتمام حتى ترى نتائج الانتخابات الأميركية المقبلة.

في عام 2019، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السيسي بأنه "رجل رائع" و"ديكتاتوره المفضل"، في حين قال المرشح الديمقراطي جو بايدن في يوليو إنه لا ينبغي أن يكون هناك "المزيد من الشيك على بياض لمصر".

وقال نافعة إن النظام المصري لن ينتبه إلا إلى الإجراءات التنفيذية، بدلاً من وجهات نظر أعضاء البرلمان، لأن نوابه لا يتمتعون بسلطة حقيقية، وبالتالي يصرف النظر عن نظرائه في الخارج.
وأضاف أنه فى الوقت الذى تعد فيه مثل هذه الضغوط ضرورية إذا ما رغبت أوروبا والولايات المتحدة فى التوصل إلى اى نتائج " فإنهما يجب أن تكونا أكثر صرامة بعض الشيء "، "يجب تكرار هذه الأنواع من الالتماسات، يجب أن تستمر، ولكن إذا كتبوا رسالة وناموا فلن يكون لها أي تأثير على الإطلاق".

لكن ثابت يؤكد أن العلاقات الحالية سمحت للسيسي بالتصرف دون عقاب، وبالتالي فإن هذه الإشارات الأمريكية والأوروبية مهمة، وأضاف "هذا مثل تحذير للنظام".

رابط التقرير:

https://www.dw.com/en/european-lawmakers-call-for-release-of-egypts-political-prisoners/a-55333083